موجة غضب تجتاح الشارع العراقي بسبب تجاوز قوات تركية على السيادة العراقية، تُرجمت تظاهرات شعبية انطلقت في عدد من محافظات البلاد وعلى رأسها العاصمة بغداد، وكلها تطالب بخروج فوري للقوات المعتدية، والتصدي للمخططات الدولية والاقليمية المتآمرة على وحدة وسيادة العراق على اراضيه عبر اتخاذ موقف حازم وصارم ازاء التعدي التركي .
التظاهرات خرجت بدعوة من الحشد الشعبي المدافع عن الاراضي العراقية مقابل جماعة "داعش" الارهابية وتأييد الاحزاب والقوى السياسية داخل البلاد، وشدد المشاركون فيها على ضرورة الوحدة لمواجهة اي مخططات استعمارية واقليمية.
الغضب الشعبي ترافق مع غضب حكومي جدد التعبير عنه رئيس الوزراء حيدر العبادي، حيث اكد ان بغداد ستلجأ لكل السبل المشروعة لحماية العراق وسيادته الوطنية، وامر وزارة الخارجية بالتوجه نحو مجلس الامن.
وقال العبادي: سنتخذ جميع الاجراءات ونلجأ الى كل السبل المشروعة لحماية ارضنا وسيادتنا الوطنية، مطالبان بـ ان تنسحب القوات التركية من الاراضي العراقية فورا، لان وجودها لم يتم بطلب رسمي، بل ولا شفوي ولا تحريري.
تصريحات العبادي والتوجه نحو مجلس الامن يكشف بحسب الخبراء عن فشل مفاوضات اجراها وفد تركي في بغداد قبل ايام، ما دفع بالرئاسة العراقية الى اعلان اجتماع لقادة وزعماء الكتل السياسية في مقر الرئاسة لتوحيد المواقف.
اما دوليا فقد اكدت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سامانثا باور تسلمها رسالة احتجاج من نظيرها العراقي على التحرك التركي، وقالت: ان بلادها تؤكد ضرورة وجود تنسيق واتفاق مع الحكومة العراقية لنشر اي قوات اجنبية.
وضمن الحراك الدبلوماسي في البلاد التقى وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش في بغداد، حيث اكد كوبيتش أن الأمم المتحدة تعد ما قامت به تركيا خرقا للسيادة، وأنها ستبذل كل الجهود في إطار دعم وحدة العراق وسيادته، ومنع أي انتهاك خارجي لأراضيه.
وفي الجامعة العربية تجري الاستعدادات لعقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية، تلبية للطلب العراقي لبحث قضية التعدي التركي على الاراضي العراقية.
MKH-12-14:35