النبي الأكرم تعامل مع اليهود ولم يتعامل مع الصهاينة يا سديس

النبي الأكرم تعامل مع اليهود ولم يتعامل مع الصهاينة يا سديس
السبت ٠٥ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٤:٠٥ بتوقيت غرينتش

ليس هناك من يشك ان مشايخ الوهابية هم العمود الثاني الذي يقوم عليه النظام السعودي برمته الى جانب عمود عائلة ال سعود، منذ ان تحالف ابن سعود ومع ابن عبدالوهاب على ان يشرعن الثاني حروب الاول ومجازره ضد المسلمين في الجزيرة العربية وخارجها، في مقابل ان يعترف الاول بالدعوة الدينية للثاني ويعتمدها كدين رسمي للكيان السعودي الذي بُني بدعم مباشر من قبل المستعمر البريطاني ومن ثم امريكا.

العالم – كشكول

وليس هناك من شك ان الوهابية ومشايخها كانت ومازالت وفية لذلك العهد القديم بين ابن سعود وبين جدهم ابن عبدالوهاب، والاثنان معا كنا ينظران بايجابية لتاسيس الكيان الاسرائيلي الذي اقيم في قلب العالم الاسلامي من قبل نفس المستعمر الذي اسس الكيان السعودي في ذات القلب، رغم ان ابن سعود وابن عبدالوهاب، لا تجد لهما من عدو في الظاهر، الا الكيان الاسرائيلي، فلا تجد في خطاب لابناء ال سعود او خطبة لابناء عبدالوهاب الا وهي متخمة في بالهجمات والدعاء على "اليهود".

يبدو ان صعود نجم محمد بن سلمان في السعودية، كان في مقابل التطبيع مع الكيان الاسرائيلي ودعم "صفقة القرن" وتصفية القضية الفلسطينية بشكل علني، اي ضرورة الكف عن العلاقة في السر بين الكيانين السعودي والاسرائيلي التي كانت قائمة منذ عقود طويل، والانتقال بها الى العلن ، وهذا الانتقال يحتاج الى تغيير خطاب مشايخ الوهابية، وهو ما تلمسناه امس الجمعة في خطبة أمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس، الذي ترك الدعاء على اليهود، وتحدث عن حسن تعامل الرسول الاكرم مع اليهود، وقال: "مات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي، وعامل يهود خيبر على الشطر مما يخرج من زروعهم وثمارهم، وأحسن إلى جاره اليهودي ،مما كان سببا في إسلامه ،وهكذا في وقائع كثيرة متعددة" الامر الذي اعتبر تغييرا في الخطاب الوهابي الذي يتحرك وفقا لتعاليم ال سعود، وهي تعاليم تشير الى اقتراب ساعة الاعلان عن التطبيع مع "اليهود الكفار" ، الذين تحولوا بقدرة ال سعود الى "ابناء عمومةولهم الحق في ارض فلسطين اكثر من الفلسطينيين انفسهم".

السديس لم ينس ان يمهد للتغيير في خطاباته التي عادة ما كان "يلعن" فيها اليهود، عبر التنظير الفقهي لهذا التغييربالقول:"من التنبيهات المفيدة في مسائل العقيدة، عدم الفهم الصحيح في باب الولاء والبراء، ووجود اللبس فيه بين الاعتقاد القلبي وحسن التعامل في العلاقات الفردية والدولية.. وهذا لا يتنافى مع عدم موالاة غير المسلم، معاملته معاملة حسنة تأليفا لقلبه واستمالة لنفسه، للدخول في هذا الدين" مذكراً السعوديين ،على طريقة ائمته من امثال ابن تيمية و ابن قيم الجوزية وابن محمد بن عبدالوهاب، السديس أكد كالعادة :"على لزوم الجماعة وحسن السمع والطاعة للأئمة وولاة الأمر" حتى لو زنوا او ارتكبوا كل الموبقات او حتى طبعوا مع الصهاينة!.

طاعة السديس لولي الامر الراغب في التطبيع مع الصهاينة، انسته في غمرة هذه الطاعة، انه ارتكب معصية كبرى وذنبا شنيعا لا يغتفر باستغلاله الحرم المكي للتطبيع مع قتلة الفلسطينيين والعرب والمسلمين من امثال السفاح نتنياهو، وانسته ايضا، ان النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، كان رحيما و رؤوفا مع الجميع وتعامل مع اليهود معاملة انسانية، الا انه لم يتعامل مع الصهاينة مغتصبي اقدس مقدسات المسلمين وقاتلي اطفال ونساء فلسطين، كما يريد ان يوحي السديس بذلك ، لذلك سنذكره كما ذكره غيرنا بقوله تعالى:لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين . انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون.