صراع خفي بين انقرة وواشنطن..والمنطقة الامنة في سوريا بيت من زجاج!

صراع خفي بين انقرة وواشنطن..والمنطقة الامنة في سوريا بيت من زجاج!
الإثنين ١٢ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

عادت تركيا تهدد من جديد بشن عملية عسكرية شرقي الفرات السوري. فيما اكد وزير الدفاع التركي اصرار بلاده على انشاء منطقة أمنة في سوريا بعرض 30-40 كيلومترا ليتزامن ذلك مع ارسال التحالف الامريكي لشحنة جديدة من المعدات العسكرية لـ"قسد". فما مصير تلك المنطقة؟ وهل انهيار ذلك المشروع بات اقرب من المتصور؟.

العالم - تقارير

تهديد وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو بتدخل بلاده العسكري ضد القوات الكردية في شرق الفرات في سوريا، وتاكيد عزم بلاده على تطهير المنطقة مهما كلفها الأمر. يأتي متناسقا مع ما ذكره وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الذي لوح بوجود خطط بديلة لدى تركيا في حالة عدم توصل انقرة وواشنطن لاتفاق بشان المنطقة الامنة.
فقد اكد اكار اصرار تركيا على اقامة منطقة الامنة تمتد من الحدود التركية لـ30-40 كيلومترا إلى داخل الأراضي السورية.
وكل هذه الخطوات التركية التصعيدية تاتي رغم الاعلان عن التواصل لاتفاق بشأن المنطقة الامنة. وكانت تركيا قد أعلنت قبل عدة أيام أنها اتفقت مع واشنطن على إقامة مركز عمليات مشترك هدفه الأساسي إدارة التوترات بين المقاتلين الأكراد والقوات التركية، بالإضافة إلى إقامة مركز عمليات مشترك في تركيا لتنسيق وإدارة تطبيق المنطقة الامنة بالاشتراك مع أمريكا في شمال سوريا.
وقد سبق ذلك مؤشرات التي تدل على وجود صراع خفي بين البلدين. فلطالما كانت المنطقة الامنة والأكراد موضوع الخلاف الرئيس بين الولايات المتحدة وتركيا. حيث أصرت أنقرة على إنشاء منطقة عازلة بعمق 30-40 كم على طول الحدود التركية السورية، وعلى الانسحاب الكامل للقوات الكردية مع تسليمهم أسلحتهم الثقيلة، وكذلك تدمير الأنفاق والتحصينات الكردية.فيما اقترح الأمريكيون تقليل عمق المنطقة الامنة حتى 10 كم. وليس معروفا بعد كم سيكون عمقها بعد المحادثات في أنقرة.

وما يؤشر على قرب انهيار هذا الاتفاق هو ما قامت به امريكا حيث نقل الجيش الأمريكي، شحنة جديدة من الأسلحة محملة على أكثر من مئتي شاحنة إلى الأراضي السورية عبر معبر سيمالكا باتجاه مناطق سيطرة ماتسمى قوات قسد الموالي لها شمال شرق سوريا.
ويأتي وصول هذه القافلة الجديدة من الاسلحة والمعدات العسكرية بالتزامن مع حشود عسكرية تركية غير مسبوقة على الحدود السورية، وبعد أيام قليلة من وصول قافلة أسلحة أمريكية مماثلة إلى مدينة القامشلي.
لذلك تبدو فرص نجاح الاتفاق بين انقرة وواشنطن، وتطبيقه على الأرض، محدودة جدا، إن لم تكن معدومة، ومجرد طرحها ومحاولة إقامتها بمعزل عن سوريا، الدولة الأم، ينطوي على مخاطر كبيرة جدا.

فمن الخطأ الاعتقاد أن إقامة المنطقة الامنة، وبالتنسيق مع أمريكا سيمر بسهولة، لأن هذه المنطقة التي سيتم اقتطاعها تضم الاحتياطات النفطية والغازية السورية، وأكثر الأراضي خصوبة في البلاد، خاصة بعدما بدأ الجيش العربي السوري يزداد تقدماً إلى الأمام ويلقن العدو دروسا في الصمود والثبات، ووسط معارضة الحكومة السورية القاطعة للاتفاق لانه يعد اعتداء على سيادة سوريا ووحدة أراضيها وانتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. لذلك فإن الأيام القليلة القادمة ستشهد مفاجآت مهمة تعمل على قلب الموازين في المنطقة بأكملها.