العالم - خاص بالعالم
ويخرج وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ملوحا بإجراءات مختلفة في حال رفض ورقة الضمانات التي قدمتها موسكو لكل من الولايات المتحدة وحلف الناتو، مشيرا الى انه من ضمن الخيارات المطروحة امام الكرملين نشر عتاد عسكري على الحدود مع كييف.
وقال لافروف: "نأمل باستئناف العمل، لكن هذا سيعتمد على إجابة الاميركيين، وهم فهموا أننا لن ننتظر إلى الأبد. لقد سُئل الرئيس بوتين عن الرد إذا رفضت مقترحاتنا بشأن الضمانات الأمنية. وقال حرفيا أن هناك العديد من الخيارات للرد بالاعتماد على مقترحات خبرائنا العسكريين".
الموقف الروسي نابع من استياء سببه التصريحات الغربية الأخيرة، في اعقاب الاجتماع الروسي الاميركي الذي عقد في جنيف، واجتماع الناتو روسيا الذي عقد في بروكسيل وصولا الى اجتماع منظمة الامن والتعاون في اوروبا في فيينا، والذي اثار خيبة امل روسية من غياب اي رد صريح على مطالب موسكو.
في المقابل تعمل الولايات المتحدة على خطين متوازيين، فهي من جهة تحاول ايصال رسائل سلبية وايجابية في الوقت نفسه الى روسيا، حيث قال مستشار الامن القومي جيك ساليفان ان بلاده مستعدة لكل السيناريوهات، فيما تحرص على عدم اغضاب الحلفاء الاوروبيين الممتعضين من تهميشهم من قبل واشنطن، امتعاض حاولت إدارة بايدن معالجته بطمأنة الاوروبيين بانهم في صلب اي حل للازمة مع موسكو.
اضافة لذلك حضر مشروع القانون الذي قدمه السيناتور تيد كروز على مجلس الشيوخ يقضي بفرض عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكيانات ودول اخرى ترتبط بمشروع نورد ستريم2 للغاز، بين روسيا واوروبا عبر المانيا. مشروع القانون لم يحصل على الاصوات المطلوبة في الكونغرس في خطوة انقذت ادارة جو بايدن التي لا تريد اثارة غضب الحليف الالماني في هذا الشأن.
وبين تمسك روسيا بورقة الضمانات التي طلبتها من الغرب، وبين تردد الأميركيين والأوروبيين في الموافقة على هذه الضمانات، تتجه الأمور نحو تصعيد قد يصل إلى نقطة اللاعودة حيث تعجز برودة الشتاء على الحدود الروسية الأوكرانية عن التخفيف من سخونة الصراع بين الطرفين.