شاهد .. حادث قناة السويس يتحول الى أزمة دولية

الجمعة ٢٦ مارس ٢٠٢١ - ٠٥:٥١ بتوقيت غرينتش

تواصل السلطات المصرية جهودها الرامية لإخراج ناقلة حاويات ضخمة تعطل لليوم الرابع على التوالي حركة الملاحة في قناة السويس، الممر التجاري الدولي. وقالت الشركة المشغلة للسفينة ان جهود إعادة تعويم السفينة فشلت.

العالم - مصر


راسخة بهدوء كجبل ثابت لا تحركه الرياح.. هذا هو حال ناقلة الحاويلات الضخمة في قناة السويس والتي جنحت منذ يوم الاربعاء الماضي معطلة في ذلك حركة الملاحة في القناة الممرّ التجاري الحيوي بين أوروبا وآسيا، وقالت الشركة المشغلة للسفينة ان جهود إعادة تعويمها قد فشلت. واضافت ان فريق الانقاذ الهولندي سوف يرسل قاطرتين إضافيتين ستصلان في الثامن والعشرين من الشهر الجاري للمساعدة في جهود إعادة تعويم السفينة. فيما اكدت هيئةُ قناةِ السويس، إنه تم الاستعانةُ باحدى الجرافاتِ لتقومَ بأعمالِ التجريفِ بمنطقةِ جنوحِ السفينة. واضافت اَنَّ هذه الاعمال تهدفُ إلى إزالةِ الرمال المحيطةِ بمقدمةِ السفينة والتي تتراوحُ كمياتها من خمسةَ عشرَ الى عشرين ألفَ مترٍ مكعب.

هذا الحادث اثر بشكل سلبي على الاقتصاد العالمي حيث ارتفعت كلفةُ النقلِ بشكلٍ كبير، بالاضافة الى ارتفاع اسعارُ النفط نحوَ ستةٍ في المئةِ. وتعطيل سلاسل الإمدادات العالمية لكل شيء بداية من الحبوب ونهاية بملابس الأطفال فيما خلصت دراسة أجرتها شركة التأمين الألمانية أليانز والتي تعتبر اكبر شركة تأمين في اوروبا إلى أن هذه السفينة قد تكلف التجارة العالمية ما بين ستة مليارات وعشرة مليارات دولار أسبوعيا واضافت ان المشكلة تكمن بأن التكدس في قناة السويس هو القشة التي تقصم ظهر التجارة العالمية.

القاهرة اعلنت ان حركة الملاحة في القناة ستُستأنف في غضون ثمانية واربعين الى اثنين وسبعين ساعة كحد اقصى، لكن هذا التصريح يتنافى مع ما قالته شركة سميت سالفدج الهولندية التي كلّفتها المجموعة المشغّلة للسفينة المساعدة في التعويم، حيث اكدت ان العملية قد تستغرق أياماً أو حتى أسابيع.

هذه الازمة باتت تخرج من اطارها الاقتصادي وتتوجه نحو السياسة، حيث اعربت تركيا عن استعدادها لتقديم المساعدة اللازمة اذا دعت الحاجة، وذلك في وقت تواصل فيه انقرة محاولة رأب الصدع بينها وبين القاهرة. اما روسيا فقد رأت بهذه الازمة فرصة لترويج لطريقها البحري وهو الممر الشمالي الشرقي والذي يمر من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، ما يجعل من هذه السفينة ازمة امن قومي مصري.