ووفقاً للقدس العربي فقد طرحت التساؤلات حول ما إذا كانت هذه التهديدات ـ غير المعتادة – مقدمة لتدخل عسكري سعودي مباشر في اليمن لدعم هادي ضد مناوئيه من أنصار الله والرئيس السابق علي عبد الله صالح، والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه ما هو شكل التدخل العسكري الذي من الممكن أن تقدم عليه السعودية ويجنبها الدخول في مستنقع حرب أهلية وقبلية قد تنشب هناك، كما حصل مع الجيش المصري في ستينيات القرن الماضي.
ويلاحظ أن تهديدات الأمير سعود الفيصل أمس بالتدخل المباشر لحماية الشرعية الدستورية للرئيس منصور ترافقت مع زيارة قام بها وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان لمنطقة جازان جنوب المملكة في اليومين الماضيين، حيث تفقد القوات السعودية المرابطة على الحدود مع اليمن برفقة كبار قادة الجيش السعودي.
ولوحظ أنه زار منطقة الخوبة الواقعة مباشرة على الحدود مع اليمن، وتفقد قوات للتدخل السريع ومحطة للاستطلاع اللاسلكي والإسناد الإلكتروني ومنظومة طائرات (اللونا) بدون طيار.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن وزير الدفاع بحث مع قائد المنطقة الجنوبية وقائد قوة جازان وكبار ضباطها سبل تعزيز منظومة العمل العسكري في المنطقة.
وجاء إعلان وزير الخارجية السعودي عن استعداد بلاده "لتلبية أي مطالب يطلبها الرئيس اليمني هادي لصالح الشعب اليمني واستقراره" في أعقاب ما أعلنه القائم بأعمال وزارة الخارجية اليمنية رياض ياسين بأن الرئيس عبدربه هادي طلب من دول مجلس التعاون الخليجي تدخل قوات درع الجزيرة الخليجية في اليمن.
وقال ياسين إن رد دول مجلس التعاون الخليجي كان إيجابياً حول طلب اليمن تدخل قوات درع الجزيرة لوقف تمدد انصار الله والقوات الموالية للرئيس السابق. وأشار في مقابلة مع قناة "الجزيرة" إلى أنه تجري حالياً ترتيبات حول تفاصيل تلبية الطلب الذي قدمه اليمن لدول الخليج (الفارسي)، لتدخل قوات درع الجزيرة، دون أن يوضح تفاصيل الإجراءات، ومتى ستبدأ تلك القوات عملياتها على الأرض، منوهاً إلى أن هذه التفاصيل تخص المختصين والعسكريين. وأكد على أنه لا بد من حلول عاجلة، وواقعية لإنقاذ اليمن، مشيراً إلى أن الحوثيين يواصلون حشد قواتهم، وأن رتلا من الدبابات يتجه نحو الجنوب.
وعلمت "القدس العربي" أن القيادة السعودية تدرس وعلى أعلى مستوى وبالتشاور مع عواصم دول الخليج (الفارسي) الأخرى سبل التدخل لمساعدة هادي للمحافظة على الشرعية الدستورية التي يمثلها، على حد قول وزير الخارجية السعودي.
غير أن مسؤولاً كويتياً لم يوضح ما إذا كانت قوات درع الجزيرة التابعة لدول مجلس التعاون الخليجي ستتدخل في اليمن أم لا، وقال وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله "لا أستطيع أن أحدد إن كانت قوات درع الجزيرة في دول مجلس التعاون الخليجي ستتدخل أو لا تتدخل في الوضع في اليمن، لأن الأوضاع هناك تعالج على مستويات عديدة، ليس فقط من قبل مجلس التعاون الخليجي، بل على مستوى جامعة الدول العربية وعلى مستوى مجلس الأمن الدولي".
وكانت تطورات الوضع في اليمن أحد الموضوعات التي بحثتها الرياض أمس مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، الذي التقى في العاصمة السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز، وأجرى محادثات مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل.