فانطلاقا من ايمانهم بحقهم في تقرير مصيرهم وتاكيدا على الخيار السلمي والديمقراطي لثورتهم، سجل البحرينيون اقبالا كثيفا في اول يوم من الاستفتاء الشعبي على تقرير المصير. اقبال ياتي عقب الدعوات للمشاركة في الاستفتاء لاظهار تمسك الشعب البحريني بمبادئ ثورته والتاكيد على سلميتها.
فلم يقتصر الاستفتاء على الشباب فقط بل ايضا كبار السن وخاصة هؤلاء الذين لم تمنعهم اي اعاقة او ظرف صحي من تسجيل موقفهم في هذا الاستفتاء الذي يعتبر ردا مدويا على انتخابات صورية اراد النظام اعطاءها صبغة ديمقراطية.
وطوقت قوات النظام البحريني كل المناطق التي يجري فيها التصويت كما هاجمت المواطنين لتفريقهم ومنعهم من المشاركة في الاستفتاء. يضاف الى ذلك اعتقالها عددا من القائمين على مراكز التصويت ما جعل من بعض هذه المراكز متنقلة تجنبا لاي اعتداء من قوات النظام عليها.
هذا الانجاز الديمقراطي السلمي للبحرينيين ياتي ردا على الانتخابات التشريعية التي ينوي نظام المنامة اجراؤها اليوم، انتخابات اجمع الشعب البحريني بمختلف اطيافه على كونها صورية ولن تؤدي لاي تغير في المعاناة التي يعاني منها معظم ابناء الشعب.
وشهدت المدن والبلدات البحرينية امس تظاهرات حاشدة رفضا للانتخابات الصورية وتاكيدا على الموقف المتمثل بعدم المشاركة فيها. وخرج البحرينيون في مدينة الدراز بتظاهرة حاشدة جابت شوارع المدينة داعين الى مقاطعة واسعة للانتخابات. ورفع المتظاهرون شارات المقاطعة مؤكدين عدم مشاركتهم في هذه الانتخابات الصورية التي تكرس واقع الاستبداد والاستئثار بالسلطة. وشددوا على مطالب الثورة بايجاد حل حقيقي يحقق مبدأ الشعب مصدر السلطات، وحكومة منتخبة ومجلس كامل الصلاحيات اضافة الى استقلالية القضاء.
هذا فيما قامت قوات النظام بقمع التظاهرة مستخدمة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين فيما نفذت انتشارا واسعا لقطع الطريق امام التظاهرة.
الى ذلك دعت حركة انصار ثورة الرابع عشر من فبراير الشعب البحريني الى مواصلة المشاركة الواسعة في الاستفتاء الشعبي والاستمرار بالتظاهرات الرافضة للانتخابات النيابية.
واعتبرت الحركة المشاركة الواسعة في الاستفتاء انجازا تاريخيا لجماهير الثورة المطالبة بإسقاط النظام، مشيرة الى أنّ الهدف من الاستفتاء هو الحصول على اكبر نسبة للأغلبية الساحقة لأبناء الشعب تمهيدا لرفعها الى الامم المتحدة. ودعت الحركة المجتمع الدولي الى تحمّل مسؤوليته التاريخية وتبني نتائج الاستفتاء وفق المعايير الدولية.