اهمية القمة تكمن في ارتفاعها، الذي يصل الى الفين وخمسمئة متر عن سطح البحر تقريبا، ومنها يمكن التحكم بالنار بكل طرق الامداد للمسلحين التي كانت تتحرك من الزبداني قرب دمشق الى جرود القلمون السوري، ومن عرسال شمال القلمون الى المرتفعات الاخرى بالمنطقة.
سير العمليات العسكرية كان بداية في التمهيد الناري من قبل الجيش السوري والمقاومة اللبنانية بالمدفعية الثقيلة والصواريخ ترافقت بعمليات قضم متدرجة لمناطق في الجانب اللبناني، افضت الى السيطرة على المرتفعات شرق بريتال ونحلة ويونين في البقاع اللبناني، بينما كانت قوات اخرى من المقاومة والجيش السوري بالمقلب الاخر تطارد المسلحين بأعالي جرد راس المعرة وفليطا والجبة، اسفرت عن تطهير مناطق واسعة ما دفع بالمسلحين الى الهروب باتجاه مرتفعات عرسال اللبنانية، والتي تشهد بدورها اشتباكات بين فلول ما يسمى بجيش الفتح ومجموعات داعش الارهابية، التي تحاول منع المجموعات المنسحبة من الوصول الى اماكن سيطرتها هناك.
والمعركة هذه التي لطالما عول عليها الكيان الاسرائيلي، ومن ورائه السعودية وقطر عبر الدعم الكبير بالاسلحة، ترافقت مع مواقف تحريضية تولتها جماعة الرابع عشر من اذار في لبنان، ضد المقاومة والتهويل من نتائج تلك المعركة، وعليه تتجه الانظار الى منطقة عرسال شمال شرق البقاع اللبناني وسط سيناريوهات مطروحة اهمها امكانية اشتعال تلك المنطقة، وهنا سيكون الجيش اللبناني المنتشر بجرود راس بعلبك ومشارف عرسال والقاع مضطرا لدخول المعركة.
ومن نتائج هذه المعركة الاستراتيجية ايضا هو ان تلك المجموعات لن يعود بمقدورها تهديد القرى اللبنانية بصواريخ الغراد البعيدة، كما انها لن تعد قادرة على ارسال سيارات الموت المفخخة الى لبنان.
ومن الجانب السوري تكمن الاهمية ايضا في ان خاصرة العاصمة دمشق الشمالية الغربية ستكون مؤمنة اكثر,بعد قطع طرق الامدادات بين اعالي القلمون والزبداني قرب دمشق، والتي يتوقع مراقبون ان تشهد معارك تحرير مماثلة في القادم من الايام.
00:40 - 14/05 - IMH