العالم - المغرب
وأعلنت وزارة الدفاع السعودية عن انطلاق مناورات عسكرية بحرية، تشارك فيها مصر والأردن والسودان وجيبوتي، ولم تذكر المغرب، ودون أن تعلن الرباط سبب غيابها للمرة الثانية عن هذه المناورات.
ولم يشارك المغرب في مناورات عسكرية او عمل عسكري تشارك به السعودية منذ 2016.
ونفى مصدر عسكري مغربي الأسبوع الماضي “مشاركة تجريدة مغربية في قوات عربية بقيادة السعودية متجهة نحو الأراضي السورية”، فيما يشبه الرد على تحركات الجيش التركي. وقال “إن تحركات القوات المسلحة الملكية خارج أراضي المملكة فيما عدا التدريب والتمارين العسكرية، تكون محط بلاغات رسمية من القيادة العامة للجيش المغربي، طبقا للأعراف المغربية والديمقراطية”. وأوضح أنه “لا مصلحة للمغرب في المشاركة في نزاع غير واضحة أطرافه وأسبابه”، وأن “المغرب يحترم مواثيق الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي”.
وأعادت مصادر دبلوماسية مغربية عدم المشاركة المغربية الى عدم ارتياح الرباط للسياسة السعودية تجاه عدد من الملفات، منها ما يتعلق بدول الجوار السعودي او له علاقة مباشرة بالمغرب.
ونقلت جريدة القدس العربي عن مصادرها أن بداية عدم الارتياح جاءت من محاولة السعودية عرقلة اتصالات بين المغرب واليمنيين من أجل تسلم جثمان طيار مغربي سقطت طائرته في اليمن في أيار/ مايو 2015، وإن المغرب نجح من خلال طرف ثالث بتسلم الجثمان وقرر بعدها عدم مشاركته من خلال سرب طائرات أف 16 كانت ترابط في الإمارات في الغارات على الأراضي اليمنية، دون أن يعلن رسميا الإنسحاب من تحالف العدوان السعودي الذي يشن حربا على اليمن منذ 2015.
وتحول عدم الارتياح المغربي من السياسة السعودية إلى انزعاج بعد قيادة الرياض تحالفا ضد قطر، وقرر المغرب انتهاج سياسة الحياد، وبعيد قرار السعودية بفرض حصار على قطر أرسل المغرب طائرة محملة بمواد غذائية طبية، إشارة إلى عدم انسياقه وراء الرياض واستعداده للعب دور الوسيط ودعم الوساطة الكويتية.
وعرفت العلاقات السعودية المغربية توترا حين تولت الرياض الدفاع عن احتضان الولايات المتحدة الأمريكية مونديال 2026 على حساب المغرب، وذهبت بعيدا في حشد المؤيدين للولايات المتحدة.
وشن الإعلام السعودي والقريب منه حملة ضد المغرب لتبرير عدم التصويت لصالح المغرب. وهو ما دفع المغرب إلى الاعتذار عن المشاركة في اجتماع لوزراء الإعلام في دول التحالف العربي في اليمن.
والتقى الملك المغربي محمد السادس في باريس، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في عشاء رفقة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، الذي نشر تدوينة على حسابه في تويتر، كاشارة إلى صفاء في العلاقات، وهو ما لم يثبت بعد أن تمسكت الرياض بموقفها المناهض لاحتضان المغرب لمونديال 2026. وتأكد الفتور في العلاقات حين رفض المغرب الدفاع عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في جريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية في إسطنبول، رغم زيارة عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية السعودي إلى المغرب، ولقائه بالملك محمد السادس، كما قالت المصادر لـ”القدس العربي” إن إشارات أرسلت للمسؤولين المغاربة بعدم القيام بأية زيارة خاصة للسعودية، بما فيها أداء مناسك العمرة.