الشعب الفلسطيني يتضامن مع اسراه ويواصل نضاله لتحريهم

الشعب الفلسطيني يتضامن مع اسراه ويواصل نضاله لتحريهم
الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٧:٣٣ بتوقيت غرينتش

اثارت قضية استشهاد الأسير الفلسطيني سامي أبو دياك في سجن الرملة الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي موجة واسعة من التضامن مع الاسرى على الصعيد الداخلي والخارجي وادانة الاجراءات القعمية والاهمال الذي يمارسه الاحتلال ضد هولاء الاسرى في شتى جوانب حقوقهم المكفولة في القوانين والمواثيق الدولية.

العالم - تقارير

وشهدت الأوساط الفلسطينية غضبا شعبيا عارما اثر استشهاد ابو دياك نتيجة تعرضه إلى للإهمال الطبي المتعمد من قبل سلطات الإحتلال بعد أن كان مصابا بمرض السرطان.

ابو دياك هو الاسير الخامس الذي استشهد خلال العام الجاري في سجون الاحتلال حسبما افاد مركز أسرى فلسطين للدراسات.

وأكد الناطق الإعلامي للمركز رياض الأشقر أن الاحتلال يتعمد قتل الأسرى بشكل بطيء في السجون، منوها بأن قائمة شهداء الحركة الأسيرة مرشحة للارتفاع في أي وقت نتيجة استمرار الاحتلال في جرائمه بحق الأسرى في كافة السجون، سواء بإهمال علاج العشرات من الأسرى الذين يعانون من أمراض خطيرة، أو بوسائل التعذيب المحرمة دوليا التي يستخدمها في أقبية التحقيق، وحتى إطلاق الرصاص الحى على الأسرى خلف القضبان.

وأوضح الأشقر بأن من أول الأسرى الذين ارتقوا شهداء منذ بداية العام الجاري الأسير فارس أحمد بارود 51 عامًا، استشهد في شهر فبراير نتيجة الإهمال الطبي الذى تعرض له بعد أن أمضى 28 عامًا خلف القضبان من حكمه بالسجن المؤبد.

وفى شهر نيسان استشهد الأسير الجريح عمر عوني يونس 20 عامًا من قلقيلية بعد أسبوع من اعتقاله مصابًا، حيث تعرض لإطلاق نار من جنود الاحتلال بشكل مباشر على حاجز زعترة جنوب نابلس وأصيب بجراح خطرة، وتم نقله إلى مستشفى "بيلنسون"، وتمديد اعتقاله لمدة أسبوع ومنعت ذويه من زيارة، حتى أعلن عن استشهاده .

الشهيد الرابع هو الأسير بسام أمين السايح 47 عامًا، من مدينة نابلس، والذى كان يعانى من مرض السرطان في الدم والعظم وتعرض لإهمال طبى واضح، مما أدى لتراجع وضعه الصحي وبدأ يعانى من قصور حاد في عضلة القلب، والتهابات حادة في الرئتين، وصعوبة في التنفس، الأمر الذى أدى إلى استشهاده في مستشفى "اساف هروفيه" بعد مرور 4 سنوات على اعتقاله.

بينما الشهيد الخامس والأخير لهذا العام هو الأسير سامى عاهد ابو دياك 37 عامًا، من مدينة جنين، والذى تعرض لعملية إعدام بطئ نتيجة الإهمال الطبي منذ سنوات.

وباستشهاد الأسير أبو دياك ترتفع قائمة شهداء الحركة الأسيرة منذ عام1967 إلى (222) شهيدًا.

وحذر الأشقر من أن قافلة شهداء الحركة الأسيرة لم تتوقف، وأن الأسير أبو دياك لن يكون الأخير، فهناك العشرات من الأسرى يعانون من ظروف صحية صعبة للغاية، نتيجة إصابتهم بأمراض السرطان والفشل الكلوي والجلطات وغيرها من الأمراض الخطيرة، ولا يقدم لهم أي علاج مناسب أو رعاية طبية، إضافة إلى استمرار الاحتلال في استخدام وسائل التعذيب العنيفة المحرمة دولياً والتي تفضى إلى الموت، كما جرى مع الأسير "سامر العربيد" .

وطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتعرف على سبب استشهاد الأسرى داخل السجون وخارجها، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المستمرة بحق الأسرى والتى تعتبر بمثابه جرائم حرب، والضغط على الاحتلال لوقف حالة القتل البطيء التي يمارسها بحق الأسرى.

وعلى الصعيد الشعبي اقيمت وقفات وتجمعات للتضامن مع الاسرى وللاعلان عن تمسك الشعب الفلسطيني وقياداته وفصائله بتحريرهم من سجون الاحتلال وايصال صوت مظلوميتهم الى الاوساط الدولية والعالم.

وفي هذا السياق انطلقت في بلدة سيلة الظهر جنوب جنين مسيرات حاشدة وغاضبة إثر استشهاد الأسير المريض سامي أبو دياك.

وانطلقت المسيرات الغاضبة من كافة المدارس، بمشاركة مؤسسات، وفعاليات، وقوى البلدة، وقراها المجاورة، منددين بالجريمة البشعة وبقتل الشهيد أبو دياك بدم بارد، مطالبين العالم أجمع بالتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال التي ترتكب بحق أبناء شعبنا، والحركة الأسيرة خاصة.

كما أغلقت المحلات أبوابها وعم الإضراب التجاري الشامل، فيما أشعل الشبان الغاضبون الإطارات وأغلقوا الشارع الرئيس الذي يربط محافظتي جنين بنابلس، كما وضعوا الحواجز أمام مستوطنة "حوميش" المخلاة جنوب جنين، المقامة فوق أراضي سيلة الظهر، رافعين الاعلام الفلسطينية وصور الشهيد ابو دياك، والشعارات المنددة بجريمة اعدامه، وتوجهت المسيرات الى منزل ذوي الشهيد أبو دياك.

من جهتها، داعت الفصائل الفلسطينية كافة أبناء الشعب الفلسطيني للتحرك تنديدا بالجريمة البشعة التي ارتكبت بحق الشهيد أبو دياك، وللمشاركة في يوم الغضب الجماهيري.

في السياق، قال نادي الأسير: إن إدارة معتقلات الاحتلال، بدأت بقتل الأسير أبو دياك قبل إصابته بالسرطان، والذي نتج عن خطأ وإهمال طبي متعمد، كجزء من إجراءات التعذيب التي تنفذها إدارة معتقلات الاحتلال بحق الأسرى.

وكانت آخر رسائله من المعتقل قال ابو دياك: "إلى كل صاحب ضمير حي، أنا أعيش في ساعاتي وأيامي الأخيرة، أريد أن أكون في أيامي وساعاتي الأخيرة إلى جانب والدتي، وبجانب أحبائي من أهلي، وأريد أن أفارق الحياة وأنا في أحضانها، ولا أريد أن أفارق الحياة وأنا مكبل اليدين والقدمين، وأمام سجان يعشق الموت ويتغذى، ويتلذذ على آلامنا ومعاناتنا".

وحمّل نادي الأسير سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن قتل الأسير أبو دياك عبر سياسات التعذيب الممنهجة ومنها سياسة الإهمال الطبي التي تستخدم فيها الحق في العلاج كأداة للتنكيل بالأسير، حيث تنفذ ذلك عبر العديد من الإجراءات منها: حرمان الأسير من العلاج أو المماطلة في تقديمه، والكشف المتأخر عن المرض، بسبب المماطلة في إجراء الفحوص الطبية والنقل إلى المستشفيات، فهناك العشرات من الأسرى ينتظرون منذ سنوات إجراء عمليات جراحية لهم، وبعضهم وصل إلى مرحلة يصعب فيها تقديم العلاج له، عدا عن ظروف الأسر التي لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية للأسرى، والتي تسببت بإصابة المئات من الأسرى بأمراض مختلفة.

وعلى الصعيد الدولي أدانت جامعة الدول العربية جريمة الاحتلال “الاسرائيلي” بحق الشهيد الأسير سامي أبو دياك داخل سجون الاحتلال “الإسرائيلي” جراء الاهمال الطبي.

وحذر الدكتور سعيد أبوعلى الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين و الأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية في تصريح له من استمرار صمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية عن هذه الجريمة الجديدة كسابقاتها والأمر الذي يشجع سلطات الاحتلال على مواصلة هذا النهج الإجرامي بما يحتم قيام المسؤولية الدولية التي توجبها القوانين وقرارات الشرعية الدولية خاصة اتفاقية جنيف، بوضع حد لهذا المسلسل الإجرامي في القتل البطيء المتعمد و الممنهج الذي يواصله الاحتلال “الاسرائيلي” بصورة رسمية على مرأى ومسمع من دول وشعوب العالم ومنظماته الحقوقية والإنسانية.

كما حملت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، الاحتلال الاسرائيلي كامل المسؤولية عن استشهاد الأسير سامي أبو دياك داخل السجون بسبب الاهمال الطبي.

وطالبت اللجنة، جميع دول العالم والمؤسسات للضغط على الاحتلال الإسرائيلي للسماح للطواقم الطبية الفلسطينية والعربية والدولية لمعاينة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية للاطلاع على الحالة الصحية للأسرى الأبطال.

وقالت: "آن الأوان على العالم أجمع بأن يستمع لصوت الضحية وعدم الكيل بمكيالين".

واكد الشعب الفلسطيني بالمشاركة الواسعة في عملية التضامن مع الاسرى وادانة ما يمارسه الاحتلال ضدهم بانه لن ينساهم في سجون الاحتلال وسيقوم بقصارى جهده للافراج عنهم في طريق المقاومة والتحرير.