أمريكا تكشف لأول مرة..

سلاح الجو الجزائري منع مقاتلات "إسرائيلية" من قصف مؤتمر منظمة التحرير الفلسطينية

سلاح الجو الجزائري منع مقاتلات
الإثنين ٠٤ مايو ٢٠٢٠ - ٠٨:٣٣ بتوقيت غرينتش

كشفت المجلة العسكرية الأمريكية “واتس ميليتاري” عن معلومات خطيرة لأول مرة تخص تراجع سلاح الجو الإسرائيلي عن قرار هجوم جوي سنة 1988ضد مؤتمر منظمة التحرير الفلسطينية الذي إحتضنته الجزائر و أعلن عن ميلاد الدولة الفلسطينية.

العالم - الجزائر

وبحسب المجلة العسكرية الأمريكية التي أوردت هذا الخبر لأول مرة فإنه كان سلاح الجو الإسرائيلي ينوي شن هجوم جوي ضد مؤتمر منظمة التحرير الفلسطينية الذي احتضنته الجزائر وأعلن عن ميلاد الدولة الفلسطينية، ولكن طائرات إف 15 "الإسرائيلية" تراجعت في آخر لحظة بعدما اعتبرت العملية انتحارية نتيجة نشر الجزائر مقاتلات ميغ 25 السوفياتية ورادارات ومنظومة قوية لصواريخ مضادة للطيران.

و كشفت المجلة العسكرية الأمريكية “واتش ميليتاري” تفاصيل دقيقة للغاية، حيث تؤكد أن منظمة التحرير الفلسطينية كانت تدرس عقد مؤتمرها التاريخي في عدد من الدول ومنها العراق وتونس ولكنها راهنت في آخر المطاف على الجزائر.

وبحسب ذات المجلة العسكرية الأمريكية كانت "إسرائيل" قد هددت بقصف أي بلد عربي سيحتضن المؤتمر. لكن اختيار منظمة التحرير للجزائر جعل سلاح الجو الإسرائيلي في موقف صعب للغاية نتيجة عاملين، الأول وهو البعد الجغرافي مما يعني تسليح “إف 15” بأسلحة كثيرة وبمستودع كبير للوقود وهذا سيحد من مناورتها الحربية وسيجعلها ضعيفة، والعامل الثاني هو قوة الجيش الجزائري الذي يعتمد على السلاح السوفياتي وقتها والروسي في الوقت الراهن.

وأقدمت الجزائر على تحصين العاصمة وأساسا نادي الصنوبر الذي احتضن المؤتمر. وأقام سلاح الجو الجزائري منطقة ممنوعة حول المنطقة من خلال أنظمة الدفاع الجوية KuK 2K12. وكانت طائرتا “ميغ 21” تحلق في الأجواء المنخفضة باستمرار للحراسة والأمر نفسه مع طائرتي ميغ 25 التي تكلفت بالتحليق في الأجواء العليا، بينما بقيت باقي طائرات السرب “ميغ 25” في حالة تأهب في القواعد التي كانت تتواجد فيها.

و أضافت ذات المجلة الأمريكية أنه يوم 10 نوفمبر 1988، رصدت الرادارات الجزائرية مجموعة من طائرات “إف 15” تتوجه على مستوى متوسط نحو الأجواء الجزائرية. وقررت وزارة الدفاع الجزائرية إرسال طائرات إضافية من “ميغ 25” لتعزيز الحراسة الجوية مباشرة بعد رصد الطائرات الإسرائيلية وشكلت جدارا جويا في الأجواء العليا، مما سيسمح لها بتوجيه صواريخها إلى المقاتلات الإسرائيلية بسهولة.

وبعدما رصدت قيادات الكيان الصهيوني استعداد وأهبة المقاتلات الجزائرية وتأكدت من استحالة تنفيذ الهجوم أمام مقاتلات قوية ومسلحة بشكل مكثف، اضطرت إلى تجميد الهجوم على مؤتمر منظمة التحرير الفلسطينية وعادت أدراجها، علما أنها كانت ستكون عملية الضرب الجوي الأكثر تهورا في تاريخ "إسرائيل" بسبب البعد الجغرافي بين المنطقتين. وكانت “ميغ 25” تعد الطائرة المقاتلة الأكثر سرعة في العالم وتحمل خمس مرات صواريخ من “إف 15” وذات مدى بعيد وتحلق في أجواء عالية جدا.

و قالت المجلة العسكرية الأمريكية من جهة أخرى، يبدو أن هذه العملية هي التي جعلت الجزائر تحصن نفسها دائما بمقاتلات روسية متطورة وبنظام صواريخ مضاد للطيران من فئة إس 300 وإس 400 علاوة على صواريخ دقيقة مثل إكسندر الروسية التي تثير قلق دول جنوب أوروبا.