ولم يمض زمن طويل على الزيارة التي قام بها مهندس التطبيع السعودي أنور عشقي إلى كيان الاحتلال حتى عاد للكشف عن تخطيطه لزيارة ثانية إلى تل أبيب، مؤكداً أن الرياض لم تخضعه للتحقيق بسبب زيارته الأولى التي أثارت جدلاً واستنكاراً واسعاً في السعودية والعالم العربي عموماً.
وفي مقابلة مع صحيفة هافينغتون بوست الأميركية قال عشقي إن اهتمام الكيان الإسرائيلي بالزيارة، دليل على رغبته في كسر عزلته في الشرق الأوسط عبر السعودية، معتبراً أن زيارته لإسرائيل لا تخالف سياسة السعودية.
"عشقي يؤكد أن زيارته إلى تل أبيب لا تخالف سياسة السعودية"
وأكد مصدر بوزارة الخارجية السعودية لصحيفة هافينغتون أن بعض السعوديين ممن تربطهم مصالح تجارية واجتماعية في فلسطين المحتلة، يذهبون إلى تل أبيب عبر عدة طرق "مخادعة" بحسب وصفه.
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية كشفت عن زيارة عشقي الأولى إلى تل أبيب حيث أجرى عدة اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين من بينهم المدير العام لوزارة الخارجية في الاحتلال الإسرائيلي دوري غولد الذي سبق لعشقي أن التقاه أكثر من مرة، كما التقى الضابط السعودي السابق في زيارته تلك رئيس الإدارة المدنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية، يواف مردخاي وأربعة نواب من المعارضة الإسرائيلية.
وسبق لعشقي أن أكد لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أن المصالح المشتركة السعودية مع إسرائيل ليست جديدة، معرباً عن استعداد بلاده لإنشاء سفارة لها في فلسطين المحتلة إذا قبلت تل أبيب مبادرة تسوية السلام العربية المطروحة عام 2002.
"السعودية والإحتلال يتبادلان المعلومات الإستخبارية منذ سنوات"
هذا في حين أكدت وسائل إعلام إسرائيلية في أكثر من مناسبة أن الرياض وتل أبيب تقومان منذ سنوات بتبادل المعلومات الاستخبارية.
وفي حين يؤكد عشقي أن زيارته لتل أبيب جاءت بقرار فردي إلا أن المحللين والمراقبين رأوا في الزيارة توجهاً من قبل السلطات السعودية، وأكدوا أنه لا يمكن لمسؤول سابق في المخابرات، القيام بمثل تلك الزيارات، دون موافقة الرياض.
104-10