العالم – يقال ان
فضيحة "ال بي سي" و "ان تي في" واخواتهما والاعلام السعودي بشكل عام، والمتمثلة بحملة الكذب الشعواء التي قادوها منذ الدقائق الاولى لانفجار بيروت ضد حزب الله والمقاومة، اثارت حفيظة حتى مشغليهم الاصليين في امريكا، حيث نشر موقع مجلة “نيوزويك” تقريرا لمراسلها ديفيد برينان، كشف فيه، عن قيام مواقع التواصل الاجتماعي المرتبطة بالسعودية بنشر نظريات مؤامرة وحملة تضليل لربط إنفجار مرفأ بيروت بحزب الله ، وبدأ هاشتاغ “أمونيوم حزب الله يحرق بيروت” بالانتشار “تريندنغ” بعد 24 ساعة من التفجير، رغم عدم وجود أدلة عن تورط حزب لله . ونقل موقع “ذي ديلي بيست” عن مصادر استخباراتية قولها إن حملة التضليل مرتبطة بأربعة حسابات تعود للسعودية والتي ربطت في السنوات الماضية بحملات تضليل ضد المصالح الإيرانية!!.
بعد فضيحة الاعلام السعودي والاعلام اللبناني المسعدن وانكشاف دوره في جريمة تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، حاول هذا الاعلام ان يواري سوءته عبر الاعلان وبطريقة ساذجة عن مقاطعة خطابات السياسيين اللبنانيين ، بذريعة ان لبنان بعد الانفجار ليس كما قبله، وهي مقاطعة اكدت الدور الخطير والاجرامي الذي قامت به هذه الجهات مستغلة المأساة الكبرى التي نزلت باللبنانيين.
المراقبون للمشهد اللبناني اعتبروا "المقاطعة" محاولة استباقية بهدف التغطية على الحقيقة امام مناصري هذه القنوات على الاقل، والذين خاطبهم الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله ، في خطابه الاخير بقوله، اننا نراهن على وعي الناس وعلى ان هذه المحطات لديها تاريخ في الكذب والتزوير وقلب الحقائق، فهي لا تزال حتى الان تتحدث عن حزب الله وعلى طريقة "اكذب اكذب حتى يصدقك الناس".
كما اشار السيد نصرالله الى طبيعة شخصية خصومه من المدفوعين سعوديا، عندما يتعاون الناس لتجاوز الفاجعة ، وهذا ما يجري في كل العالم ولكن للاسف انه في لبنان منذ الساعة الاولى للفاجعة قبل ان يتكشف اي شيء، خرجت بعض وسائل الاعلام المحلية والعربية والقوى السياسية ومن خلال تصريحات مسؤوليها بشكل مباشر ، وقد حسموا رواياتهم بأن ما انفجر هو انفجار لمخزن صواريخ او ذخائر ومواد لحزب الله، والهدف من ذلك كي يقولوا لأهل بيروت والسكان ان من فعل كل ذلك هو حزب الله، وهذا فيه درجة عالية من الظلم والتجني.
ولتأكيد ما هو مؤكد قال سماحته :"اعلن واؤكد نفيا قاطعا مطلقا ان لا شيء لنا في المرفأ، لا مخزن سلاح ولا صاروخ ولا بندقية ولا قنبلة ولا رصاصة ولا نيترات.. على الاطلاق .. لا حاليا ولا في الماضي ولا في المستقبل والتحقيق غدا يثبت ذلك" ، داعيا الحكومة اللبنانية الى زرع الامل في قلوب اللبنانيين بوطنهم ومستقبلهم، عبر الكشف عن ملابسات الفاجعة بكل تفاصيلها دون ابطاء او اخفاء.
هذه الحقائق وغيرها هي التي ارادت هذه القنوات حجبها عن مناصريها، عبر "مسرحية المقاطعة" المضحكة، ولكن هذه "المقاطعة" والتهرب والتستر على السوءة، لن يرفع المسؤولية عن هذه القنوات ومشغليها السعوديين، في الاعتداء على وحدة وتلاحم واستقرار وامن اللبنانيين، فالارهاب ليس باطلاق النار واغتيال الاشخاص، بل الارهاب باطلاق الاكاذيب والتحريض لاغتيال الشعوب والاوطان.