العالم - كورونا في العالم
وفي مقابلة مع اللجنة الإعلامیة لمؤسسة المصطفى (ص) اكدت الدجاني ان هذا المؤتمر يتعتبر مهم جداً لعدة أسباب، "أولها أنه سيجمع العلماء المسلمين من جميع أنحاء العالم، للتعرف أكثر على جائحة فيروس كورونا، وللإطلاع على المعلومات العلمية، حول سبب ظهور هذا الفيروس وكيفية انتشاره، ولمعرفة آخر الابحاث حول اللقاح الذي يعمل العلماء على إيجاده، وماهي العلاجات والأبحاث المتوفرة حوله؟
كما اشارت البروفيسورة الدجاني الى أن إجتماع إستب سيوفر أرضية مناسبة لتعرف العلماء على بعضهم البعض، لكي يخلقوا شراكات جديدة للأبحاث الجديدة وذلك بهدف الخروج بإبحاث علمية مفيدة، ليس فقط لخدمة المجتمع الاسلامي بل للإنسانية جمعاء.
وحول المواضيع التي ستطرحها في إجتماع استب "STEP" قالت رنا الدجاني للإعلام العربي لمؤسسة المصطفى (ص) إنها ستركز على طبيعة فيروس كورونا، من أين أتى وكيف تطور؟ وستشرح عن التطور الطبيعي الذي جعله ينتقل من الحيوانات الى الانسان، وكيف تطور في مراحل لاحقة حتى بات ينتقل من انسان الى انسان آخر، ثم ستتطرق الى الطفرات التي تعرض لها الفيروس.
وستناقش ايضاً سبب اختلاف نسبة الاصابة بين مجتمعات وآخرى، من الصين الى إيطاليا وأميركا، ودول عربية وإسلامية، موضحة أن لذلك اسباب عدة من طريقة الاصابة بالمرض، وكمية الفيروس الذي أنتقل، أضافة الى صحة الانسان المصاب وعمره، وأيضا التركيبة الوراثية للإنسان المصاب، لأن المستقبل على سطح الخلايا الذي يستقبل الفيروس لديه بعض الإختلافات بين شخص وآخر، وهذا ممكن أن يزيد أو يقلل من الاصابة.
كما انها ستشير الى الفرصة الثمينة للتعاون بين العلماء العرب والمسلمين والعالم، لإقامة أبحاث علمية تساعد المنطقة والبشرية بشكل عام، مؤكدة ان الان الفرصة سانحة لتطوير علاج ولقاح وتبادل المعرفة ليست فقط فيما يخص فيروس كورونا وإنما في مجالات آخرى.
وحول عملية دخول فيروس كورونا الى خلايا الجسم، أوضحت البروفيسورة رنا الدجاني أن فيروس كورونا الذي يسبب كوفيد 19 ، يوجد على سطحه بروتينات تشبه التاج، لذلك يسمى بالفيروس التاجي، مشيرة الى انه عندما يدخل الى الجسم يتجه نحو الجهاز التنفسي ويصيب الخلايا التي تحيط بالجهاز التنفسي.
وأضافت أن هذه الخلايا المحيطة بالجهاز التنفسي يوجد على سطحها مستقبلات، مصنوعة من البروتينات، وأثناء دخول الفيروس يلتصق الفيروس بالبروتين الذي على سطح الخلية، وعندها تحدث سلسلة من التغييرات في الخلية مما يسمح بدخول الفيروس الى داخلها، وبالتالي عند دخوله يبدأ الفيروس بالتكاثر ويصنع عدة نسخ من نفسه، ويبدأ بالانتقال من خلية الى خلية أخرى، موضحة الى ان الشيء الأهم في عملية الإصابة هو تتطابق البروتين على سطح الفيروس مع البروتين مع سطح الخلية.
وفيما يتعلق بإكتشاف علاج فعال ضد فيروس كورونا قالت الدجاني ان هناك دراسات عديدة وأبحاث ما زالت قيد الأختبار لمعرفة ماهي الادوية التي يمكن إعطاؤها للأنسان، والتي ممكن أن تقضي على الفيروس ، مؤكدة انه الى اليوم لا يوجد أي علاج لفيروس كورونا، وشدد على ضرورة التأكد من أي إعلانات على المواقع الاخبارية لعدم الوقوع في الإشاعات المضلل، مشيرة الى انه يجب التأكد من مواقع موثوقة، المتمثلة بمنظمة الصحة العالمية والمجلات العلمية المعروفة.
وحول منشأ هذا الفيروس إن كان طبيعيا أم أنه مصنعاً مخبريا، قالت البروفيسورة الدجاني "ان فيروس كورونا موجود في الطبيعة في كائنات حية غير الإنسان، ولكن بسبب التقارب بين الإنسان والحيوانات المختلفة، يستطيع هذا الفيروس ان ينتقل من الحيوانات المختلفة الى الإنسان، وهناك إعتقاد انه كان متواجداً في الخفافيش ومن ثم انتقل الى الإنسان في الصين، وبالتالي التحقيقات تؤكد ان منشأ الفيروس هو طبيعي ولايوجد إثبات غير ذلك حتى الان".
وذكرت البروفيسورة الاردنية انه في السابق لم يكن لديها ابحاث حول مواجهة هذا الفيروس، لانه لم يكن تخصصها في السابق دراسة الفيروس كعلاج او لقاح، لكن الآن تتعاون مع علماء في البلاد العربية للوقوف أكثر على مخاطر هذا الفيرس وكيف أن بعض الناس لا تصاب به ، أو اذا إصيبت لا تتعرض لعوارض شديدة، موضحة ان ذلك يتم من خلال دراسة التركيبة الوراثية التي تختلف من انسان لأخر.
وفيما يتعلق بعمركوفيد 19 على الأسطح ذكرت الدجاني "ان الفيروس لايعيش طويلاً على الاسطح، وهناك آراء مختلفة على ذلك"، موضحة انه يتوجب على الناس أخذ الحيطة والحذر، وأن يتقصوا الاخبار الدقيقة من منظمة الصحة العالمية.
واضافت :انه الى الان لا أحد يعرف ما إذا كانت الحرارة ستؤدي الى القضاء على فيروس كورونا او أنها ستساهم في إبطال مفعوله، مشيرة الى أن الأبحاث لازالت جارية، ولكن بالمقارنة بين نصف الكرة الجنوبي ونصفها الشمالي، حيث يوجد فصل الصيف وفصل الشتاء، نرى ان الفيروس إنتشر في جميع انحاء الكرة الأرضية، ولكن مع مرور الوقت سيتضح مدى تأثير الحرارة على الفيروس"، كما أكدت ان الفيروس هو ليس كائن حي، بهل هو عبارة عن مادة وراثية وبروتينية ودهنية، ولكن الى الان ليس من المعروف مدى بقائه خارج الخلية او الكائن الحي.
وفيما يتعلق بالدراسات المختلفة والمعلومات المتضاربة حول كوفيد 19، أوضحت الدجاني انه لا يوجد غموض حول فيروس كورونا، وإنما هذا الفيروس لم يمضي على ظهور أعراضه على الإنسان سوى بضعة أشهر، وعليه فإن المعلومات المتوفرة حوله لاتزال قليلة، مشددة على ضرورة العمل على أبحاث علمية موثقة بطريقة صحيحة، لذلك توجد دراسات مختلفة ومعلومات متضارية.
وأضافت: "ان هناك العديد من المعلومات الخاطئة حول هذا الفيروس تتدوال بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الانترنت، وأوضحت "ان انتشاره السريع بين الناس يفرض علينا القيام بدراسات مكثفة بمواقع مختلفة حول الفيروس"، مشيرة الى أنه هناك عوامل عديدة ومتغيرات كثيرة تؤثر على انتشار الفيروس، على سبيل المثال عمر الأنسان وصحة الأنسان المصاب و كمية الفيروس الذي انتقل الى المريض وماهو نوع الفيروس الذي انتقل الى المصاب، وبالتالي لاتوجد هناك عملية حسابية دقيقة لأنتشار هذا الفيروس.
وحول المدة التي سيتم فيها القضاء على فيروس كورونا أوضحت الدجاني ان هذا الأمر علمه عند الله فقط، موضحة أن قلة المعلومات حول الفيروس تجعل من الصعب التنبؤ حول مصيره، ولكن اوضحت انه من المتوقع ان يستمر هذا الفيروس لعدة أشهر وقد يستمر الى سنتين بشكل عام.
في ختام مقابلتها، وجهت الدجاني بعض النصائح للناس لمواجهة جائحة فيروس كوفيد 19:
أولا من ناحية الصحة يجب الالتزام بتوصيات منظمة الصحة العالمية، والعمل على غسل اليدين عدة مرات وتغطية الوجه والالتزام بالتباعد بين الناس الى حد المترين على الاقل، وعدم التواجد في الاماكن المزدحمة، وعدم التجمع، ومتابعة جميع توصيات منظمة الصحة العالمية حول ذلك.
ومن ناحية الأخبار يجب عدم نقل الشائعات التي نسمعها على مواقع التواصل الأجتماعي أو من الناس، وأن نتأكد من منظمة الصحة العالمية أو المجلات العلمية المتخصصة والتي تنشر فقط الأخبار المؤكدة.
وقدمت الدجاني نصيحة للعلماء بأن هذه الجائحة هي فرصة لهم لأن يجتمعوا ويعملوا على أبحاثهم بشكل مشترك لإيصال الفائدة الى الانسانية بشكل عام.
والى الناس الجالسين في الحجر مع عائلاتهم وأطفالهم قالت الدجاني ان هذه الجائحة هي فرصة لتعارف افراد العائلة الى بعضهم البعض بشكل أكبر، وتبادل الآراء فيما بينهم ، مشددة على ضرورة قراءة الكتب مع بعضهم، لاسيما للصغار، وأن يكون هناك حوارات ومناقشات لكي نتعلم من بعضنا البعض، وأيضا هذه فرصة مناسبة لكي يقوم الاشخاص بالتفكير كيف بإمكانهم ان يخدموا مجتمعهم ضمن هذه الظروف وأن نعمل على حل مشاكل الأخرين، خاصة ان فيروس كوفيد 19 أظهر ان الأنظمة المجتمعية والدراسية والجامعية من الممكن ان تذهب بدقيقة، والان الفرصة باتت مناسبة لحصول التغيير في هذه الأنظمة وتقديم الحلول المناسبة لتغيير العالم نحو الأفضل.