العالم - السعودية
لم تَقف الأمور عند هذا الحد، ففي أحد البرامج الحوارية على قناة “السعودية 24″، استضافت القناة مجموعةً من النّخب “الليبراليّة”، للحديث عن “فوائد” الدساتير المدنية في الدول الغربية، وكيف سيَنعكس تطبيقها إيجاباً على المُجتمعات الإسلامية، وبالطّبع تلك التي ستتمسّك “إلى حين” بدستورها المُستمد من القرآن الكريم، وسُنّة النبي الأكرم محمد (ص).
لم يكن الليبراليون من نُخب العربية السعودية، يوماً من الضيوف المُفضّلين لا لمُعدّي البرامج، ولا مُقدّميها، والسبب لا نحتاج لذكره بالطبع، اليوم ودون سابق إنذار، أصبح لهؤلاء كل المنابر، وأصبح لحديثهم الذي كان يُوصف بالفسق والفجور، كل الأهمية، ووَجب على شعب المملكة البسيط بغالبيّته الاستماع إلى نصائحهم، ربّما في الكيفية المُثلى للانتقال من دولةٍ إسلامية إلى دولةٍ ليبرالية أو علمانية.
لا نَعلم في الحقيقة، إن كان سينجح إعلام السعودية، بتهيئة الرأي العام، لفكرة قُبول هذه النقلة، ولا نعلم إن كانت هناك نوايا “خفيّة” مثلاً لإعلان “حل” المؤسسة الدينية، ويدها الضاربة “الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر”، لكن الثابت الذي نعلمه أن المملكة النفطية تتّجه لأن تُصبح علمانية الهوى والهويّة، حُكومةً وقيادةً وشعباً، وهذه الاعتراضات التي نسمعها من بعض الأُمراء، ليست إلا زوبعةً في فنجان، فالوصول إلى العرش، يتطلّب تحقيق بعض مطالب القوائم الغربيّة.
يَبقى السؤال، ونحن نسأل من خبرةٍ ومعرفةٍ طويلةٍ في المُجتمع السعودي، نسأل إذا كنّا نحن “الأجانب” الذين لم نُطق يوماً تلك الكتب الشرعية التي دَرسناها في المدرسة، وهذه الصرامة الدينية التي طُبّقت علينا في المدارس، تساءلنا عن الغاية من تدريسها، إذا كانت النتيجة النهائية هي “الانبطاح” لدول الكُفّار.
الكُفّار، هؤلاء الذين لا يجوز حتى تبادل التهاني والسلام معهم كما أخبرتنا ذات الكُتب، ولم نتقبّل أن يتم فرض أسلوب حياة علمانية على شعب بلاد الحرمين، سُؤالنا هُنا ما هي ردّة هذا الشعب، الذي لطالما “فاخر” ببلاده الإسلامية، والتي تُطبّق الشريعة دوناً عن غيرها، الأيام وحدها نعتقد كفيلةٌ بالإجابة!.
خالد الجيوسي / راي اليوم
109-4