وعلى الرغم من ان التنظيم يقوم، على غرار عشرات القنوات التلفزيونية والصحف بنشر أخباره والعديد من التسجيلات الدعائية له والتقارير المصورة، إلا أنه يحرص على إخفاء أمر واحد ألا وهو "قوات النخبة" الخاصة به أو ما يسمى بـ"جيش الخلافة" أو "جيش دابق".
فما هو "جيش دابق"؟ ولماذا يقوم "داعش" بإخفائه عن الإعلام؟
وذكر موقع "الرقة تذبح بصمت" المعارض أنه بعد سيطرة التنظيم الارهابي على مناطق في ريف حلب الشرقي وانسحابه من ريف حلب الشمالي، قرّر القائد العسكري للتنظيم حينها عمر الشيشاني، ومعه شخص يدعى أبو محمد الأميركي (قُتل في وقت سابق)، بالإضافة إلى القيادي البارز في التنظيم أبو أيمن العراقي، إنشاء جيش أطلقوا عليه اسم "جيش الخلافة" أو "جيش دابق".
وأضاف الموقع أن الشيشاني والأميركي والعراقي بدأوا باستقدام المقاتلين الشيشان والأوزبك والأفارقة بشكل كبير، وتدريبهم في مطار الجراح (مطار كشيش في ريف حلب الشرقي)، ومع ازدياد عدد المقاتلين، توسّعت معسكرات التدريب لتشمل مطار الجراح ومدينة مسكنة ومعسكر أسامة بن لادن في ريف الرقة ومدينة منبج والباب وجرابلس وسد تشرين وريف الرقة، وأصبح "جيش دابق" يضمّ أربعة آلاف عنصر تقريباً لم يتم إشراكهم في أي معركة وكانت مهمتهم التدريب فقط ولا شيء غير التدريب.
وأشار الموقع إلى أنه معركة عين العرب (كوباني) أوقفت حلم الشيشاني بالسيطرة على حلب وتجربة "جيش دابق" الذي لم يتمّ اشتراكه في المعركة، بل أفرغ "داعش" مقرّات "جيش دابق" والمعسكرات وانتشر الجنود بين الناس خصوصاً في مدينة منبج، حيث تحوي المدينة العدد الأكبر من هذا الجيش ويقدر بحوالي 1500 عنصر، وريف الرقة الشرقي وسد تشرين والحدود العراقية، لكنّه "جاهز عندما تقتضي الضرورة".
وتتألف قيادة "جيش دابق" العسكرية، وفقاً للموقع، من خمسة أشخاص: ثلاثة أوزبكيين وشيشانيَين موجودون في ريف حلب، ولهم شبكة اتصال خاصة وأجهزة لاسلكي خاصة مفصولة عن الأجهزة التي يستخدمها عناصر التنظيم الآخرين.
ولا يُسمح للسوريين بالانضمام إلى "جيش دابق"، وفقاً للموقع الذي يشير إلى أن المقاتلين من دول القوقاز يُشكّلون نسبة 50 في المئة من "الجيش" الذي يتمّ انتقاء عناصره بشكل دقيق جداً، وبتزكية من القضاء الشرعي.
ويبدو أن تنظيم "داعش" يتنظر الفرصة المناسبة لإشراك "جيش دابق" في المعارك الكبيرة خصوصاً وأن عناصره من ذوي الخبرات القتالية العالية وتلقّوا تدريبات غير مسبوقة.