العالم - كشكول
هذا الاعلان يعني ان ايران اتخذت قرارها فيما يخص تطبيق المشروع الذي صادق عليه مجلس الشورى الاسلامية بعد عملية الاغتيال الجبانة للعالم النووي الايراني البارز الشهيد محسن فخري زادة . كما ان هذه الخطوة تعني ان احد البنود الستة لهذا المشروع فيما يخص القضايا النووية الايرانية سيدخل حيز التنفيذ ، وباطبع فان البنود الاخرى ستدخل حيز التنفيذ تدريجيا في حال تقاعس وتنصل الاطراف الاخرى عن الالتزام بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي .
تزامن تطبيق هذا القرار مع الذكرى السنوية لاستشهاد الفريق الشهيد قاسم سليماني يحمل في طياته رسالة مفادها ان ايران لن ترضخ لاي مفاوضات غربية جديدة ولن تقبل باي توسيع لنطاق الاتفاق النووي يمس بقدراتها الصاروخية او نفوذها الاقليمي .
ربما جدية ايران في متابعة اهدافها المنشودة والتاكيد عليها تزامنا مع الذكرى السنوية لاستشهاد القائد سليماني هو السبب في تصاعد وتيرة وحدة الاعلام فيما يخص توتر اوضاع المنطقة . رغم ان هذه الحدة والوتيرة المتصاعدة لم تبق بلا جواب ، ورد عليها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف رسميا حين اعلن بان اي لعب بالنار سيواجه برد حاسم وجاد ، وفي نفس الوقت اعلن القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي في تصريحات ادلى بها خلال زيارته التفقدية لجزيرة بوموسى قائلا : لقد اثبتنا عمليا ونعلن ايضا بان اي عمل يصدر من العدو ضدنا سنرد عليه بضربة مضادة وبصورة قوية وحازمة ، وما اثبتناه مرارا هو اننا لا نترك اي تهديد واعتداء من قبل الاعداء.
لب كلام ساسة وعسكريي ايران حيال التهديدات التي توجه لها خلال الايام الاخيرة بمكن استنباطه من تصريحات قائد القوة الجو فضائية لحرس الثورة الاسلامية العميد اسماعيل حاجي زادة والذي سلط الضوء على جميع جوانب تداعيات هذه التهديدات والبروباغندا الاعلامية الظاهرية منها والخفية بقوله : حين صرح قائد الثورة الاسلامية بانه "لو ارتكب الكيان الصهيوني اي حماقة فاننا سندمر تل ابيب وحيفا" ، هذا كان امرا عاما، وكان لزاما علينا نحصل على هذه القوة ، وهذه الجهود تجري على قدم وساق منذ سنين طويلة . هذا التصريح يعني اعلان الجهوزية التامة في كافة انحاء ايران في مواجهة اي تهديد . يبدو ان هذا المستوى من الجهوزية لن يسمح للعدو بان يفكر بيتجاوز مرحلة التهديد في الاعلام ، لان ديدن العدو هو الرقص وحيدا تحت جنح الظلام .