العالم- ایران
وقال قائد الثورة، في كلمته لدى بدء العام الجديد (الايراني 1400 يبدأ في 21 آذار/ مارس) اليوم الاحد، إن اميركا ارتكبت جريمة حظر الدواء والمعدات الطبية ورغم ذلك ترافقت مع تحقيق مصالح ايران حيث نجحت في تحويل التهديد الى فرصة.
واضاف: إن شباننا بذلوا قصارى جهودهم بعزائم راسخة واستطاعوا تحقيق الاكتفاء الذاتي في شؤون عديدة حملت التبعية للخارج سابقا ونجحوا في صنع التقنيات ذات الصلة داخل البلاد.
وتابع: في مواجهة الحظر أمامنا طريقان احدهما يتمثل بالالتماس ممن فرضه والدعوة الى خفضه أو رفعه لقاء الرضوخ لشروطه الاستكبارية على طاولة المفاوضات وهو مايتسم بالمذلة والانحطاط والتخلف والطريق الثاني يتمثل بتحفيز طاقاتنا وانتاج السلع المحظورة داخلياً وحين يرى فارض الحظر تحقق هذا الامر سيرغم على الرضوخ ومن ثم يرتفع الحظر أو يفقد تأثيره اذ ان الشعب اختار النهج الثاني.
وعدّ اية الله خامنئي جهود الشعب الايراني الرامية لتحويل الحظر الى فرص بأنها حققت نتائج مشجعة، مشيرا الى تأمين المستلزمات الصحية في مكافحة كورونا داخليا ورفع القدرات العلمية والدفاعية بشكل مذهل، و"هذه الحقائق تدلل انه بالامكان تحويل الحظر الى فرص".
ونصح المسؤولين الحاليين والمستقبليين في البلاد الى عدم ربط الاقتصاد بالحظر والافتراض بأن الحظر سيبقى مستمراً.
ونوه الى ان البعض كرر الاقاويل خلال الاعوام القليلة الماضية انه لو رفع الحظر أو إذا قدمت الاستثمارات الاجنبية فإن النتائج ستكون كذا وكذا فيما توقف هذه الادوات الشرطية عجلة اقتصاد البلاد أو تدفعها الى المجهول وهذا التلكؤ يسبب خسارة كبيرة للاقتصاد.
واشار قائد الثورة الى الاستحقاقين الانتخابيين المقبلين في البلاد، الرئاسي والمجالس البلدية، مؤكدا على أهميتها على الصعيدين الداخلي والدولي، عادّا الانتخابات بمثابة عملية تحديث داخلي ومحرك جديد في السلطة التنفيذية حيث يدخل اشخاص جدد ومتحمسون الى ساحة العمل وهذا مايفضي بالبركات على البلاد.
ووصف حضور الشعب ومشاركته في العملية الانتخابية بمثابة تجسيد على الاقتدار الوطني في الساحة الدولية حيث ان الشعب ووعيه واندفاعه يمهد لاقتدار البلاد أكثر من مؤشرات القدرات الدفاعية والدبلوماسية ومايبرز هذا الحضور والاقتدار الاهم الساحة الانتخابية.
واعتبر مبدأ مشاركة الشعب وكذلك حجم المشاركة الانتخابية من العناصر المؤثرة في صنع الاقتدار الوطني، موضحاً: إنه ربما يتخذ البعض موقفا سلبيا ازاء القيادة الا ان الجميع يريد أن تكون ايران قوية باعتبار أن هذا الأمر يجسد مجابهة الاعداء وإحدى هذه السبل الهامة في قوة ايران تتمثل في المشاركة الواسعة في العملية الانتخابية.
ونوه قائد الثورة الى ان الاجهزة الاستخبارية لبعض البلدان والاسوأ من ذلك هو محاولات اميركا والكيان الصهيوني لعكس صورة باهتة عن الانتخابات ولهذا السبب يلصقون التهم بالمشرفين عليها بالتخطيط المسبق وكذلك بمجلس صيانة الدستور والايحاء بأن أصوات الشعب لاتترك تأثيرا على تحسن الاوضاع بهدف تثبيط عزائم الناس عن المشاركة فيها.
ولفت اية الله خامنئي الى الاستفادة القصوى من الفضاء السيبراني لتثبيط العزائم وكذلك محاولة تقويض الانتخابات، وانتقد في ذات الوقت اساليب ادارة هذا الفضاء في البلاد.
وأردف: إن جميع بلدان العالم تتحكم في إدارة شؤون الفضاء السيبراني الا ان البعض في بلدنا يفخر بتركه فيما لايبعث هذا الامر على الفخر مطلقا.
وأكد قائد الثورة ان الشعب ينبغي أن يستخدم الفضاء السيبراني باعتباره أداة لتحقيق الحرية الا انه لاينبغي السماح للاعداء بنيل مآربهم من خلال استغلاله.
ولفت الى ان الاعداء يخططون لخفض حجم مشاركة الشعب في الانتخابات المقبلة باستخدام اساليب نفسية الا ان المؤمل ان يرد الشعب بالرفض ويلقي باليأس على الاعداء.
واشار قائد الثورة الى أهمية مكانة المنصب الرئاسي في البلاد، موضحا: إنها تعد الأهم والاكثر تأثيرا في إدارة شؤون البلاد وإثارة بعض الامور كعدم امتلاك رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة أو انه مجرد كادر في تقديم الخدمات اللوجستية يتعارض مع الواقع ويعود الى عدم الشعور بالمسؤولية أو الجهل أو الاهداف المغرضة.
ووصف المنصب الرئاسي بأنه الاكثر فعالية ومسؤولية في إدارة شؤون البلاد، عادّا معظم المؤسسات الرسمية والامكانيات الحكومية ضمن صلاحيات رئيس الجمهورية كما ان المؤسسات الاخرى كالقضائية والعسكرية ضئيلة مقارنة برئاسة الجمهورية.
وأكد على ضرورة أن ينتبه الجميع اثناء الاقتراع الى المسؤوليات الكبرى والثقيلة التي تقع على عاتق رئيس الجمهورية.
وخاطب اية الله خامنئي الراغبين بالترشح للانتخابات الرئاسية، موضحاً: نتوقع منكم الانتباه الى ضخامة المسؤولية وأدراك تحمّلها و"اذا رأيتم أنكم قادرون عليها عندئد تستطيعون الدخول في المنافسة الانتخابية".
وأكد: إنه ينبغي التعرف على مشاكل البلاد ووضع خطط وسبل للحلول ولو بشكل إجمالي وينبغي التعرف على اقتصاد البلاد والقضايا الهامة ذات الصلة كنمو الانتاج الوطني والاستثمارات وتعزيز مستوى العملة الوطنية وموضوع أمن البلاد والاضرار الاجتماعية وسبل مواجهة السياسات العالمية المعقدة والمواضيع الثقافية ذات الاهمية.
وأكد على تحري الدقة من قبل أبناء الشعب اثناء العملية الانتخابية، منوهاً الى ان رئيس الجمهورية يجب أن يتسم بالكفاءة والايمان والعدل ومكافحة الفساد والسجل الثوري والجهادي ويؤمن بالقدرات الداخلية وطاقات الشباب باعتبارهم المحرك العام في البلاد ويحدوه الامل بالمستقبل.
ولفت الى انه في حال تولي شخص بمثل هذه المواصفات فإن البلاد ستصل الى الهدف المنشود وعلى الناس البحث عن شخص يتسم بهذه الخصائص وربما لاتتسم عملية البحث بالسهولة لذلك ينبغي الرجوع الى الخبراء الموثوقين بهذا الشأن.
وأكد قائد الثورة على ضرورة صون الوحدة والتكاتف الوطني وأن تكون الانتخابات رمزا للوحدة الوطنية وليس تأجيج الفرقة والخلافات.
وشدد على ضرورة إنهاء التصنيف التقليدي الى يمين ويسار والتركيز على مستقبل البلاد وإدارة شؤون الحكومة الاسلامية فقط، عادّا اختلاف الرؤى السياسية والقومية والمذهبية لاتتسم بالاشكاليات الا ان هذه الامور لاينبغي ان تقوض الوحدة الوطنية.
وشدد: إن شعار "الضغوط القصوى" الاميركي آل الى الفشل والاحمق السابق أعد هذا المخطط بهدف تقويض ايران وفرض مفاوضات عليها وفق شروطه الاستكبارية بسبب ضعفها لكنه غادر بفضيحة وذهبت أحلامه الى القبر وافتضح أمره وبلده فيما بقيت ايران شامخة بقوة وعزّ بفضل صمودها.
وأكد انه اذا ارادت الادارة الاميركية الحالية السير وفق "الضغوط القصوى" ستؤول الى الهزيمة ايضاً وتسقط في الحضيض.
ونوه الى ان سياسة ايران مع أطراف الاتفاق النووي، كما ورد في الاتفاق ذاته، تقوم على عدم الانتهاك لأنها قد أعلنت وتم الاتفاق بشأنه سابقا حيث ينبغي للاميركيين رفع جميع اشكال الحظر ومن ثم التحقق وفي حال تم رفعه بكل ما للكلمة من معنى سنعود الى تعهداتنا دون مشكلة لكننا لانثق بوعود الاميركيين.
ولفت الى ان بعض الاميركيين يرون ضرورة تغيير الاتفاق النووي، "نعم لقد تغيرت الظروف التي كانت سائدة في عامي 2016 و 2017 لصالح ايران وليست لاميركا لقد باتت ايران اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه في عام 2015 وبالتالي اذا تقرر إحداث تغييرات في الاتفاق النووي ينبغي أن تصب لصالحنا حيث استطعنا إحباط الحظر".
وخاطب قائد الثورة الادارة الاميركية بالقول: إن صعوبات جمّة تحيط بكم يوما بعد يوم وليس من الواضح ماذا سيكون مصير هذا الرئيس، ولسنا في عجلة من مقترحنا، نعم ينبغي الاستفادة من الفرص وفق عقيدتنا الا اننا لن نتسرع لأن المخاطر تفوق المصالح أحياناً وقد تسرعنا في الاتفاق النووي.
ولفت الى ان بعض السياسيين في العالم يرون أنه لافرق بين من يكون الاول لكن الموضوع ليس بهذا الشكل، "لقد وثقنا بالاميركيين في عهد اوباما ونفذنا الالتزامات وفق الاتفاق النووي لكن الطرف المقابل لم يلتزم بتعهداته واكتفى برفع الحظر على الورق فقط فيما قاموا بإرهاب المستثمرين لذلك لاقيمة لتعهداتهم".
وعدّ الاميركيين بأنهم أخطأوا في التعامل مع ايران كما أخطأوا في شؤون المنطقة بشكل عام وأخطأوا بالتأكيد في دعم الكيان الصهيوني وتواجدهم الغاصب في سوريا، "وعليهم أن يدركوا ان الامة الاسلامية لن تنسى قضية فلسطين ولن تتخلى عنها كما ان العدوان على اليمن وقع في عهد حكومة الديمقراطيين قبل ترامب".
واشار قائد الثورة الى منح حكومة اوباما الضوء الاخضر الى النظام السعودي لبدء الحرب في اليمن ودعمه تسليحيا لاستهداف المدنيين، موضحاً: عقب مرور 6 أعوام على بدء الحرب عجزوا في فرض الاستسلام على الشعب اليمني ويثار التساؤل للاميركيين عمّا اذا كانوا يعلمون منذ اليوم الاول ان أي مستنقع أوقعوا فيه الحكومة السعودية مايلحق الخسائر بها سواء أوقفت الحرب أم استمرت فيه.
وعدّ قضية اليمن وتورط الحكومة السعودية نموذجا على نتائج الوثوق بأميركا من قبل حلفائها، مشددا: أن الاميركيين لايعرفون المنطقة وشعوبها لذلك يسقطون في الأخطاء باستمرار.
وفي سياق آخر تطرّق قائد الثورة الى اقتصاد البلاد، عادّاً متابعة هدف النهضة الانتاجية في العام الجديد (1400 وفق التقويم الايراني) يثمر عن تحقيق نمو اقتصادي كبير بالتأكيد.
ووصف مكافحة الفساد قضية تكتسب الاهمية للغاية حيث ينبغي اغلاق الطرق والقنوات المرتبطة واصلاح النظام المصرفي والجمارك.
ولفت الى ان البعض يبث اليأس بين صفوف الناس بسبب المشاكل الاقتصادية والمعيشية بمزاعم عدم القدرة على تحقيق أي انجاز وبطبيعة الحال فان مثل هذه الاقوال تبثها وسائل الاعلام الاجنبية والاجواء الافتراضية التي تعكس صورة مشوهة عن الحقائق لكن واقع الحال ليس بهذا الشكل مطلقاً.
ووصف اقتصاد البلاد بأنه أحد أكثر الاقتصادات ازدهارا على صعيد المنطقة ويمكنه أن يكون على صعيد العالم ايضا بفضل الطاقات والامكانيات المتاحة في الداخل.
ونوه الى ان دعما رئيسيا في شؤون الانتاج يتمثل برفع القدرة الشرائية للشعب حيث ان انعدام الطلب سيؤدي الى تقويض الانتاج.
وأكد على ضرورة قطع الوسائط وعدّها من المواضيع الهامة لأنها تساهم في رفع الاسعار مايؤدي الى الحاق الضرر بالمنتجين والمستهلكين معاً وفي حال قطعت أيادي الوسائط فإن ذلك سيؤدي الى دعم الانتاج بشكل كبير وفي حال تمت متابعة هذا الهدف خلال العام الجاري فان تطورا سيطرأ على اقتصاد البلاد.
ولفت الى وجود قائمة طويلة تضم السلع التي ارتفع انتاجها في الداخل، خلال العام الماضي، ومنها المعدات المنزلية واطارات السيارات والالومنيوم والبتروكيمياويات والصلب ونظائرها.
وأكد على ضرورة مواصلة هذا النهج في الانتاج وإزالة العقبات ذات الصلة ومنها استيراد السلع غير الضرورية والتهريب والتعقيدات القانونية وعدم النظام المصرفي للانتاج.
وعدّ هذه العقبات ليست الوحيدة في هذا السياق بل ثمة تفاصيل أخرى تسلمها ضمن تقرير، وحثّ في ذات على كشف تفاصيله للشعب لكي يتبين ان بعض العقبات أمام الانتاج تقع على عاتقه وكذلك الاجهزة الحكومية المرتبطة سواءً السلطة التنفيذية أو السلطتين الاخريين حيث ينبغي رفعها.
كما أكد على ضرورة تقديم الدعم في الشؤون الانتاجية كالمحفزات القانونية والتوقف عن دعم استيراد السلع التي يمكن انتاجها محليا كما ان بعض السلع الانتاجية تتطلب استيراد المواد الخام والتي ينبغي المساعدة لتسهيل هذا الامر.
ونوه الى ان استخدامات بعض الثروات الطبيعية تتم بصورة صحيحة لكن الكثير منها تستغل بصورة خامات كالنفط والغاز فيما يمكن تطويرها وايجاد قيم مضافة.
وعدّ ايران بأنها تمتلك طاقات وامكانيات هائلة حيث يستطيع المسؤولون المعنيون وضع الحلول للمشاكل السابقة وفق عزائم راسخة بشرط أن تسود البلاد إدارة قوية ومناهضة للفساد الى جانب إعداد خطة اقتصادية شاملة وهو مايمهد لاستخدام هذه الطاقات.
ولفت الى ان الخبراء الاقتصاديين يرون ان بنك الاقتصاد الدولي منح الاقتصاد الايراني المرتبة 18 بين الاقتصادات المتفوقة بين 200 دولة في العالم، موضحا: ان هؤلاء الخبراء ان ايران تضم طاقات هائلة على صعيدي الثروات الطبيعية والكوادر الانسانية وفي حال توظيفها سيرتقي اقتصاد البلاد الى المرتبة 12 عالميا وهو مايكتسب الاهمية للغاية.
وعدّ امكانيات البلاد من قبيل المساحة الكبيرة والجوار وموقعها الجغرافي المتميز على الممرين بين الشرق والغرب والشمال والجنوب والكوادر الانسانية كجيل الشباب المتخرجين والجاهزين للعمل من بين الحقائق الثابتة الى جانب توفر الثروات الطبيعية الهائلة في اراضي البلاد والبنى التحتية ذات الاهمية التي شيدت خلال الاعوام الثلاثين الاخيرة تجعل ايران بلدا متقدما يفقد أي حظر قابلية التأثير عليها.
ونوه الى ان معالجة المشاكل تستوجب تكاتف الشعب وتعاطفه وفي أي مجال ينشط فيه الشعب تتحقق الانفراجات بالتأكيد حيث ينبغي له أداء دور في قطاعات الاستثمارات الانتاجية.