حرب السعودية على اليمن اليوم هي باكورة تحركات آل سعود في اطار مشروعهم الخياني ضد الأمة وجاءت تلبية من الملك سلمان بن عبد العزيز المصاب بهيستيريا لطلب رئيس وزراء كيان العدو الاسرائيلي بالانقضاض على الشعب اليمني الفقير لمنع انتصار ثورته الشعبية وسيادة قراره المستقل وأخذ زمام المبادرة في منطقة باب المندب ما يشكل خطراً كبيراً على أمن وإستقرار اسرائيل، وهو ما عبر عنه نتنياهو خلال تعيين جادي إيزنكوت رئيس هيئة الأركان الاسرائيلية الجديد قائلا: إن «إيزنكوت لن ينعم بيوم راحة واحد، بسبب الأوضاع في العالم العربي وخصوصا تطويق إيران لمضيق باب المندب في أعقاب سيطرة الحوثيين».
فجاءت كلمة "لبيك يا بأبن العم" صادحة في سماء الحجاز اعلنها ملك آل سعود المصاب بالزهايمر ونجله الأرعن بدعم بعض أمراء التسويف والخيانة والدعارة ومساندة حكام الذل الرذالة العار العربي المعروفة تواريخهم من الموروثات الخليجية وحتى المغرب العبرية مروراً باردن الرذالة والعمالة وسودان الاستجداء والنذالة، ليعلنوا الحرب على شعبنا الأبي في بلاد سبأ دون أدنى سبب أطلقوا على عدوانهم الغاشم تسمية "عاصفة الحزم" في الساعة الثانية صباحاً بتوقيت السعودية من يوم الخميس 26 مارس الماضي بقصف جوي كثيف على جميع مناطق اليمن من شماله وحتى جنوبه ومن غربه حتى شرقه.
وقد كثف العدوان السعودي – الصهواميركي استهدافه براً وجواً وبحراً على المناطق القريبة من باب المندب بشكل خاصة فأوقع مئات الضحايا باستهداف عرساً نسائياً في منطقة المخا وآخر في مأرب نفذتها طائرات إسرائيلية وفق مصادر عسكرية مطلعة، بهدف إبعاد المواطنين عن تلك المناطق وفرض سيطرته عليها لكنها وبحكمة وحذاقة وحنكة وخبرة القوات اليمنية المشتركة وفي مقدمتها اللجان الشعبية بقيادة انصار الله فشلت كل المخططات مخلفة ورائها خسائر كبيرة في العدة والعتاد منها تدمير بارجتين متطورتين للعدوان بصواريخ القوات اليمنية المشترك خلال أسبوع واحد فيما الانتصارات الاخرى تتحقق على سواعد ابناء اليمن في محاور الحرب المفروضة ضد القوات السعودية والاماراتية والبحرينية والسودانية في مأرب وغيرها وعلى طول الحدود اليمنية - السعودية المشتعلة حيث يسطر أبناء قبائلنا على العديد من المناطق السعودية ومقرات قواتها العسكرية بعد تدمير وقتل افرادها وهروب الآخرين بالجملة .
وجاء التركيز على منطقة باب المندب ومن حولها وبإشراف أمريكي مباشر، بعد يومين من تصريحات رئيس هيئة اﻻركان الاسرائيلي بيني غينتز في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى بان "عينه الان على باب المندب".
مصادر قريبة من مواقع القرار بان مضيق باب المندب والمنطقة المتاخمة يعتبرها الاسرائيليون والاميركيون مجالا حيويا استراتيجيا لهم، حيث ان القوات العسكرية الاسرائيلية تتمركز في عدة جزر سعودية في البحر الاحمر وفي قواعد عسكرية في اريتيريا وايضا في مجموعة سفن عسكرية تجوب منطقة البحر الاحمر بشكل دوري، اضافة الى انخراط الاسرائيليين في المنظومة البحرية الدولية التي تهيمن على المسارات المائية الدولية.
في هذا الاطار كتب "فيشمان" الخبير الأمني في صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية في مقال له تحت عنوان "ساعة اليمن تدق" يقول: إن "الحرب في اليمن على تدخل في مصلحة إسرائيل، وهي فرصة لقطف ثمار استراتيجية حيوية لأمن الدولة".. وقال: "هكذا تجد إسرائيل نفسها مرة أخرى في الجانب ذاته من المتراس مع الدول السنية المعتدلة (السعودية). غير أن المصلحة المشتركة لإسرائيل والسعودية والدول الخليجية لا تلقى تعبيرها".
ما يقوم به آل سعود من إراقة للدماء البريئة في العراق وسوريا وعلى الخصوص في يمننا العزيز كلها تصب في اطار تلك الرسالة ( بسم الله الرحمن الرحيم - أنا السلطان عبد العزيز ابن عبد الرحمن الأفضل السعود أقر وأعترف ألف مرة للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظماء لا مانع عندي من اعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم كما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رايها حتى تصيح الساعة )؛ فأخذ الأبناء على عاتقهم تحقيق وعد الأب بخيانة الأمة وتسيير أنهار من دماء أبنائها المظلومين كي تبقى إسرائيل هذه الغدة السرطانية التي زرعها الاستعمار البريطاني العجوز في قلب أمتنا وعلى أرض قبلتنا الأولى، بأمن واستقرار وطمأنينة حتى لو كلف ذلك إبادة كافة المسلمين وهي سياسة محمد عبد الوهاب ومحمد بن سعود منذ نشأة دويلتهم على أرض بلاد الحرمين الشريفين واستناداً لوثيقة الدرعية .
*حسن علي وولد جميل - كاتب ومحلل يمني