العالم - ايران
وقال قاسمي في تصريح له اليوم الاحد، سنتابع تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اطار التعهدات السابقة وسوف لن نعبر اطلاقا من الخطوط الحمراء للجمهورية الاسلامية الايرانية.
واكد اننا لن نستسلم لمطالب مبالغ بها مطروحة من قبل حكومات معينة واضاف، ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونظرا لاستقلاليتها ومسؤوليتها التي يجب ان تقوم بها في صون مكانتها الدولية، فمن المستبعد ان ترضخ لمطالب غير منطقية وغير واقعية يمكن ان يفرضها الاخرون عليها.
وكانت المندوبة الاميركية في الامم المتحدة نيكي هيلي وبعد لقائها مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو، قد وصفت محادثاتها بانها كانت ناجحة، وادعت بان الاتفاق النووي لا يفرق بين تفتيش المواقع العسكرية والمدنية الايرانية.
وفي تصريحه لوكالة انباء الاذاعة والتلفزيون الايرانية اكد قاسمي، اننا لن نسمح اطلاقا للاخرين بالدخول في مجالات محظورة في تفاهمات الاتفاق النووي وان عمليات التفتيش من قبل الوكالة الذرية ستتم بالتاكيد في اطار سياساتنا الداخلية.
واكد قاسمي على دفاع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن استقلالها ومكانتها الدولية امام المطالب الاميركية غير المنطقية وغير الواقعية واضاف، اننا على ثقة بانهم لا يمكنهم فرض مطالبهم، رغم اننا وجهنا التحذيرات اللازمة للوكالة وقدمنا التوصيات اللازمة وسنواصل هذا النهج مستقبلا ايضا.
هيلي يمكنها الادعاء بان زيارتها كانت ناجحة
وحول تصريحات المندوبة الاميركية في منظمة الامم المتحدة التي وصفت محادثاتها مع امانو حول الانشطة النووية الايرانية بانها كانت ناجحة قال، ان لنا مصطلحا في وزارة الخارجية حيث نقول بانه "ليست لنا اي زيارة غير ناجحة" وهي بامكانها ايضا الادعاء بان زيارتها كانت ناجحة، الا ان المسلم به ان الاطار السائد على الاتفاق الذي اتفقنا عليه محدد وحظي بتاييد ودعم منظمة الامم المتحدة من خلال القرار الذي صدر.
واضاف قاسمي، ان اطر العمل مع الوكالة لن تتغير ولقد كان لنا افضل نوع من التعاون مع هذه المؤسسة التي اكدت في بياناتها مرارا بان ايران ملتزمة بالاتفاق النووي تماما وكان لها افضل تعاون معها.
وقال، انه في ضوء مجمل الظروف السائدة في المنطقة والعالم، فان اميركا وباتخاذها اساليب قديمة وعقيمة، تسعى لجر ايران باتجاه ناحية ما وان تدعي بانها (ايران) لم تتعاون مع الوكالة ونقضت الاتفاق النووي، ولكن لحسن الحظ فقد تم سحب هذه الذريعة والاداة من ايديهم بحكمة وفطنة النظام.
واكد المتحدث باسم الجهاز الدبلوماسي، انه لهذا السبب نرى بانهم حينما لم يتمكنوا من الوصول الى مآربهم باساليبهم السابقة بعثوا مندوبهم في الامم المتحدة الى فيينا للتاثير على المدير العام للوكالة الا اننا وفي ضوء الخصائص التي نعرفها عن الوكالة والعمل الذي ينبغي ان تقوم به كعمل مهني وتخصصي وان تدافع عن مكانتها الدولية، ستكون هذه الضغوط والمحاولات فاشلة ولا يمكنهم التاثير على الوكالة.
وتابع قاسمي: مع ذلك فانه وفي ظل حكمة المسؤولين والتخطيط المسبق قبل زيارة المندوبة الاميركية الى فيينا، بعث وزير الخارجية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية رسائل الى السيد امانو، لتوعيته وتم توجيه التحذيرات اللازمة ازاء الضغوط والاجراءات التي من الممكن ان تمارس من قبل بعض الاميركيين، وان عملية الرصد والدقة هذه من جانبنا ستستمر.
نسعى لصون الاتفاق النووي
واضاف قاسمي، اننا نسعى تماما لصون الاتفاق النووي لانه على اي حال اتفاق متعدد الاطراف ينبغي ان نكون ملتزمين به وعلى الاخرين ايضا تنفيذ تعهداتهم تجاهه بدقة.
على الاعضاء الاوروبيين في السداسية التصدي لسياسات اميركا المتفردة
واكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية ضرورة ان تبادر الدول الاوروبية في مجموعة "5+1" للتصدي لسياسات اميركا المتفردة واحادية الجانب وان لا تسمح لدولة ما ان تتخذ الخطى في مسار اضعاف الاتفاق النووي.
وقال، ان عالم اليوم عالم مختلف حتى عما كان عليه قبل 5 او 10 اعوام، وقبل ذلك ربما كان بامكان دولة ما ان تفرض سياساتها في بعض مناطق العالم اما اليوم فقد ولّى العهد الذي كنا نشهد فيه سياسات كلاسيكية كالتي كانت رائجة في القرون الماضية وان شعوب العالم في اي نقطة كانوا وفي ضوء مقتضيات عصر الاتصالات تتساءل من حكوماتها حول كيفية انفاق عوائد الضرائب، هل انها تصرف في داخل بلدهم ام انها توظف لشراء الاسلحة وقتل الاخرين ونشر الفوضى.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الايرانية، انه ليس الامر الان بان تقوم دولة ما بامتلاكها صوتا واحدا في منظمة الامم المتحدة باستعراض العضلات واتخاذ نهج احادي الجانب وفرض سياسات خاطئة عادة وبالتالي فان الدول الاخرى ليست بحاجة الى شقيق اكبر وهي التي تقوم باتخاذ قراراتها بنفسها.
واضاف قاسمي، اننا نرى خلال العام الاخير في منطقتنا واوروبا وسائر مناطق العالم ان الشعوب بنقدها سياسات حكوماتها تصوت لها او لا تصوت وفقا لادائها.
وقال، انه بناء على ذلك فان محاولات المندوبة الاميركية في منظمة الامم المتحدة في زيارتها الى فيينا ومساعيها التي قامت او ستقوم بها للتاثير على الوكالة، ليست في محلها وهي عبارة عن ثمن يدفعونه بلا طائل، الا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستواصل بمنتهى الحكمة سياساتها تجاه الاتفاق النووي ومن المؤكد انها سوف لن تكون البادئة في نقضه وستسعى لصونه.
وخاطب الحكومات الاوروبية محذرا بالقول انه على الاوروبيين الوقوف اكثر مما مضى وبجدية اكبر امام مطالب الحكومة الاميركية المتجاوزة للحد لانه ان لم يتمكنوا في هذا الاتفاق الدولي متعدد الاطراف الوقوف امام هذه المطالب، فلربما سيكون الغد ايضا متاخرا لهم وسيكون عليهم هم ايضا دفع اثمان اكبر.
فارس
114-10