العالم - فلسطين
وقال عباس إن قانون "القومية" الإسرائيلي يقود حتما إلى قيام دولة عنصرية ويلغي حل الدولتين. واعتبر أن "إسرائيل" لم تنفذ أياً من القرارات التي صدرت عن الأممِ المتحدة.
وأشار عباس إلى أن الإدارة الأميركية كشفت عن مزاعمها الكاذبة بشأن اهتمامها بالظروف الإنسانية للشعب الفلسطيني؛ وتراجعت عن التزاماتها وقوضت حل الدولتين؛ ورفض عباس أن تكون الولايات المتحدة بعد الآن وسيطاً بين الفلسطينيين والإسرائيليين لأنها منحازة للطرف الآخر.
ولكن هل يمكن للشعب الفلسطيني ان يثق على تصريحات عباس؟
السلطة والكيان الإسرائيلي.. "انفصام" التصريحات يبدد القطيعة
على مدار سنوات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وخلال مراحل التفاوض المباشر وغير المباشر، كانت شعارات وتصريحات مسؤولي السلطة الفلسطينية بقطع العلاقة مع دولة الاحتلال ووقف التنسيق الأمني والعلاقات الاقتصادية، تتكرر دون أدنى فعل حقيقي على الأرض.
آخر تلك التهديدات، ما صرح به رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زيارته الأخيرة لفرنسا، بأنه "قد يضطر لقطع التعاون الأمنى مع "إسرائيل"، إذا استمرت سياسة الاستيطان، مشدداً في الوقت نفسه على استعداده للمفاوضات مع "إسرائيل"، وهو ما أطلق عليه أحد المحللين بـ"حالة انفصام سياسي".
وبالعودة إلى العام السابق، وتحديدا بتاريخ (21-7-2017)، قرر عباس قطع جميع الاتصالات مع الكيان الإسرائيلي على المستويات كافة، إثر "أحداث الأقصى"، إلا أن الواقع في الميدان الأمني والسياسي كشف عكس ذلك تماما.
حالة انفصام
ويرى الكاتب والباحث حسام الدجني، أن هنالك بونا شاسعا لدى السلطة الفلسطينية بين النظرية والتطبيق، وبين الخطابات الرنانة وتنفيذ مضمونها، وأن سياستها ومنظمة التحرير ورئيسهما محمود عباس تعيش ما أسماه "حالة انفصام بين المؤسسة السياسية والسلطة التنفيذية، بعدم الالتزام بقرارات منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها".
وأشار إلى أن اتفاق أوسلو واتفاقيات باريس الاقتصادية، كبلت السلطة الفلسطينية، وبناءها السياسي القائم على التنسيق الأمني مع الاحتلال، وقال: "إذا توقف التنسيق الأمني فلا يوجد سلطة، وإذا ألغيت اتفاقية باريس قد تنهار السلطة"، مؤكدا أنه من المستحيل إعلان عباس فشل "أوسلو" لكونه مهندسها.
شعارات مستهلكة تطلقها السلطة الفلسطنية
من جانبه، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل: إنه لا يوجد أي إرهاصات تشير إلى وقف عباس اتصالاته مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف المدلل "عباس لا يملك الإرادة التي تدفعه لقطع العلاقات مع العدو، أو سحب الاعتراف به".
أما الكاتب مصطفى الصواف، فيستبعد كليًّا القطيعة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الشعارات التي يتغنى بها قادة السلطة وفتح هي للاستهلاك المحلي.
اعتقالات سياسية مكثفة بالضفة بأمر من "مكتب الرئيس"
وبقرار من مكتب رئيس السلطة محمود عباس شنت أجهزة السلطة حملة اعتقالات واسعة منذ عصر الأربعاء، واستمرت طوال الليل في مختلف المحافظات، وطالت أنصار ونشطاء في حركة المقاومة الاسلامية "حماس" وأسرى محررين، وذلك قبيل خطاب عباس في الأمم المتحدة مساء اليوم الخميس.
وبحسب مصادر متعددة في حركة حماس ، فإنه لا يوجد عدد محدد للاعتقالات حتى الآن، وأن تقدير الاعتقالات بنحو مائة هو ما تم حصره من الأسماء وليس ما تم اعتقاله على أرض الواقع، ما يجعل الرقم أكبر من ذلك من جهة، ومرشحا للتصعيد من جهة أخرى.
مصدر أمني قال بدوره، إن حملة الاعتقالات التي بدأت منذ الأمس سياسية وليست أمنية، وهي جاءت بطلب من مكتب الرئيس على ما وصفه بحملة التهجم على شرعية الرئيس عباس في الأيام الأخيرة من قيادات حماس في غزة.
نتنياهو: في ظل حكمي لن تقوم دولة فلسطينية
وبعدما نأى بنفسه عن مبدأ “حل الدولتين” الذي تبناه أسلافه منذ 2001 على الاقل، أعاد الرئيس الاميركي عقارب الساعة الى الوراء على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقال خلال لقائه نتنياهو الاربعاء “أعتقد أن هذا هو الحل الأنجح، هذا ما أشعر به”، مضيفا “أعتقد بحق أن شيئا ما سيحدث. أنه حلمي بأن أتمكن من فعل ذلك قبل انتهاء مدة رئاستي الأولى”.
ويقضي هذا الحل بقيام دولة فلسطينية مستقلة تتعايش مع "اسرائيل" بسلام. ويشكل مرجعا لقسم كبير من المجتمع الدولي، من الامم المتحدة الى الجامعة العربية مرورا بالاتحاد الاوروبي، وذلك بهدف وضع حد لاحد أقدم النزاعات في العالم.
من جانبه رد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب حول حل الدولتين بالتأكيد انه في ظل حكمه لن تقوم دولة فلسطينية.
أقوال ترامب جاءت أمام الصحافيين عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامنين نتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأعلن ترامب أن تفاصيل خطة التسوية المعروفة بـ"صفقة القرن"، ستعلن بعد شهرين أو ثلاثة، متوقعا أن يوافق الفلسطينيون على العودة إلى المفاوضات بنسبة 100%.
وأعرب ترامب عن دعمه الأعمى لما تقوم به "إسرائيل" في الجانب الأمني، مدعيا أن "إسرائيل" موجودة في مكان معقد جدا من العالم، ونتنياهو يعلم أننا نقف من وراء "إسرائيل" بنسبة 100%".
مجدلاني: تصريحات ترامب الاخيرة لا تمت للواقع
من جهته اعتبر الامين العام لجبهة النضال الشعبي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احمد مجدلاني تصريحات الرئيس الامريكي ترامب خلال لقائه رئيس وزراء الاحتلال "إنه يدعم حل الدولتين (فلسطين وإسرائيل)، ويجب على إسرائيل أن تفعل شيئا لصالح الفلسطينيين"، بأنها لا تمت للواقع، ولا تؤخذ بجدية، فإذا كان لديه رؤية لحل الدولتين لماذا لم يتحدث عنها بخطابه الرسمي، ويحدد قرارات الشرعية الدولية كأساس لحل الدولتين، وعلى حدود الرابع من حزيران عام 1967 .
واكد مجدلاني لا يوجد على جدول اعمال حكومة الاحتلال وبدعم امريكي واضح سوى تطوير الاستيطان، المزيد من تهويد القدس، وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وبالتالي لا بد من إحالة عدد من الملفات إلى المحكمة الجنائية الدولية، والانضمام إلى وكالات دولية مختصة.
الملك الاردني يحذر من "كارثة" في فلسطين
من جانب اخر ، حذر الملك الأردني عبد الله الثاني من أن حل الدولة الواحدة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، سيكون كارثيا على المنطقة.
وحذر من أنه في حال تم سحب غالبية ملفات الحل النهائي عن طاولة المفاوضات، فإن ذلك سيولد الإحباط لدى الفلسطينيين، فيما دعا إلى العمل على بناء جسور ثقة بين الفلسطينيين والولايات المتحدة، مضيفا أنه لا يمكن الوصول إلى اتفاق تسوية دون الولايات المتحدة، على حد قوله.
"كارثة على اسرائيل"
من جهته، قال وزير التعليم الاسرائيلي نافتالي بينيت من حزب “البيت اليهودي” اليميني المتطرف أن قيام دولة فلسطينية مسألة غير مطروحة.
وكتب على تويتر “الرئيس الأميركي هو صديق حقيقي لإسرائيل (…) ولكن يجب التأكيد أنه ما دام بقي حزب البيت اليهودي جزءا من الحكومة الاسرائيلية، فلن تقام دولة فلسطينية تشكل كارثة على إسرائيل”.
ويتساءل المحللون عن التوقيت الذي اختاره ترامب لاعلان موقفه وعن إمكان ترجمته واقعا ضمن خطة للتسوية وعد بان يعرضها خلال ثلاثة او أربعة اشهر بعد انتظار طويل.
ولا يزال المشهد ملتبسا الى حد بعيد وخصوصا ان ترامب لم يستبعد حلولا أخرى مثل قيام دولة واحدة قائلا “انا سعيد لسعادتهم. لست سوى عامل مسهل”.
لكن موقف ترامب الجديد لم يرض الفلسطينيين ولن يجعلهم مستعدين لاعادة النظر في مقاطعتهم الادارة الاميركية بعد سلسلة من الصدمات أبرزها نقل السفارة الاميركية الى القدس ووقف التمويل وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والاستمرار في عدم ادانة الاستيطان.
وفي هذا السياق، كتبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي على تويتر “(القول) +بدولة او دولتين لا يهم+، هذا لا يصنع سياسة. ان تقديم الخدمات للصهاينة المتطرفين ولممولي (الجمهوريين) وللوبيات ونتانياهو، ذلك ما هو خطير”.