ويقول ستيفن غولدبارت، المؤسس المشارك في معهد" المال والمعنى والاختيارات"، وهو عبارة عن شركة خاصة تعمل على حل مشكلات عملائها من الأثرياء: "يمكن لهذا الأمر أن يصبح تجربة نفسية مؤلمة لبعض الناس".
ويضيف غولدبارت أنه من السهل أن تبدأ المعاناة مما يمكن أن نطلق عليه "أعراض الثروة المفاجئة"، وأن تجد نفسك جزءا من مشلكة الهوية، بينما تتعامل أيضا في نفس الوقت مع الشعور بالوحدة والإحباط الناتجين عن ذلك.
قد يغير المال سلوك بعض الناس تجاهنا، فيقرب البعض ويبعد آخرين
كثيرون منا لديهم أحلام وأفكار عن الطريقة التي يمكن أن يصبحوا من خلالها أثرياء لسنوات، لكن عندما يحدث ذلك الأمر، نكون في الغالب غير مستعدين للتعامل مع ذلك التغيير المفاجئ في سلوك الأشخاص من حولنا.
فليس هذا أمرا يقضي المرء وقتا طويلا في التفكير فيه. لذا، فعندما يبدأ الأصدقاء في التصرف بطريقة توحي بابتعادهم عنا، أو التقرب إلينا بطرق لم تكن معتادة، أو يبدأ أفراد العائلة في التدخل في شؤوننا المالية، أو يريدون مزيدا من الانخراط في حياتك الشخصية، فإنك حينها ستشعر بصدمة.
وعلى الجانب الآخر، نجد أن المال يغير الناس. ففي بعض الأحيان، يُظهر حديثو الثراء سلوكيات معينة، سواء أدركوا ذلك أم لا، ويشمل ذلك الإنفاق بصورة تنطوي على تهور، والإقلاع المفاحئ عن ممارسة بعض الأنشطة المفضلة التي يمكن أن تحدث "صدعا" مع أصدقاء وزملاء تربطهم بهم علاقات طويلة، كما تقول ميغان فورد، رئيسة شركة "فاينانشيال ثيرابي أسوشييشن".
وتضيف فورد أن الأصدقاء "ربما لا يريدون التأقلم مع بعض التغيرات التي أحدثتها الثروة المفاجئة"، وبالتالي سيبتعدون، مما يزيد من عزلة أصحاب تلك الثروة.
وهنا تصبح أكبر عقبة في الغالب هي التحكم في ردود فعل الأصدقاء وأفراد العائلة. وفي العادة يحاول آشخاص آخرون خارج هاتين الدائرتين أن يربطوا حياتهم بعلاقات تعارف مع الأشخاص حديثي الثروة.
و هناك مشكلة اخرى يواجهها اصحاب الثروات المفاجئة وهي صعوبة معرفة ما إذا كان شخص ما يتقرب إلينا كصديق حقيقي أم يسعى للمنفعة الشخصية
وربما يتساءل البعض: أين كان هؤلاء عندما كنت أكدح في وظيفتي اليومية، أو أبذل مزيدا من الساعات التي لا تحصى في عمل جديد؟
وهذا الشعور لا يختفي بالضرورة بعد أن تستمر في تحقيق الثروة والنجاح بشكل ثابت، ويصبح التعرف على الشخص الذي يريد بالفعل أن يصادقك أمرا أكثر صعوبة، وبالتالي فإن الحكم الخاطئ على مثل هؤلاء الأشخاص لمرة واحدة أو مرتين سيكون له آثاره المتوقعة، وأهمها العزلة، كما تقول فورد.
ويقول حديثو الثروات إن مشاعر العزلة تأتي أيضا بسبب تغيير الأولويات لديهم.
ويبدو أن تجربة الثروة المفاجئة لها أثر أقل اضطرابا على الاشخاص الأكبر عمرا، الذين قضوا وقتا أطول في وظائفهم، ويعود ذلك بشكل كبير إلى أن الأشخاص من حولهم يتوقعون من كبار السن أن يكسبوا ثروات أكثر في مثل تلك السن، وبالتالي يحرصون على مواصلة التقرب إليهم، كما يرى غولدبارت.
المصدر: بي بي سي
102-3