وقال كيبل في محاضرة ضمن مؤتمر نظمته جمعية خريجي جامعة هارفارد الأمريكية بالرباط، "نحن نتحدث عن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كما لو أن أعضاءه جاؤوا من الخيال، والحال أن من أوجدهم هو الدول الخليجية"، وفصل قائلا "دول الخليج (الفارسي) كانت تعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) سيساعدها على مواجهة الشيعة، خصوصا إيران، وهذا كانَ خطأ كبيرا".
المفكر الفرنسي قال إن صورة الإسلام، في ظل تنامي الإرهاب "كئيبة"، وهو ما يستدعي البحث عن أجوبة للتعامل مع الواقع، مشيرا إلى أن تحجج أتباع مقاتلي تنظيم "داعش" بحُجج من القرآن لتبرير ما يقومون به تقابله آراء إسلامية أخرى تقولُ إنّ ذلك ليس من الإسلام في شيء، وهو ما يطرح سؤال منْ له الحقّ في ترجمة النصوص التي جاءَتْ قبل 1400 سنة، يقول المتحدّث.
واعتبرَ كيبل أنّ التنظيمات الإرهابية "إذا حلّلناها من الأساس إلى القمّة، نجدُ أنّها تستهدف أشخاصا ضعفاءَ يُمكن التأثير عليهم بسهولة، في المساجد كمرحلة أولى، تمهيدا لغسْل أدمغتهم، وتأهيلهم للقيام بأعمال إرهابية، في المرحلة الثانية"، وأضافَ أنّ التطوّر التكنولوجي الذي شهده العالم خلال السنوات الأخيرة وسهولة تداول المعلومة عبر وسائط الاتصال الحديثة جعلَ الفكْر المتطرّف ينتقل بسرعة.
وفي خضمّ تنامي الارهاب الداعشي في عدد من الدول العربية، خاصّة في سوريا وليبيا واليمن والعراق، وفي ظلّ التهديدات الأمنية التي باتَ تشكّلها جماعة "داعش" الارهابية لأمن دول المنطقة، توقّع كيبل أنْ تكون ليبيا قِبْلة لكثير من الشباب المتطرّفين، وقال "السؤال المطروح هو كيف يمكن التعامل مع كل التحدّيات التي يعرفها العالم اليوم، وما هي الحلول الممكنة لحلّ كلّ هذه المعضلات".
وجَواباً على سؤال طرحه الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجيّة والتعاون المغربي السابق، يوسف العمراني، حوْل السُّبل الممكنة للقضاء على التنظيمات الإرهابية، رَبط المفكّر الفرنسي بيْن القضاء على الإرهاب، الذي وصفه بـ"المرض الذي يجب اجتثاثه" وبيْن التنميّة، قائلا "ما يُمْكن القيام به في الوقت الراهن هو إيجاد الأموال لتنمية المنطقة بما يُسْهم في تغيير المفاهيم في العقول.