العالم - قضية اليوم
منذ الحملة الانتخابية ومنذ ايامه الاولى كان ترامب مثيرا للجدل بحيث انه وضع اسس المواجهة وفتح المجال لارتكاب هفوات خلال رئاسته الاولى. وهذه الاسس ستستمر في الاشهر المقبلة حيث يحضر نفسه لخوض السباق الانتخابي المقرر في تشرين الثاني نوفمبر العام المقبل.
وهذه اهم الملفات والاخطاء التي سيعاني ترامب كثيرا جراءها لتامين بقائه في البيت الابيض لاربع سنوات اخرى
اولا.. معاداة الديمقراطيين
في خطاب القسم هاجم ترامب سلفه باراك اوباما ومن خلفه الحزب الديمقراطي، هجوم استمر طوال سنوات ثلاث من عمر رئاسته حيث لم يترك فرصة الا ووجه انتقادات وتهجمات وصلت احيانا لحد التحريض ضد اعضاء في الحزب الديمقراطي. وترامب اعتمد على نظرية "اما اربح كل شيء او اخسر كل شيء" وفي هذه الحالة لا يمكنه الفوز لانه من الصعب على احد اقصاء حزب له ثقله ووزنه في الحياة السياسية الاميركية الداخلية (رغم اتفاق الديمقراطيين والجمهوريين على الكثير من السياسات العدائية الخارجية).
وتوجه ترامب هذا ادى به الى خلق ازمة قد تكون سببا مهما في اقصائه وهي قضية عزله التي ما زالت حاضرة في اوساط مجلس النواب حيث الاغلبية الديمقراطية وايضا في مجلس الشيوخ حيث يسعى الديمقراطيون لتحشيد الجمهوريين ضد الرئيس الذي ازعجهم قبل اي طرف اخر.
ثانيا.. الاقتصاد
اعتقد الكثير من الاميركيين خاصة ان سياسة ترامب الصدامية مع القوى الاقتصادية العالمية ستنعكس ايجابا على الاقتصاد الاميركي وبالتالي ستكون واشنطن القوة الاكبر والاهم عالميا، لكن بعد ثلاث سنوات من ولايته الرئاسية، ادرك الجميع ان حربه الاقتصادية التي تشبث بها ضد الصين وضد الاوروبيين اوصلت الامور الى حد التخوف الكبير من ركود من المتوقع ان يصيب الاقتصاد الاميركي قبل او بعد الانتخابات بقليل. ويكفي النظر الى تقرير بنك اميركا (Bank of America) ثاني اكبر بنك في الولايات المتحدة واول بنك من حيث الممتلكات. وتقرير البنك يقول ان الركود الاقتصادي سيصيب واشنطن خلال عام ونسبة حصوله تفوق 35 %. وللدلالة على تاثير هذا التقرير والخوف الذي اثاره في المجتمع وفي البيت الابيض يمكن العودة الى تصريحات ترامب قبل يومين التي هاجم فيها رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" "جيريمي بويل" الذي عينه بنفسه ومدحه حين تعيينه، وقال ان بويل يفتقد للرؤية ولديه قصر نظر.
يضاف لذلك ما تكشفه التقارير بان الارقام التي يعتمدها ترامب للترويج لادارته بانها الاعظم اقتصاديا في تاريخ الولايات المتحدة هي مزيفة في جزء كبير منها. فالقطاع الزراعي يعاني من مشكلات كبيرة جراء الحرب الاقتصادية الاميركية ضد الصين والتي اثرت بشكل كبير على الصادرات الزراعية الاميركية.
كل ذلك سيقلل من فعالية ورقة الاقتصاد، الورقة الاهم بيد ترامب لاستقطاب الناخبين في ظل تخبط سياساته الخارجية. وبالتالي سيعاني كثيرا اذا ما وصلت الامور الى الركود وتراجع الارقام التي تبجح بها طوال الفترة السابقة.. ما يجعل من الاقتصاد الورقة التي قد تكون المسمار الاول في نعش رئاسة ترامب...
يتبع ..
حسين موسوي