العالم - كشكول
في البداية حاول ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد و وزيره انور قرقاش ان يذرا الرماد في العيون دون طائل، بأن تطبيعهم كان لصالح الفلسطينيين، لمنع ضم نتنياهو لاجزاء من الضفة الغربية والاغوار الفلسطينية، او الحصول على طائرات اف 35 ، او ان التطبيع محصور فقط في المجالات الصحية والاقتصادية والسياحية والثقافية، الا ان النفي الاسرائيلي القاطع لكل تلك التبريرات وضع القيادة الاماراتية في موضع حرج كان لابد ان تخرج منه وان تكشف المستور من وراء التطبيع.
يبدو ان هذه القيادة انتدبت لمهمة الخروج من حالة الحرج هذه ، اكثر المسؤولين الاماراتيين صلافة بعد سفير الامارات في واشنطن، وهو مساعد وزير الخارجية الإماراتي عمر غباش الذي نقل عنه موقع قناة "فوكس نيوز" الأمريكي، امس الثلاثاء قوله: "إنه سيكون هناك شكل من التعاون الأمني في إطار الاتفاق الأكبر، مع استمرار تصاعد التوترات مع إيران بالمنطقة".. " أننا قررنا صنع السلام مع إسرائيل وفتح العلاقات الدبلوماسية، وهذا يعني أنه يجب علينا حقا تعظيم جميع الفوائد من ذلك".. وهذا "لا يعني أن الإمارات تخلت عن القضية الفلسطينية"!!.
زيارات الوفود الاسرائيلية المتتالية قبل التطبيع، والمباحثات التي اجراها وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس هاتفيا مع وزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتي محمد بن أحمد البواردي، بعد التطبيع والتي تركزت حول التعاون الأمني بين الجانبين وفقا لمصادر "يدعوت احرونوت"، وكذلك الوفد الإسرائيلي الذي سيتوجه إلى أبوظبي برفقة جاريد كوشنر والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط آفي بيركوفيتش، والذي سيترأسه مئير بن شبات مستشار الأمن القومي لنتنياهو، كلها تشير الى ان الامارات وقعت في الفخ الاسرائيلي، بإرادتها او رغما عنها، وان ابن زايد قرر، او تقرر بدلا عنه، ان ينتدب لصا لحماية بيته وارضه وعرضه، وهو لص كان عليه ان يسأل عنه المصريين والاردنيين قبل ان ينتدبه او يُنتدب له.