واخذت اقنعة داعش تسقط الواحدة تلو الاخرى وهذه المرة قناع ادعائها الدفاع عن السنة في المنطقة، يسقطها استهداف مسلحيها لعشائر سنية في العراق وسوريا ولبنان بحجج وذرائع متعددة.
فقد فجع اهالي قضاء هيت في محافظة الانبار غربي العراق بنكبة راح ضحيتها اكثر من مئتين من افراد عشيرة «البونمر» الذين قتلوا على يد داعش بذريعة حمل السلاح ضد الجماعة التي تمرر سيفها على رقاب الاخرين بمجرد انهم يعارضون افكارها وممارساتها.
جاء ذلك بعد ايام من قيام داعش بقطع رؤوس أربعة من أفراد عشيرة الشعيطات في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور شرقي سوريا بتهمة التعامل مع النظام السوري.
وكان المئات من أبناء الشعيطات التي لها نفوذ كبير في دير الزور قرب الحدود مع العراق، قد اعدموا وقتلوا على أيدي هذه الجماعة قبل نحو شهرين، بعد ان انتفضت العشيرة على التجاوزات المتكررة لداعش وتحرشها بابناء القبيلة.
ولم تسمح داعش بحفر قبورا لقتلى الشعيطات الذين ناهز عددهم الثمانمئة فيما قامت بصلب قادة مجموعات منهم.
وتجند داعش مقاتلين من مختلف البلدان على اساس الجهاد من أجل نصرة السنة المضطهدين، ومن غير المعروف كيف تبرر الجماعة لهؤلاء مجازرها بحق السنة من عشائر الشعيطات والبونمر وغيرها وذبح بعضهم في لبنان لمجرد انتمائهم للجيش اللبناني، وحتى اكراد شمال العراق ومدينة "عين العرب" وجميعهم من السنة، وسبب معارضة كثير من سكان هذه المناطق المنتمين الى السنة لافكارها المتطرفة وممارساتها وارتباطاتها المشبوهة، التي دفعت ببعض السلفيين للخروج عن صمتهم وادانة الجماعة.
ومن بينهم عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية في مصر الشيخ شريف الهواري الذي قال ان "داعش" خوارج يكفرون بالشبهة وبالظن، مضيفا أن داعش ترتكب أفعالًا تسيء إلى أهل السنة والجماعة، وهم يقتلون أهل الإسلام، مستشهدا ببعض من انشقوا عن "داعش"، وما رووه عن إبادة الاخيرة لقرية سنية كاملة، بعد ان موهوا عليه وعلى سائر المقاتلين بانها قرية شيعية.
هذه المجازر بدأت تكشف حقيقة داعش وانها ليست جماعة تنتصر للسنة مقابل طوائف اخرى من المسلمين او الديانات الاخرى كالمسيحيين والايزديين وامثالهم وانما هي جماعة لها دور وظيفي لاغراق المنطقة في دوامة من العنف العبثي لإلهائها عن كل المخاطر الحقيقية التي تهددها، والأطماع الغربية بنفطها ومائها وأرضها.
وان سجيتها في زرع الموت والدمار والفوضى لن تقف عند مجازر سبايكر في محافظة صلاح الدين او سنجار او عين العرب.
اما مواجهتها فتبدأ من اجماع جميع الطوائف والقوميات والمكونات على مقاومتها فكريا وسياسيا وعسكريا، وهو الذي سيؤدي الى تلاحم المنطقة واحباط مشاريع تجزئتها وتمزيق نسيجها الاجتماعي عبر اداة التطرف والارهاب التي تمثلها داعش ونظيراتها.
وحول اعدام داعش اكثر من مئتين وثلاثين شخصا من عشيرة البونمر السنية العراقي قال حميد الهايس رئيس مجلس انقاذ الانبار في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية، ان الرد على هذه المجزرة سيكون على يد عشائر الانبار جميعا والتي قاتلت قبل عدة اشهر الدواعش...
01:30 - 10/31 - IMH