استخدام هذا الوصف لهذه الزوارق لم يكن من باب الإغراق، بل إن القدرات التي تتمتع فيها زوارق حرس الثورة السريعة، هي إمكانات استثنائية بكل ما للكلمة من معنى. حيث وباعتراف عدو إيران الأول أي أمريكا فإن سرعة هذه الزوارق تصل إلى ضعفي سرعة الزوارق التي تمتلكها الأخيرة.
أما عن هذه الزوارق فهي متعددة منها زورق آذرخش السريع: وهو زورق خفيف مجهز بقاذف صواريخ، ويمكنه تحاشي الرادارات البحرية بسهولة بسبب سرعته التي تصل إلى 93 كيلومتر في الساعة، ويمكن تجهيزه بأنواع مختلفة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
زورق ذوالفقار السريع: صُمم على قاعدة الهجوم المباغة والسريع على السفن المعادية، مجهز بمنظومة صواريخ كوثر (كروز) التي يصل مداها إلى 25 كيلومتر، هو أكثر سرعة ومرونة في المناورة من آذرخش، ويصل مدى المسافة العملياتية له إلى 6000 كيلومتر أي أنه يستطيع تأمين 30 بالمئة من مياه الخليج الفارسي ابتداءا من السواحل الإيرانية.
زورق تندر السريع: مجهز بمنصة لإطلاق صواريخ من طراز كروز وصواريخ أخرى.
زورق تير (الرصاصة) السريع: مجهز بطوربيدات وصواريخ يمكن التحكم بها عن بعد للدقة في الإصابة. من بينها صواريخ فجر ونصر ورعد المضادة للسفن.
زورق سراج السريع: جرى تصنيع عدة نماذج منه والهدف أن تصل سرعته إلى 180 كيلومتر في الساعة، وهو أسرع زورق في العالم، مجهز برامية صواريخ 107 مم ورشاش 12.7 مم. كما أنه يحمل راداراً بحرياً لرصد أهداف بحرية عن مسافة 30 كيلومتر.
زورق يا مهدي السريع: هو زورق بدون قائد، يمكن التحكم به عن بعد، وقد صمم من مواد لا يمكن رصدها من خلال الرادارات، تصل سرعته إلى 92.5 كيلومتر في الساعة. مجهز بأسلحة وصواريخ تعمل بأنظمة مجسات حساسة ومهمتها الأصلية تنفيذ عمليات استشهادية.
إضافة إلى الصواريخ الفائقة السرعة تمتلك قوات البحرية في الحرس الثوري قدرات إضافية تصنيعية وتسليحية، من قبيل صناعة السفن والغواصات المتطورة، إضافة إلى مجموعة صواريخ بحرية منها ما يطلق من الزوارق ومنها ما يطلق من البر، وقد يكون أهم هذه الصواريخ طوربيد الحوت الذي يثير ضجة هذه الأيام في الإعلام الغربي والأمريكي بالخصوص.
وطوربيد الحوت هو صاروخ بحري إيراني الصنع تصل سرعته إلى 300 عقدة بحرية أي 375 كيلومتر، ومداه 13 كيلومتر، وقد تحدثت مصادر أمريكية عن تجربة جرت مؤخرا لهذا الطوربيد، مؤكدة أنه بات في مراحله الأخيرة من الاختبارات قبل البدء بإنتاجه وتزويد الغواصات وبعض الزوارق به.
كل هذه الزوارق والتكنولوجيات والأسلحة أتت بجهود إيرانية محلية، وبإبداع من متخصصين داخليين. وهذا الأمر يقلق ويقض مضاجع أمريكا وبعض العرب في الخليج الفارسي، حيث أن الخليج الفارسي ومضيق هرمز يحتلان نسبة كبيرة من حركة الصادرات النفطية عبر البحر حول العالم. وهذا المضيق يقع ضمن قبضة وسيطرة قوات بحرية حرس الثورة بإذعان أمريكا وحلفائها.
يُذكر أن إيران تمتلك حدودا بحرية تبلغ 5800 كيلومتر إضافة إلى أكثر من 30 ألف كيلومتر مربع حزام بحري يحيط بها. ولذلك فإن امتلاك قوة بحرية قوية وفتاكة كان هدفا للثورة الإسلامية منذ بداياتها، خاصة ضمن الظروف الدولية والإقليمية التي تحكم علاقة إيران مع دول الاستكبار.