وكانت سلطات المنامة التي تقود حملة منذ العام 2011 على شعائر أهل البيت "عليهم السلام" أدت - بحسب تقرير لجنة تقصي الحقائق - إلى هدم 34 مسجداً لهم، قررت وضع حدّ لذلك ايضاً.
والمسجد الذي يقع وسط تقاطع يصل المناطق الغربية من البلاد بتلك الواقعة جنوبي العاصمة المنامة، كان يرتاده المواطنون الشيعة في البحرين، يمثل تقليداً اجتماعياً قديماً لالتقاء المصلين الشيعة في هذا المكان الذي يقال إنه يحوي ضريح أحد الأولياء وهو الشيخ عزيز البحراني الذي عاش في أواخر القرن 12 وأوائل القرن 13 الهجري.
وأظهرت صور الأسبوع الماضي عدداً من العمّال الآسيويين بالسقّالات وهم يقومون بهدم محراب المسجد ويستبدلونه بجدار عازل من الطوب "الطابوق".
ونقلت مواقع إخبارية عن إدارة الأوقاف الجعفرية التي يتم تعيينها بمراسيم من ملك البلاد بأن "إزالة المحراب هي بقصد تحويل المسجد إلى مزار للتبرّك" وهذا يعني منع صلاة الجماعة التي تمثل تقليداً يعود إلى تسعينات القرن الماضي.
لقد أدى هدم محراب المسجد الذي يعود بناؤه الحالي إلى العام 1977 إلى استعادة الذاكرة المتعلقة بقصص هدم المساجد الشيعية خلال الفترة التي أسميت "السلامة الوطنية" مارس/ آذار وأبريل/ نيسان 2011 والتي يقول محامون إنها تسمية مخففة - لكنها أسوأ - لحالة "الطوارئ".
ويقول المحامي عبدالله الشملاوي إن "تحويل مسجد شيخ عزيز لمزار فقط هو إتمام لجريمة هدم مساجد الشيعة أيام الأحكام العرفية"، مستدركاً "لكن هذه المرة بنيران يفترض أنها صديقة".
وليس غريباً بحسب موقع "مرآة البحرين"، تواجد قوات الأمن لحظة هدم محراب المسجد وتصديها لاعتصامات المصلين السلمية التي انطلقت مستنكرة ذلك. وكذلك قيام وزارة الداخلية باستدعاء العديد من المشاركين في هذه الاعتصامات. ويوم الاول من امس قام مركز شرطة الخميس باستدعاء أفراد العائلة التي تتولى القيومية على هذا المسجد منذ سبعينات القرن الماضي، الحاج سلمان أحمد علي ناصر وأخيه، للتحقيق معهما وتوقيعهما على تعهدات.