هكذا سحبت المقاومة البساط من تحت قدمي قادة الاحتلال

هكذا سحبت المقاومة البساط من تحت قدمي قادة الاحتلال
السبت ١٦ مارس ٢٠١٩ - ٠٨:٥٠ بتوقيت غرينتش

شهد قطاع غزة جولة اخرى من التصعيد العسكري حيث قصف الاحتلال الاسرائيلي اهدافا فيها لخلط الاوراق واستغلاله في صراعاته الداخلية لكن المقاومة الفلسطينية استطاعت احتواء الموقف لتفويت الفرصة من العدو في سياق نظرة استراتيجية بعيدة المدى.

العالم - فلسطين المحتلة

وعاد الهدوء إلى قطاع غزة بعد ساعات من الجولة التصعيد العنيفة، قصفت خلالها المقاتلات الحربية الإسرائيلية بنحو مائة غارة مواقع للمقاومة الفلسطينية، وأدت لإصابة أربعة فلسطينيين بجراح، بينهم زوج وزوجته التي أصيبت بجراح خطيرة في مدينة رفح، جنوبي القطاع.

ولم يشهد القطاع منذ الساعة السادسة والنصف من صباح، الجمعة، أي هجوم إسرائيلي.

ويأتي الهدوء مع معلومات متداولة عن نجاح الوسيطين المصري والأممي، في كبح التصعيد ومنع تدهور الأوضاع الميدانية إلى تصعيد أكبر.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد شنّ، فجر اليوم، سلسلة غارات استهدفت مواقع للمقاومة الفلسطينية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، وقال جيش الاحتلال إنها شنت رداً على إطلاق صاروخين من القطاع على تل أبيب مساء الخميس، متهماً حركة حماس بإطلاقهما، فيما نفت الحركة ذلك.

وقالت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، مساء الخميس في تصريح صحفي: "نؤكد عدم مسؤوليتنا عن الصواريخ التي أطلقت الليلة باتجاه العدو، خاصة وأنها أطلقت في الوقت الذي كان يعقد فيه اجتماع بين قيادة حركة حماس والوفد الأمني المصري، حول التفاهمات الخاصة بقطاع غزة".

وكانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قد نفت أيضا، مساء الخميس، مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ اذ قال داود شهاب، القيادي في الحركة، في تصريح له، إن حركته وجناحها العسكري، "سرايا القدس"، لم تطلق أية صواريخ.

ومن جانبها نفت لجان المقاومة وذراعها العسكرى ألوية الناصر صلاح الدين، فى بيان مساء الخميس، أى مسؤولية عن إطلاق أية صورايخ تجاه فلسطين المحتلة.

وبالرغم من ذلك فان الطيران الحربي استهدف فجر اليوم الجمعة منطقة الميناء البحري، غربي خان يونس، جنوب القطاع، بعدد من الصواريخ، فيما قصف موقع بدر التدريبي، جنوبي مدينة غزة، بعدد من الصواريخ.

وللمرة الأولى منذ انطلاقها، أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار إلغاء الفعاليات الحدودية في نقاط التماسّ الخمس مع الأراضي المحتلة، اليوم الجمعة.

وقالت الهيئة إنها قررت تأجيل فعاليات "جمعة المسيرات خيارنا"، تقديراً للمصلحة العامّة وحرصاً على أبناء الشعب الفلسطيني، واستعداداً لمليونية الأرض والعودة في الثلاثين من مارس/ آذار الجاري.

ومن جهته، أكّد الناطق باسم حماس فوزي برهوم، أنّ التصعيد الإسرائيلي على غزة، وقصف واستهداف المدنيين ومواقع المقاومة "جريمة إضافية تضاف إلى سجل الاحتلال الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة".

وحمل برهوم، في تصريح صحافي، الاحتلال الإسرائيلي تبعات ونتائج هذا التصعيد الذي "يهدف إلى تصدير أزماته الداخلية وخلط الأوراق، وصناعة أزمات جديدة لأهلنا في القطاع".

وشدد على أنّ "المقاومة الفلسطينية تعرف طريقها في التعامل مع هذا الكيان المجرم وكسر معادلاته، ولن تتخلى عن واجبها الوطني والأخلاقي في حماية أبناء شعبنا والدفاع عنه، ولن تسمح مطلقاً بأن تكون الساحة الفلسطينية والدم الفلسطيني مادّة للتنافس الإسرائيلي على كسب الأصوات، وعلى الكيان الصهيوني أن يعيد قراءة المشهد جيداً".

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الجمعة، ايضا موقفها من جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة وافاد مراسل العالم عن مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، إن الاتصالات بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجانب المصري لم تنقطع طوال ساعات الليلة الماضية، مضيفا أن الفصائل تعاطت بإيجابية معها.

وأضاف شهاب:" طالما أوقف الاحتلال عدوانه فنحن من جانبنا ملتزمون بتفاهمات وقف اطلاق النار التي ترعاها مصر".

ويقول المراقبون بان الفصائل الفلسطينية سحبت البساط من تحت قدمَي قادة الاحتلال الذين كانوا يريدون ادخال منطقة قطاع غزة في صراعاتهم الداخلية على السلطة في ظل المنافسات الانتخابية وذلك من خلال تمسكها بواجبها الوطني والأخلاقي في حماية أبناء الشعب الفلسطيني والدفاع عنه من جهة ومن جهة اخرى التزامها بتفاهمات وقف اطلاق النار التي ترعاها مصر في حال ايقاف الاحتلال لعدوانه.