العالم- العراق
واختفى البغدادي على مدار خمس سنوات، راجت خلالها أنباء حول هلاكه تارة وإصابته تارة أخرى، في ظل الهزائم التي منيت بها هذه الجماعة الارهابية في الفترة الأخيرة.
ويتضمن الفيديو الذي بثته وكالة تابعة لـ"داعش" بعض الإشارات، التي عمدت وسائل إعلام أجنبية إلى قراءتها، وأبرزها الرشاش الذي ظهر خلف البغدادي.
فقد أشارت صحيفة Corriere della Sera الإيطالية إلى أن ظهور الكلاشنيكوف خلف البغدادي، أتى بمثابة تذكير واسترجاع بالصورة التي كان يظهر فيها زعيم “القاعدة” أسامة بن لادن في ما يشبه “التحية” للارهابي الذي اعتبر يوماً ما المطلوب الأول عالمياً.
وبحسب قراءة الفيديو، فإن الأشخاص الثلاثة الملثمين الذين ظهروا في الفيديو، كانوا يرتدون نوعا من الشماغ يستخدم في شرق سوريا وغرب العراق بشكل واسع، حسب وكالة “سبوتنيك”.
كما أن قماش الوسائد التي كان يجلس فوقها والمشهورة باسم “مجلس عربي” منتشر في تلك المنطقة “الجزيرة السورية والموصل”، وهذا النوع من القماش كان يستورد من حلب، إلا أن المعامل توقفت عن إنتاجه منذ عام 2013، وهو ما يرجح وجوده في دائرة قطرها 100 كم.
وتعكف عدة أجهزة مخابرات دولية في تعاون مشترك بتحليل كل ثانية للفيديو الذي ظهر فيه البغدادي بأحدث التقنيات، وفقا لتقرير صحيفة “ديلي تليجراف” البريطانية.
وجاء بالتقرير أن البغدادي “ظهر في المقطع المصور في صحة جيدة”، رغم التقارير المتعددة التي تداولتها وسائل إعلام، حول مقتله أو إصابته.
ويوضح التقرير أن “الاعتقاد السائد في الغرب حاليا هو أن البغدادي يختبئ في منطقة ما، في الصحراء العراقية قرب الحدود مع سوريا”.
وأضاف أن “البغدادي ذكر أحدث التطورات في السودان وسوريا والجزائر، كما علق على إعادة انتخاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما يعني أن المقطع تم تصويره حديثا.
وأشار التقرير إلى أن “المقطع صور بتقنية معقدة باستخدام كاميرات عالية الجودة ولاقطات صوت شديدة الحساسية، علاوة على الإضاءة تم توزيعها بشكل احترافي لتعكس الضوء على مختلف أنحاء الغرفة، التي غطيت جدرانها بقماش أبيض، كما هو الحال في أغلب مقاطع التنظيم المصورة”.
وتخلص التحليلات إلى أن ملابس البغدادي التي تبدو شتوية تدل على برودة الطقس أثناء فترة التصوير، وهو ما يرجح أن يكون التصوير جرى في إحدى منطقتين باردتين جدا في تلك الفترة، الأولى المنطقة الممتدة بين تلعفر وجبال سنجار وهو المكان المرجح، والثانية هي بادية الشدادي جنوب الحسكة وهي مستبعدة، بحسب ما رجح الناشط السوري تيم رمضان.