العالم - الكويت
طويت صفحة من تاريخ الكويت، دمغت ببصمة السياسية للامير الراحل صباح الاحمد الصباح، الذي لعب دورا فاعلا فيها طوال فترة استمرت خمسة عقود تقريبا.
الراحلُ الذي وُصفَ بعميدِ الدبلوماسية، تميّزَ بسياستهِ المستقلة، ودورِه التوفيقي بين اطرافِ النزاع والخلاف في المنطقة حتى لُقّبَ بشيخِ المنطقة التي تُحلُ عندَه العُقد وتُفكَّكُ بين يديهِ الازمات، فعالجَ عُقداً واخفقَ في بعض لتحصينِ الكويت وسمعتِها، وابعادِها عن التجاذباتِ القائمة والمستمرة، كذلك فإنّ ابرزَ ما ميّزَ عهدَه، هو الموقفُ الثابت والداعم للقضيةِ الفلسطينية والرافضِ للتطبيع.
اليوم مع رحيله، تفتح الكويت صفحة جديدة، مع الامير نواف الاحمد الصباح الذي استهل عهده بعد اداء اليمين الدستورية، بالتأكيد على المضي في نهج شقيقه الراحل.
عهد الامير نواف يتزامن مع ضغوط امريكية مختلفة على دول المنطقة لتنفيذ التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي المغتصب لفلسطين، وتشارك الامريكي فيها السعودية والامارات والبحرين التي باتت تضغط على دول عربية قد تكون من بينها الكويت للتطبيع وتسلم دفة القرار في المنطقة للاسرائيلي.
كذلك يتزامن عهد الامير نواف الذي تجاوز الثمانين بثلاث سنوات، ومع ازمات اقتصادية كارثية تعصف بالعالم والمنطقة خلفها تفشي وباء كورونا، لكن ظهور الامير الجديد الى جانب ما يسمى بالحرس الكويتي القديم الذي قاد سياسة الكويت منذ الامير جابر الاحمد الصباح، ثم اخيه صباح، هو بمثابة رسالة مفادها أن الكويت لن تغير من سياساتها بحسب المطلعين.
اما العقبة الاخرى التي تواجه الامير نواف، فهي ازمة دول مجلس التعاون ومقاطعة بعض اعضائه لدولة قطر منذ ثلاثة اعوام، وقد وقفت الكويت على مسافة واحدة من الجميع.
داخليا تعاني الكويت ازمة مالية بسبب وباء كورونا وانهيارا بأسعار النفط والتوترات في المنطقة، وينظر إلى أن يتخذ الامير الجديد قرارات جريئة في دعم الاقتصاد وتجاوز محنة كورونا وتجاوز المحنة السياسية المستمرة المتمثلة بكثرة استقالات الحكومة ومواجهاتها مع مجلس الامة البرلمان.