ويستقبل الآباء والأجداد أولادهم في بيوتهم ويقيمون السهرات العائلية التي تستمر في بعض الأحيان حتى فجر اليوم التالي؛ ويعتبر هذا التجمع العائلي طريقة تنسيهم ظلمة الليل الطويل وبرد الشتاء وتمنحهم الأمل.
وتعد ليلة "يلدا" أطول ليلة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية التي اكتشفها الإيرانيون قبل ثلاثة آلاف سنة؛ وتمتد لفترة زمينة تبتدأ من غروب شمس يوم 21 ديسمبر/كانون الأول إلى فجر اليوم التالي.
ويشير أحد المواطنين في حديث لمراسلنا أن هذه المراسم التراثية تربط بين الأجيال المختلفة إذ يقوم الناس في هذه الليلة بزيارة كبار السن والاهتمام بصلة الأرحام. لافتاً إلى أن بعض السنن والتقاليد الإسلامية قد دخلت في هذه المراسم كتلاوة القرآن وقراءة بعض الأدعية ورواية الأحاديث والقصص الدينية.
ويقوم الجد والجدة خلال هذه الليلة بسرد القصص والأساطير المقتبسة من ملحمة الشاهنامة للشاعر الإيراني الكبير الفردوسي. وبذلك ترسم هذه الليلة ذكريات جميلة للأطفال.
وكانت المائدة الإيرانية توضع على طاولة مزودة بالمدافىء وعليها المكسرات والبطيخ الأحمر والرمان؛ وهي من المأكولات الرئيسية التقليدية في هذه الاحتفالات.
ويبين جليل تواضع أحد أعمدة تجارة المكسرات في إيران لمراسلنا أن غالبية المكسرات التي تستخدم في هذه المراسم هي المكسرات غيرالمحمصة مثل اللوز والفستق والجوز الطازج والزبيب والفاكهة الجافة إضافة إلى بعض الحلويات الخاصة بهذه الليلة.
ويحي الإيرانيون هذه الليلة إيذاناً بقدوم الشتاء؛ غير أن السبب في الاستمرار بهذا التقليد الإيراني يعود لقدرته على لم شمل العائلات التي تغتنم هذه الفرصة للتجمع وتوثيق صلة الأرحام. كما تنظر إليه كنوع بالارتباط بالماضي في مناسبة تتعلق بالتراث الشعبي والإسلامي الذي ورثوه من أسلافهم.
12.20 FA