إمامُ التقْوى والعِلم والتنوير صادق آل البيت (عليهم السلام)

إمامُ التقْوى والعِلم والتنوير صادق آل البيت (عليهم السلام)
الخميس ٢٠ يوليو ٢٠١٧ - ١٢:٣٤ بتوقيت غرينتش

قصيدة بمناسبة يوم 25 شوال ذكرى استشهاد الامام السادس من ائمة الهدى عليهم السلام الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام رائد لواء الفقاهة والسماحة وفاتح ابواب مختلف العلوم الطبيعية والانسانية واستاذ أئمة المذاهب الاسلامية قاطبة .


لقد مَثلَتْ حِقبة هذا الامام الزاهد انعطافة كبرى في تاريخ الاسلام على مستوى انفتاح تلاميذه على المعارف العصرية وبما شكل رافعة قوية لامتداد الحضارة الاسلامية في انحاء العالم انطلاقا من عناصر الوعي والفهم واحترام الثقافات الاخرى ، العناصر المنبثقة من التعاليم السمحاء للدين الحنيف الداعية الى الالفة والتواضع والعفة والذوب في ذات الله بعيدا عن التطرف والتعصب ، والجاهلية الرعناء التي كانت ومازالت سببا في انكفاء الامة الاسلامية وظهور السلبيات المدمرة فيها على مر التاريخ.

 سألتُ وما فِي السُّؤلِ عَيبٌ لِمنْظَري

وفخرُ الفتى عِلمٌ بِما لم يُفَسَّـرِ

إذا أنتَ أنكرْتَ السُؤالَ فَمنْ إلى

عُلومِ سَماواتٍ وأرضٍ وأبحُـرِ

وأشياءِ ما في الكـونِ وهي عَجيبةٌ

وأنبـاءِ ما يجري بِجَهْـرٍ ومُـضْمَـرِ

تحدّثُنـي نَفسي وقد هاجَ شـوقُها

أبوحُ بما هَـمّتْ مواجِعُ أدهُري

أشـدُّ رِحالاً للمدينةِ طيبةً

الى خيرِ مَنْ أوفى وِفـادَةَ مُعْسِـرِ

الى العِـلْمِ لا تَرقى إلـيهِ زَعامةٌ

الى عابـدٍ  بَـرٍّ سُـلالَةِ كـوثَرِ

هو النُّـبْلُ وابنُ الطاهرينَ أَرُومَةً

وثـانِيُ من نادى بقـولَةِ حـيدرِ

سَلُوني عبادَ اللهِ إنّـي خـزائـنٌ

منَ العلمِ عن خُـبْرِ السماءِ وأعْصُـرِ

قديماً وما يأتي تِبـاعاً فإنّنـا

منازلُ أنبـاءِ العلـيمِ المُـدبِّـرِ

هو الصـادِقُ المُحْيِي تُراثَ مُحمدٍ

وحامي حِياضَ الدينِ دُونَ تذَمُّرِ

سلامٌ علىَ آلِ النبيِّ مَثـابةً

سلامٌ على بَانيِ الفقـاهةِ جَعْفَـرِ

سلامٌ على أرضِ البقيعِ  بضِمنِها

تراتيلُ وَحْيِ اللهِ في كلِّ مَظْـهَـرِ

أمانٌ إذا لاذَ الغريقُ بِنَـجدِهم

هُـداةٌ إذا عابَتْ جَهَـالةُ مُنْـكِرِ

وإنَّ أبا مُوسَى المُصَـدَّقَ جَعفراً

لفيِ القلبِ من كلِ العُـلُومِ وما دُرِي

ولكنَّ أقطابَ الضلالَةِ دولَـةٌ

يسُـودُ بها الراعي العَسُوفِ المُزوِّرِ

وصارَ بهاتِيكَ الإمـامُ رَهينـةً

تلاحقـُهُ أحقادُهُم عَينَ مُخْـبِرِ 

ومِنِ قبلِ ذا كانتِ مدينةُ جَـدِّهِ

مدارسُ آياتِ الكتابِ المُذَكِّـرِ

وإنَّ مُلـوكَ الجَهلِ طُـرَّاً أَخِسَّـةٌ

سـرائرُهُم لُـؤمٌ يفُـورُ ويَـزدري

فكانَ بذا مَوتُ الإمامِ شهادةً

بأيدي عتاةِ الارضِ أهلِ التبَختُرِ

لقد قتلُواَ رَمْزَ النُّبوغِ  عداوَةً

الى اللهِ نشـْكوَ فقدَ قائدِنا السَـرِيّ

إمامُ جميعُ المسلمينَ إمامُنا

واستاذُ مَنْ أفتى بِخَيرِ تبصُّرِ

حَنانَيكَ يا جارَ النبيِّ بِطَيبًةٍ

عليهِ صلاةُ اللهِ مِن كلِّ مُزهِرِ

حنانَيكَ بلِّغْ للبقيعِ موَدَّةً

الى الذُخْرِ من آلِ الرسولِ المُطهَّرِ

سَقى اللهُ قَـبراً بالبقيعِ  مُجاوِراً

مراقِدَ أبرارٍ  وَخِيرةَ مَبْصَرِ

وثمّـةَ قبرٌ ليسَ يُعرَفُ رَسمُهُ

لبِضْعةِ طهَ يا مدامِـعُ فاْمطِري

صلاتِي على المختارِ أحمدَ مُفجَـعاً

بطاهرةٍ رُمِسَتْ هناكَ وأطهُرِ

لقد رزَأوا  طهَ الأمينَ ومنْهـَجاً

به يرتوي الظامي الى خيرِ مَـنْهَـرِ

ستبقى هُـدىً يا اْبنَ النُبـوّةِ رائداً

فَـنَهْـرُكَ رَقراقٌ وفِـقهُكَ مَصدَري

وإنّا على هَدْيِ النبيِّ وآلِـهِ

لمُنـتَظِرُو يَومِ الإمامِ المظَفَّـرِ

أبا صالحٍ عَجِّـلْ إلَيْـنا  بِدَولَـةٍ

يُـبَـدَّدُ فيها كُـلُّ  ظُـلمٍ مُـدَمِّـرِ

وتسكُنُ آلامٌ وتُمسَـحُ أَدْمُـعٌ

ويصبِحُ عـدْلٌ قائداً في تَيَـسُّرِ

فهذي جُنُودُ اللهِ حَشْدٌ ونهضةٌ

مجامِيعُ أبطالٍ أطاحُوا بمُفتَرِ

ويمضون رفقاً بالشهامَةِ والتقى

الى حيثُ حقٌّ مقبِلٌ غيرُ مُدْبِرِ

يبَرُّونَ نهجَ الاطهرينَ تسامُحاً

بِصدقِ فِداءٍ بل بكلِّ تصبُّرِ

لقد أبطلوا الشرَّ المُحيقَ باُمةٍ

بهمّةِ مِقدامٍ وعِفَّةِ مُبصِرِ

 
ــــــــــــــ

بقلم : حميد حلمي زادة

23 شوال المعظم 1438

18 تموز ـ يونيو 2017