وكانت حركة التوحيد والإصلاح المغربية أعلنت أنها دعت العريفي، لاستضافته ضمن محاضرة، نهاية شهر أكتوبر الجاري.
وبحسب "هسبرس" قال العريفي، على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، وبلهجة مغربية، "أنا فرحان بزاف بالزيارة ديالي للمغرب، وإن شاء الله ألتقي المغاربة قريبا"، متابعا باللهجة ذاتها "حبابنا .. كنبغيكم بزاف"، قبل أن يثني على المغاربة بقوله: "المغاربة الله يعمرها دار وناس الخير"، مؤكدا أن زيارته المرتقبة للمغرب لم تكن الأولى، "مشيت للمغرب بزاف المرات".
وفي رده على الدعوات المطالبة بمنع دخوله للمغرب، ابتدأ العريفي تدوينته قائلا: "وأنا أقول لأهلي وأحبابي في المغرب، في كل زيارة ليه كنزيد نبغيه ونبغي الناس ديالو كثر، المغاربة الله يعمرها دار وناس الخير، وعزيز عليهم القرآن والعلم والمعقول"، مضيفا "كنفتاخر عندي صحابي بزاف مغاربة، وقرَّاني عدد من المغاربة في الجامعة وفي تحفيظ القرآن".
واستحضر العريفي العلاقات الثنائية التي تجمع الرباط والرياض، مردفا: "كنفرح بكل علاقة قوية بين المملكة المغربية والمملكة السعودية"، فيما ختم تدوينته بدعاء خاص وهو يرقن: "ديما كنطلب الله يحفظ المغرب والمغاربة".
في مقابل ذلك، برزت حركة "ضمير" ضمن الأصوات التي وجهت إنذارا لحركة التوحيد والإصلاح، المنظمة لمحاضرة العريفي، حيث قالت إنها "تضع مستضيفي العريفي أمام مسؤولياتهم إزاء احتضان مثل هذه الأصوات"، في إشارة إلى الداعية الذي أدرجته ضمن التوجهات "التي لا تتورع عن تسويق الفكر الوهابي ومعارضة المطامح العميقة لشعوب المنطقة، ومنها المغرب".
ونبهت "ضمير"، ضمن بلاغ لها توصلت به هسبريس، الى الدعوات والمواقف التي عبر عنها العريفي في السابق "التي تجاوزت التفسير والدعوة الدينيين إلى اتخاذ مواقف تنقص من قدر المرأة وتبرر الإرهاب وتدعو إلى ما يعرف بجهاد النكاح وتشيد بتنظيم القاعدة"، موردة أن فكر العريفي يعارض مطمح الشعوب في "بناء مجتمعاتها على قاعدة القيم النبيلة من تضامن ومساواة وحرية وتسامح".
وفي مقابل تأكيد الحركة على أهمية النقاش العمومي الحر في المواضيع التي تهم حاضر البلد ومستقبله، "وحق جميع الفاعلين في تنظيم الأنشطة التي يرتؤونها لهذا الغرض"، ذهبت إلى القول إن فكر ومنطق الإرهاب، في إشارة إلى الاتهامات الموجهة للعريفي بالتسويق له، "قبل أن يتمكن من الأيادي التي تصنع الأحزمة الناسفة، يتمكن من القلوب والأفئدة عن طريق شحنها بنزعات الكراهية والحقد".
أما جمعية "بيت الحكمة"، فأعلنت رفضها لزيارة العريفي، حيث اعتبرت استدعاءه دعما مباشرا "للخطاب الديني التكفيري وللنزعات الظلامية التي يترجمها هذا الرجل في مواقفه وفتاويه التي تتناقلها العديد من المواقع الإلكترونية، والمنابر الإعلامية المرئية والمكتوبة"، داعية من أسمتها القوى الحية "للتصدي لمثل هذه المبادرات التي تسعى إلى المس بقواعد العقل وبقيم التعايش والحوار والاختلاف".
وفيما تساءلت الجمعية عن الخلفيات الحقيقية لدعوة العريفي، قالت إن استضافته في قاعة المهدي بنبركة بالرباط "ليست مسا برموز التحرير ببلادنا وبنضالات القوى الوطنية والديمقراطية فقط، بل مسا بالذاكرة الوطنية والثقافية لعموم المغاربة، ومسا أيضا بالإسلام المغربي الوسطي"، موردة أن "ذكرى استشهاد" المهدي بن بركة تصادف 29 أكتوبر، أي ثلاثة أيام بعد المحاضرة.