وقال العميد جزائري في حوار خاص مع قناة العالم الاخبارية ضمن برنامج "من طهران" سيبث لاحقا: آمل بان تصل المساعدات الانسانية الحالية الى الشعب اليمني، وهي الحد الادنى مما هو مطلوب، وفي غير ذلك فعلينا توقع اتخاذ اجراءات اخرى نوكل الحديث عنها الى المستقبل.
واكد جزائري بالقول: انني اعلنها صراحة ان ضبط النفس الايراني له حدود وعلى السعودية وساستها الجدد وعلى أميركا والاخرين ايضاً، ان يعلموا ان محاولة خلق المتاعب لجمهورية ايران الاسلامية على صعيد ايصال المساعدات لدول المنطقة قد تقود الى اشعال نار سيكون احتواؤها ـ بالتأكيد ـ خارجاً عن سيطرتهم.
وفيما شبه جزائري ما تقوم به السعودية في اليمن بما قام به الكيان الاسرائيلي في فلسطين المحتلة، دعا المجتمع العالمي والمنظمات الدولية ودعاة حقوق الانسان ان يستفيقوا من غفلتهم، مطالبا شعوب العالم بمساعدة الشعب اليمني الذي يتعرض اليوم للأبادة.
واعرب عن امله بان يسارع الناس من جميع انحاء البلاد في هذا المجال، لاغاثة ومساعدة الشعب اليمني المظلوم الذي يتعرض للابادة الجماعية بشكل كبير.
وفيما يتعلق باعلان هدنة انسانية في اليمن، قال العميد جزائري: هذه هي المرة الثانية التي يحدث فيها اعلان هدنة مؤقتة، وللاسف كانت السعودية في أولها قد فشلت في التزامها بوقف اطلاق النار.
السعودية تخوض حرباً بالوكالة عن اميركا و"اسرائيل"
واشار العميد جزائري الى تصاعد العدوان العسكري على اليمن بعد اعلان وقف العمليات من قبل السعودية، وقال: ان القضية تبدو اكثراً تعقيداً وحساسية، وهي ان الجذور تعود الى سياسة عامة وشمولية ترسمها اميركا والكيان الاسرائيلي لمنطقة الشرق الاوسط الحيوية وغرب آسيا وشمال افريقيا.
واوضح، ان هدف السياسة الاميركية هي تقويض المنطقة بأسرها، حيث سنشهد من الآن فصاعداً ظواهر مثل الارض المحروقة، وتدمير البنية التحتية والضعف الشامل للبلدان في المنطقة.
واعتبر العميد جزائري، ما يجري في اليمن بأنه احد الحلقات المرسومة في الساسيات الاميركية، وقال: بطبيعة الحال في كل مرة يمكن العثور على بلد او مجموعة تقاتل نيابة عن الاميركيين والصهاينة، ضد شعوب وبلدان المنطقة، مثل ما نواجهه اليوم في اليمن.
ولفت الى ان المملكة العربية السعودية تخوض حالياً حرباً بالوكالة نيابة عن الولايات المتحدة وبعض القوى المهيمنة الاوروبية والصهاينة في اليمن، ولذا لا يمكن الاعتماد على استمرار وقف اطلاق النار في اليمن، ما لم تحصل تطورات وتغييرات اخرى في المستقبل.
الصمت الاستراتيجي اليمني
واعتبر العميد جزائري، ان الصمت اليمني امام العدوان السعودي له بعد استراتيجي وتاريخي، وان المقاومة وقادتها في اليمن تعتمد استراتيجية التدبير، واليمنيون يعلمون بذلك، مشيراً الى ان الشعب اليمني يقظ وواعي ويرفض الرضوخ لنير الطغاة ومستعمري المنطقة وخارجها، ولذا نرى ان هناك انتفاضة جماهيرية بدأت تتحرك في هذا الاتجاه.
وردا على سؤال حول الى اي مدى سيستمر الصمت الاستراتيجي اليمني للرد على الاعتداءات السعودية، قال العميد جزائري: يظهر من القدرات الكامنة في الشعب اليمني انه سيرد في الوقت المناسب يمكنه من خلاله تغيير الوضع الحالي تماماً.
واكد العميد جزائري، في نفس الوقت تجدر الإشارة إلى أن المقاومة لها أشكال مختلفة من التصدي والثبات في كل زمان لها معنى خاص بها، مشيراً الى ان سياسة اليمنيين والتي تتحرك في الوقت الحاضر، ستظهر أبعادها في المستقبل، وان الصمت الحالي لأي طرف من اطراف النزاع لا ينبغي ان ينظر اليه على انه ضعف، او عدم قدرة المقاومة اليمنية على المواجهة، ومن الافضل السماح للمستقبل بان يجيب على ذلك.
واشار الى ان هناك فكرة خاطئة وهي ان الحوثيين هم من يقومون بادارة شؤون البلاد، مؤكداً ان الشعب اليمني هو من يدير شؤون بلده وان الغالبية العظمى منهم يؤيدون الحوثيين، مبيناً ان حركة انصار الله تشكل جزءاً من المجتمع الثوري اليمني وجزءاً من المجتمع المقاوم في المنطقة.
الوضع السابق في اليمن لا رجعة فيه
وشدد العميد جزائري على ان الوضع السابق في اليمن لا رجعة فيه ولن يتكرر، وبالتأكيد سيكون اليمن في المستقبل مختلفاً عن الماضي، وان الشعب اليمني لن يتسامح مع الدول امثال السعودية التي تتبع سياسات وارشادات الولايات المتحدة الاميركية، وما ألحقته من خسائر واضراراً جسيمة بالبنية التحتية، مشيراً الى ان اليمن لن تشهد وحدها تلك الخسائر وانما ستعاني ايضاً دول وشعوب المنطقة والعالم الاسلامي من ذلك، ولذا لابد من نهضة شاملة للتصدي لهذا الضرر الذي لحق بالعالم الاسلامي والذي بدأته السعودية من خلال عدوانها على اليمن.
واضاف العميد جزائري: ان الشعب اليمني لن يسمح بتكرار الحرب التدميرية التي شنت ضده، وقرر ان يقف على قدميه، ورغم ان هذا الامر له خسارة على المدى القصير، ولكن بالتأكيد سيتبعه بان تصبح اليمن حرة ومزدهرة.
واوضح العميد جزائري، ان السعودية وباقي القوى تقمع الشعب اليمني بعنف، ولا تسمح له الاستفادة من النفط وباقي الموارد والاحتياطات المعدنية على الرغم من وفرتها في البلاد.
السعودية تدمر اليمن بذريعة تدمير الصواريخ الباليستية
واشار مساعد رئيس الاركان العامة المشتركة للقوات المسلحة في جمهورية ايران الاسلامية حول المزاعم السعودية بتدمير الصواريخ الباليستية وجميع الاسلحة الثقيلة في اليمن، قائلا: هناك الكثير من الشواهد والبراهين تثبت ان ادعاءات السعودية هي في معظمها للدعاية، وبعيدة عن الواقع اليمني.
وحول تشكيل التحالف العربي ضد اليمن، اوضح ان مثل هكذا تحالف قد تشكل قبلاً ضد سوريا، متسائلااً، هل وصل الى نتيجة؟ ما الذي حدث؟ هل استطاعوا اسقاط الحكومة السورية؟.
ماذا فعل الائتلاف المشكل ضد سوريا؟
واكد العميد جزائري قائلا: انتم تشاهدون اننا اليوم وفي القضية السورية لا نواجه ائتلافاً عربياً فقط، بل اننا نواجه الرجعية العربية، والرجعية الاقليمية التي تلعب ايضاً دورا كبيرا في هذا الخصوص، ولا احد ينسى الدور الفريد الذي تلعبه تركيا، اضافة الى الدور البارز للاميركيين والبريطانيين والفرنسيين والالمان وآخرين لاسقاط الحكومة السورية.
وبيّن، كان من المفترض ان يحدث هذا الامر في غضون اسبوع او اسبوعين او شهر او شهرين، ولكن الان وبعد مرور عدة سنوات مازالت الحكومة والشعب السوري والجنود السوريين صامدين مثل الجبال امام الهجمات التي تشنها العصابات الارهابية ومنها تنظيم "داعش".
واكد قائلا: ان اي تحالف آخر يتشكل ضد المقاومة سيكون مصيره الفشل والانهيار، ولهذا فان اي تحالف يتشكل ضد الشعب اليمني، بدون شك سيفشل وذلك لاسباب، اولها ان التحالف العربي التي شكّل ضد اليمن، كان ناقصاً وفاتراً ما ادى الى انقسامه وانهياره، وبالطبع فان الاميركان يحاولون مجدداً احياء هذا الائتلاف ودعمه، الا ان هذا التحالف غير قادر على الصمود امام انتفاضة ومقاومة شعوب المنطقة.
واوضح العميد جزائري، اننا نأمل ونسعى بان تحاول شعوب المنطقة الضغط على حكوماتها التي دخلت في هذا التحالف، لوقف سفك الدماء وقتل الابرياء في اليمن.
اذا طالب الشعب اليمني تواجداً عسكرياً ايرانياً فسنعمل على توفيره
وحول الاتهامات التي تدعي بارسال قوات ايرانية الى اليمن، قال العميد جزائري: انها لمفارقة تاريخية، في حين ان اميركا تطلق الصواريخ على اليمن بصورة علنية، وفي نفس الوقت تقوم بعض الدول في المنطقة بهجوم واسع النطاق على الشعب اليمني وحتى تستخدم القنابل الكيمياوية، وما شاهده العالم كيف ان السعودية تقوم بقتل المدنيين وخاصة الاطفال، يتم تلفيق مزاعم ان لايران تواجداً عسكرياً في اليمن بدون ذكر اي دليل يثبت ذلك.
واوضح، ان اسلوب جمهورية ايران الاسلامية ليس من هذا النوع بان تفعل شيئاً ومن ثم تنكر ذلك، اذا كان لدينا فعلاً حضوراً عسكرياً في اليمن فلا يوجد سبب يدعو الى نفيه، ولكننا نعرف حقوقنا واصحاب حق وقدرة، ونرى ان الشعب اليمني يتعرض لعدوان ومن الضروري ان نسعى جاهدين لمنعه.
واكد العميد جزائري، اذا شعر الشعب اليمني يوماً انه بحاجة الى ذلك، فان جمهورية ايران الاسلامية ستعمل على توفيره بعد دراسة الموضوع، ولكن في الوقت الحاضر، كما قلت سابقاً، نحن لا نشعر بان هناك ضرورة للتدخل العسكري في اليمن، وآمل في المستقبل بأن لا تكن هناك حاجة لذلك، مشيراً الى ان ايران على اتصال مع المقاومة في المنطقة، وذلك لتقديم المساعدة الاستشارية، ولا نزعج ايا من دول المنطقة، واذا كان اي بلد او منطقة بحاجة الى مساعدة استشارية فاننا لا نبخل في تقديمها، باعتبارها واجباً اسلامياً وانسانياً.
13/5- TOK