العالم - فلسطين
فقد أكدت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، يوم امس الثلاثاء، أن سلاح "لونج رايفل 22" / روجر، الذي تستخدمه قوات الاحتلال الإسرائيلي في قمع المسيرات والتظاهرات الفلسطينية، هو سلاح قاتل وليس وسيلة "غير فتاكة" لتفريق التظاهرات كما تدعي.
وأضافت "الحركة العالمية" في بيان صحافي، أن آخر ضحايا هذا السلاح الذي يطلق الرصاص المعروف باسم "توتو"، رصاص حي قطره 0.22 إنش، هو الطفل علي أبو عليا، 15 عاماً، من قرية المغير شمال شرق رام الله، الذي استشهد في الرابع من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، خلال مواجهات اندلعت في القرية.
وقال ذوو الطفل، في إفادتهم للحركة العالمية "إن الأطباء أخبروهم وقتها أن إصابة علي خطيرة، وأن الرصاصة أصابت وقطعت شرايين رئيسية ودقيقة عانى إثرها من نزيف حاد جداً، وبعد خروجه من العملية إلى غرفة العناية المكثفة بـ 10 دقائق تقريباً أعلن عن استشهاده".
وادعى الاحتلال في روايته حول الحادثة، أن الجندي الذي أطلق النار وقتل الطفل أبو عليا "كان يخطط لإطلاق النار على شاب آخر، إلا أن الشاب غير حركته في اللحظة الأخيرة، ما أدى لإصابة الطفل"، وأن الرصاصة التي أصيب بها علي هي رصاصة من بندقية "روجر"، وذات قطر صغير جداً، و"هي أداة لتفريق مظاهرات، ولا تحسب من الرصاص الحي".
وأكدت "الحركة العالمية" أن ادعاء الاحتلال أنه جرى إطلاق النار على الطفل أبو عليا بالخطأ ليس الأول من نوعه فيما يتعلق باستخدام هذا النوع من السلاح، مشيرة إلى أنها وثقت عدة حالات لأطفال أصيبوا واستشهدوا برصاص بندقية "روجر" خلال السنوات الماضية، منها حالة الطفل عبد الرحمن عبيد الله من مخيم عايدة للاجئين شمال بيت لحم، الذي قتلته قوات الاحتلال في الخامس من شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015، ليعلن بعدها الاحتلال أن إطلاق النار على الطفل عبيد الله كان عن طريق "الخطأ".
كما أشارت "الحركة العالمية" إلى حادثة استشهاد الطفل قصي العمور، 17 عاماً، من بلدة تقوع بمحافظة بيت لحم، الذي قتلته قوات الاحتلال الإسرائيلي في السادس عشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول 2017، أمام الكاميرات، خلال مواجهات اندلعت في البلدة.
وقالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال "إنه عندما يطلق جندي مدرب الرصاص الحي صوب شخص ويستهدف الأجزاء العليا من جسده فإن هذا يعتبر إمعاناً في القتل، ولا مجال هنا للحديث عن خطأ في التصويب كما تدعي قوات الاحتلال"، مجددة التأكيد على أن سياسة الإفلات من العقاب وعدم المساءلة التي يتمتع بها جنود الاحتلال الإسرائيلي هي التي تشجعهم على الاستمرار بانتهاكاتهم ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة الأطفال.
وقالت الحركة العالمية: "لطالما أعرب المجتمع الدولي عن قلقه جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي الذخيرة الحية، ومع ذلك فإن استخدامها من قبل جنود الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين العزل خلال المظاهرات هو أمر شائع، وعلى نحو متزايد في كافة أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما يتناقض مع القوانين والأعراف الدولية".
يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت 8 أطفال في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، منذ بداية عام 2020.