وتابع: النتيجة كانت تراجيديا إنسانيّة، بالنسبة للفلسطينيين الذين يئنون تحت نير الاحتلال الإسرائيليّ، الذي يُنكّل بهم، وأيضًا بالنسبة للإسرائيليين، الذين تزداد عزلتهم الدوليّة أكثر فأكثر بمرور السنوات.
ولفت إلى أنّ التوقّف في جهود وزير الخارجيّة الأميركيّة، جون كيري، في مساعي السلام، بسبب الفشل الأخير للدبلوماسيّة الأميركيّة، يُشكّلان فرصة نادرة أكثر من أيّ وقتٍ مضى لكي نتخيّل السلام الذين يطمحون إليه جميع الذين يُريدون السلام والخير.
وزاد الأمير الفيصل قائلاً إنّ مبادرة السلام العربيّة، التي صادقت عليها جامعة الدول العربيّة في قمة بيروت في العام 2002، ما زالت تُعتبر معادلة للسلام العادل والشامل للنزاع بين "إسرائيل" والفلسطينيين وبين العالم العربيّ أيضًا، وذلك من منطلق أنّ أيّ حل عسكريّ لا يُمكن أن يمنح دول المنطقة السلام والأمن، اللذين تطمحان إليهما.
ولفت الأمير السعوديّ إلى أنّ مبادرة السلام العربيّة تؤكّد على أنّ جميع الدول العربيّة ستقوم بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" عندما تقوم الأخيرة بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حزيران (يونيو) من العام 1967، علاوة على إيجاد حلّ عادلٍ لحلّ مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، والذي يجب أن يتّم الاتفاق عليه خلال المفاوضات، وفق المبادئ الدوليّة.
أمّا في ما يتعلّق بالأراضي التي احتلتها "إسرائيل" في لبنان، أوضح قائد الاستخبارات السعوديّة السابق، فمن الممكن أن تنتقل هذه الأرضي إلى سلطة الأمم المتحدّة حتى تشكيل حكومة لبنانيّة، التي تكون مؤهلة لاستلام هذه الأراضي، وأيضًا في سوريّة، فإنّ هضبة الجولان المحتلّة، مُمكن أنْ تُنقل إلى رعاية الأمم المتحدّة، حتى يتّم تشكيل حكومة سورية جديدة تستلمها هي.
وأردف قائلاً إنّه مع الإرادة الطيبة، وبدعم من الولايات المتحدّة الأميركيّة وجامعة الدول العربيّة، لا يوجد شيء اسمه مستحيل، وبالتالي فإننّي آمل أن يأخذ الإسرائيليون بعين الاعتبار الخطّة التي حملها في شهر نيسان (أبريل) من السنة الماضية إلى واشنطن وفد جامعة الدول العربيّة، والذي أوضح أنّ مبادرة السلام العربيّة ليست ثابتة، وليست إملاءً، أنّما من الممكن أنْ تُصاغ بشكل يُناسب جميع الأطراف، وتحديدًا خلال المفاوضات التي ستجري بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على حدّ قول الأمير الفيصل.
علاوة على ذلك، أضاف الأمير السعوديّ، سُمعت في بعض الأحيان الأصوات في العالم العربيّ التي أكدّت على أنّ المبادرة فشلت، وبالتالي يجب أن نقوم بإلغائها، ولكننّا نؤكّد على أننّا ما زلنا نُصّر على التمسّك بها، وهي ما زالت مطروحة على الطاولة، وهي جاهزة وحاضرة أكثر من أيّ وقتٍ مضى.
وأضاف قائلاً إنّ قيام المستوطنين بالسيطرة بالقوّة على الأراضي المُعدّة للإسرائيليين فقط، يمنع قيام دولة فلسطينيّة ذات تواصل جغرافيّ وقابلة للحياة وتابع قائلاً إنّ "إسرائيل" تدفع ضريبة كلاميّة فقط، فبدل أن تعمل على إنشاء البيئة المناسبة لحلّ الدولتين لشعبين، تعمل على خلق واقع لدولة واحدة فقط، وعن طريق هذا العمل ستصل إلى الكارثة.