هنا ترتبط ازهار الورد بصناعة تقطير الماء الورد التي يمارسها الايرانيون في بعض المدن، اشهرها منطقة قمصر في مدينة كاشان، هي مراسم تقليدية تجري في عدة مدن ايرانية ومنها العاصمة طهران.
وتعد ايران من اوائل الحضارات التي وضعت يدها على الخصائص الغذائية والدوائية لورد الجوري وهي احدى انواع وردة "الروز" او الورد "المحمدي" بالفارسية والتي يستخدم منها ماء الورد المعروف.
يعد ماء ورد منطقة قمصر من اجود انواع ماء الورد في العالم
وصرحت مواطنة ايرانية لمراسلنا: انها "حضرت تقاليد تقطير ماء الورد عدة مرات في كاشان واليوم احضر هنا لاشاهد عن قرب لانني اعتبرها جزءاً من تراثنا الايراني".
مع بداية شهر نيسان/ ابريل يبدأ تفتح الازهار ويقوم المزارع بجمعها ثم وضعها في وعاء مصنوع من البلاستيك او السعف وتوضع في آنية التقطير، ومن ثم تغطى ازهار الورد بوعاء نحاسي لاستقبال الماء المتبخر من الوعاء، ويجمع الناتج من ماء الورد ليترك مدة اربعين يوماً حتى تترسب الشوائب، بعدها يتم تخزينه في وعاء من الفخار ثلاثة اشهر ليعبأ المنتج في عبوات زجاجة لتباع في الاسواق المحلية والعالمية.
واوضح محسن رحماني خبير في شؤون النباتات العشبية في حديث لمراسلنا: ان هذه الصناعة مرت بعدة مراحل وتجارب الى ان استقرت على الطريقة الحالية، مشيراً الى انه يعود قدم زراعة الورد المحمدي الى ما يقارب الـ 7 آلاف سنة، وصناعة ماء الورد الى ما يقارب الف سنة، ولم تتخللها سوى تغييرات طفيفة.
يشار الى ان الفائدة الاساسية لماء الورد هو انه يعمل كمضاد للالتهابات وتلطيف البشرة وازالة حبوب الشباب، ويستخدم كمسكن للصداع وخافض لدرجة الحرارة، ويجدد انسجة الجلد ويساعد على الوقاية من اشعة الشمس الضارة، ويساعد ايضاً على منع التجاعيد ويقلل الاضرار التي لحقت بالالياف الجلدية.
ولماء الورد رائحة جميلة، حيث يعد ماء ورد منطقة قمصر من اجود انواع ماء الورد في العالم، وهي ترسله الى الكعبة المشرفة لتغسل بها في التاسع من ذي الحجة من كل سنة.
وافاد مراسلنا محمد لاجوردي، بانه تعتبر مراسم استخلاص ماء الورد من التقاليد القديمة في ايران حيث تقام في عدد من مدنها، واضافة للابعاد التجارية والاقتصادية تحمل هذه المناسبة جانباً ثقافياً وتراثياً.
6/12- 11:30- TOK