وأوضح الشيخ قاسم في خطبة الجمعة اليوم ان "المفارقة الشنيعة الفاضحة والتناقض السافرتتمثل في سد الباب تماماً أمام مشاركة المعارضة فيما يقال عنه بأنه تجربة برلمانية قادمة من جهة، ومن جهة أخرى فيما تبديه السلطة نفسها على مستوى الإعلام الكاذب والدعاية الفاشلة من رغبة في مشاركة المعارضة في هذه التجربة، وما أكثر المفارقات والتهافتات والتناقض بين أقوال السلطة وممارساتها".
وتساءل قاسم حول دعوة السلطة المنابر الدينية والصحف المحلية والكلّ لتجنّب التعرض لأحداث الساحة الإسلامية والعربية في الخارج بما يثير الفتنة الطائفية ويُشعل نارها، في حين تطاولت صحيفة محلية على المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني.
وأوضح "تعرّض صحيفة محلية يومية معروفة محسوبة على السلطة لا تنطق إلا برأيها بلا شبهة ولا ريب، لسماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد علي السيستاني الذي يرجع إليه الملايين من أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في فتاوى دينهم الذي هو أهم أمر في حياتهم ويعطونه الثقة التامة لموقع هذه المرجعية العظمى بالغة الأهمية".
وشدد على ان "التعرّض له على جلالة علمه وتقواه وعظيم حرصه على مصلحة الأمة ووحدتها بالساقطة من الكلام، والخسيس من الوصف، والسيء من الفعل، وأي فعلٍ أسوأ مما نسبته الصحيفة المعنية لسماحته وحاشاه من الخيانة العظمى للإسلام وبيع الذمة بثمنٍ رخيص مئتي مليون دولار يستكبرها كاتبها على نفسية السيد السيستاني ويراها يمكن أن تهزم إيمانه على أن إيمان الرجل فوق أن يُشترى بالدنيا. *هتاف جموع المصلين: بالروح بالدم نفديك يا فقيه..".
وتابع: "نعم فقهائنا العظام كسماحته أيّده الله يستحقوا الفداء بالروح من إستحقاق الدين لذلك، ولكننا دائماً نقدّم الوحدة ونقدّرها. *هتاف جموع المصلين: وحدة وحدة إسلامية".
وأشار الى ان "ما ذهبت إليه الصحيفة، ما أدعته، ما أتهمت به سماحة السيد السيستاني حفظه الله مناقضة صريحة من الدولة نفسها لما أوصت به، إتهام الصحيفة ذاك، الظالم الشائن الباغي ألا يثير روح الطائفية على أشدّها؟ ألا يعصف بوحدة الأمة؟ أو أن سماحة السيد بلا أتباع ولا أنصار؟ وأن إهانته لا تعني إهانة الملايين من أتباعه، وأن هذا الكلام غير مهين ويناسب المقام الشامخ النزيه لسماحة السيد وجلاله؟ أو أن السلطة لا تستطيع أن تضبط أجهزتها ومستأجريها؟".
وشدد على انه لابد من "ايقاف الفتنة واطفاء النار القائمة والحفاظ على دماء كل المسلمين"، مرجعاً الفتنة إلى "ما تعانيه الأمة في الكثير من شعوبها من ظلم الأنظمة. هذا الظلم للشعوب والتفريق يخلق أرضية خصبة لاستغلالها من قبل الفئات التكفيرية المحاربة".
وأضاف: ان هناك جهلا بالدين من رؤوسٍ تتزعم جماعات ذات قوة وبطش وروح تضحية وفداء عالية ولكن على غير هدىً ونور، قد لقنتها رؤوس دينٍ لا تفقه دين الله حق فقهه، كفر أكثر المسلمين الكفر المستوجب لاستباحة دمهم، والتقرب إلى الله عز وجل بقتلهم، لا فرق في ذلك بين مسالم ومحارب، طفل صغير أو شيخ طاعن في السن، رجل أو امرأة، وأن ذلك من أقرب ما تقرب به عبدٌ متقٍ لله عز وجل ونال به الجنة والرضوان لديه -هذا هو التصوير، هذه هي القناعات الموصلة إلى رؤوس الأنفار-.
وتابع: وهكذا يتذابح المسلمون، وتتعاظم الخسائر البشرية، وتتلف الثروات، وتتساقط آلاف الضحايا وتحصد الأرواح، وتخسر الأمة وحدتها، ويُهدد منها أصل البقاء لفهمٍ أعمىً بالدين، وجهلٍ ببديهيات من بديهات الإسلام، ولكيد حكومات دنيوية ركبت كل مركب سوء، وترتكب كل فظيعة من أجل كرسيّها الظالم والحكم وبسط النفوذ وتوّسع رقعته.
والمسلمون اليوم أمام أكبر خطر تواجهه الأمة، حيث هذه الحروب التي تهدم الإسلام وتنسف وحدة الأمة، وتأتي على أمنها، في حين تُرتكب باسم الإسلام وتُعدّ حروباً مقدسةً لا يخوضها مسلم إلا وأحرز دخول الجنة.