وواجه مشروع قرار نواب الكونغرس الأميركي الثلاثاء الفائت والذي طالبوا فيه فرض قيود في التنقل على أولئك الذين يسافرون إلى كل من إيران وسوريا والعراق والسودان، واجه موجة من ردود الأفعال والانتقادات على مواقع التواصل الإجتماعي.
ووفقاً لبرنامج "الإعفاء من التأشيرات" يمكن حالياً لمواطني 38 بلداً الكثير منها ضمن الاتحاد الأوروبي أن يسافروا إلى الولايات المتحدة وذلك من دون الحاجة إلى طلب التأشيرة.
وبعد الأحداث الدامية في مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا الأميركية والتي أودت بحياة 14 شخصاً طرح المشرعون في أميركا مشروع قرار ينص على ضرورة أخذ التأشيرة لكل مواطن من هذه الـ38 بلداً ممن يرتاد النقاط التي وصفها مشروع القرار بـ"ملاذات الإرهاب" كالعراق وسوريا.
وصادق مجلس النواب الأميركي الثلاثاء الفائت على هذا القرار بذريعة مواجهة التهديدات الإرهابية، وذلك بـ407 أصوات موافقة مقابل 17 صوتاً مخالفا.
وفي المسودة الأولى لهذا القرار لم يتم ذكر إيران والسودان، لكن المشرعين الأميركيين وباتهامهم هذين البلدين بـ"دعم الإرهاب الحكومي" أضافوهما إلى قائمة البلدان التي يشملهما القرار!
وبتعبير أبسط تنص الخطة رقم 158 لمجلس النواب الأميركي، أن مواطني الكثير من دول الاتحاد الأوروبي الذين سافروا إلى إيران بمقاصد سياحية أو تجارية يجب عليهم من الآن فصاعداً أن يحصلوا على التأشيرة الأميركية إن أرادوا السفر إليها.
كما يتضمن القرار فرض القيود ذاتها على مئات الآلاف من المواطنين المزدوجي الجنسية في الاتحاد الأوروبي وأستراليا ونيوزيلندا ممن هم مواطني هذه البلدان الأربعة كذلك.
ويأتي إدراج اسم إيران ضمن قائمة البلدان التي اعتبرها القرار مصادر التهديد، في حين ان الإحصائيات الغربية ذاتها ترى أن المواطنين الإيرانيين ليسوا من المنتمين إلى "داعش" ولا ضمن المؤيدين لها أو حتى المتعاطفين معها على الشبكة الافتراضية.. هذا فيما تقول الأرقام إن تونس والسعودية والكويت والإمارات وقطر وليبيا، وكذلك عدة بلدان أوروبية تتصدر قائمة المنتمين إلى "داعش" أو المؤيدين لهذه الجماعة الإرهابية.
هذا ولاقت التشريعات الجديدة في مجلس النواب الأميركي معارضة واسعة من مختلف الجهات.
وضمن إشارة إلى قصة إيرانية تقليدية وجهت صحيفة الغارديان البريطانية الخميس انتقادات للمشرعين في الولايات المتحدة بسبب استهدافهم لإيران بدلاً من استهداف الوهابية السعودية.
وكتبت الغارديان في مستهل مقالها "باكستانياً مولوداً في أميركا أتقن التطرف في العربية السعودية يقترن بباكستانية أخرى تم غسيل دماغها بنسخة من الوهابية المتطرفة أي المذهب الرسمي في السعودية.. وصل هذا الزوج إلى أميركا وقتل خلال حفلة 14 شخصا."
وتقصد الغارديان من هؤلاء زوج "مسلم" قتلوا خلال إطلاق نار قبل حوالي عشرة أيام 14 شخصاً وأصابوا 14 آخرين في مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا الأميركية.
وتضيف الغارديان في مقالها "ولكن احزروا الآن من الذي تم استهدافه بعد هذه الجريمة النكراء؟.. إنهم الأميركيون ذوي الأصول الإيرانية، والذين لايمتون بأي صلة لهذه العقيدة المتطرفة، وكما ندري لم تكن لهم أي يد في أي من العمليات الإرهابية في شتى أنحاء العالم."!
وتتابع الغارديان أن الموافقة على هذا القرار تذكرنا بقصة إيرانية تقليدية عن حاكم يقطع رأس صفّار أعزل في مدينة شوشتر (جنوب غرب ايران) وذلك لأجل ذنب اقترفه حداد في مدينة بلخ (شمال شرق افغانستان الحالية)!!
وتضيف الصحيفة البريطانية أن المشرعين الأميركيين قد كرروا هذه القصة ثانية، إذ أنهم ومن دون أن يعمدوا على معاقبة المواطنين الباكستانيين والسعوديين قد استهدفوا المواطنين الأميركيين من أصول إيرانية.
وتتسائل الصحيفة "لماذا إذاً السعودية وكما كل مرة عندما تدخل حلبة الإرهاب، تتمكن في النهاية من الحصول على بطاقة الهروب من السجن؟.. هذا ليس إلا لأنها محبوبة لدى النخبة السياسية في الولايات المتحدة."!