العالم – كشكول
ونقل بلينكن عن بايدن قوله: "انه إذا عادت إيران للتقيد بالاتفاق، فنحن أيضاً سنتقيد به". واضاف: "لكننا سنلجأ إلى ذلك كنقطة انطلاق، مع حلفائنا وشركائنا الذين سيكونون مجددا الى جانبنا، سعيا إلى اتفاق أقوى ويستمر وقتا أطول". كما ادعى أن هذا الأمر يفترض أن يشمل البرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية وأنشطتها في المنطقة ، وان "امريكا ستشرك دول الخليج الفارسي وإسرائيل بأي مفاوضات نووية بشأن إيران".
اللافت ان بلينكن وهو يتحدث عن سياسة ادارته الجديدة ازاء ايران، قلب وبشكل صارخ الحقائق راسا على عقب ، فهو يضع الجلاد مكان الضحية ، والضحية مكان الجلاد، عندما يشترط ان "تفي طهران بالتزامتها" ، لتعود امريكا الى الاتفاق النووي!!. ناسيا او متناسيا، ان الذي يجب ان يشترط هو ايران، فأمريكا ترامب هي التي انسحبت من الاتفاق النووي، وفرضت عقوبات غير مسبوقة على ايران، وهددت باقي الدول الاعضاء في الاتفاق النووي، من اجل الانسحاب منه وانتهاكه.
اللافت ايضا ان بلينكن، نسى او تناسى، ان ايران اعطت الاطراف الاخرى في التفاق النووي، مهلة استغرقت سنة كامة، بعد انسحاب امريكا من الاتفاق، من اجل الالتزام بتعهداتها وعدم الرضوخ للتهديدات الامريكية، وشهد على ذلك 15 تقريرا صادرا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي اكدت جميعها دون استثناء التزام ايران الكامل بالاتفاق النووي. الا انه وبعد انتهاء المهلة، قررت ايران تقليص التزامتها بالاتفاق النووي، بسبب نكوص الاطراف الاخرى عن الالتزام على ما وقعت عليه، واعلنت انها ستعود فورا عن تقليص التزاماتها اذا ما احترمت الاطراف الاخرى التزاماتها.
يبدو ان بلينكن مازال تحت تاثير سياسة ترامب الهوجاء والرعناء، وإلا لما كان يشترط على ايران ان تفي بالتزاماتها من اجل ان تعود امريكا الى الاتفاق النووي، بينما يعود الفضل الى ايران في بقاء الاتفاق النووي حيا الى الان، ولولاها لقتله ترامب ودفن جثته.
اما حديثه عن اشراك دول الخليج الفارسي و"اسرائيل" في اي مباحثات نووية مع ايران، فانها اشبه بالمزحة، حيث فات بلينكن ان السعودية و"اسرائيل" كانا ومازالا الد اعداء الاتفاق النووي، وبذلا كل ما في جعبتهما من مؤامرات لافشاله، ولا نعتقد ان بلينكن نسى كيف اهان نتنياهو الرئيس الامريكي السابق اوباما عندما خطب امام الكونغرس الامريكي منددا بالاتفاق، ونسى ايضا ان وزير خارجية السعودية السابق سعود الفيصل رفض القاء كلمة بلاده امام الامم المتحدة احتجاجا على عقد الاتفاق. كما ان ايران تتفاوض على الاتفاق النووي مرة اخرى، هذا اولا، ثانيا ايران لن تفاوض لا مع السعودية ولا مع "اسرئيل" فالفكرة مرفوضة من الاساس. لذا لا يبقى امام بلينكن سوى خيارين ، اما ان تفي بلاده على بما وقعت عليه ، لتتراجع ايران عن اجراءاتها بتقليص التزاماتها في اطار الاتفاق النووي، واما ان تتبع سياسة ادارة ترامب المجنونة، وعندها لا تلومن امريكا سوى نفسها.