واضاف اية الله قاسم، في خطبته أمس الجمعة إنه إصلاحٌ لا صلة له حقيقية بمطالب الشعب، التي بذل من أجلها كل غالٍ ونفيس، ما ودّع من شهداء، ما لاقى من عذاب، ما ذاق من ضيق السجون، ما فقد من أمن، ما اعتراه من إعلانٍ مشوّه، من آلامٍ لا يمكن أن تحصر في هذا المقام.
وشدد على أن مطلب الإصلاح في البحرين لا يمثل طفرة في سقفه، ولا يستهدف بالتهميش مكوِّناً كبيراً أو صغيراً من أي اتجاهٍ من مكونات الوطن، وكل ما يحاوله أن يؤسس لحياة العدل والمساواة والإخاء والمحبة، ووضعٌ هذا قوامه، لا يعود بضرر على داخلٍ أو خارج، وإنما كل عائده خير.
وبيّن إن حركة شعوب العالم لصالح التغيير والحرية والعدل، وإشراك الشعوب في إدارة شأنها العام، وتقرير مصيرها، ولا شيء يوقف هذه الحركة، وكل أوضاع العالم تتجه إلى التغيير، ومحاولات منعه لا نجاح لها على الإطلاق.
ورأى أن هناك من لا يريد الحل للأزمة التي تمر بها البحرين، مشيراً تحت عنوان "السيف أو العدل، والإفساد أو الإصلاح؟"، إلى أن البحرين التي يجب أن تكون عزيزة على جميع أبنائها وأبناء الأمة، واحدةٌ من البلدان التي تعاني من أزمة سياسية حادّة مؤثرة سلباً على كل الأوضاع، وفي استمرارها خطرٌ محدقٌ عظيم، والبعض يختار أن يستمر الاحتكام للسيف وأن يزداد فتكه ضراوة وأن يحمى استمرار الفساد بكل أشكاله وصوره ومجالاته من فسادٍ سياسيٍ واقتصادي واجتماعي وكل فسادٍ يُنتجه الخلل السياسي والظلم السياسي ما وجد وطال بقاؤه".
وأضاف "تعلن هذا الرأي أقلامٌ وألسنٌ لعلماء دين وسياسيين ومثقفين من مقرّبين للحكم ومتنفذين ونفعيين ومنتهزين ومتسلقين، والسؤال هل هذه الألسن والأقلام التي تصرّ على بقاء الفساد والركون للسيف لحمايته واستمراره وترفض أي عدلٍ وإنصاف وإصلاح وتعلن رأيها الصريح أو المبطن لهذا الأمر، هل هي مندفعة إلى ذلك ابتداءً أو أنها مدفوعة ومأجورة لأن تقول هذا الرأي وترفع رايته؟».
وأردف قائلاً: "التابعُ لسانُ الأصل، ولا منطق للتابع غيرُ منطق الأصل، فالفكرة فكرةٌ نابعةٌ من السلطة ولو بعضها، ويشارك في التعبير عنها من يقوم بذلك بالنيابة، ولعلّ هذه الضجة العالية المعارضة للإصلاح هي نوعٌ من الضغط المشدّد للمعارضة، وتحضيرٌ للاعتذار عن الإصلاح بدرجة مؤثرة وبقصد أن تتفكك المعارضة ويتبعثر وجودها".
وتحدث اية الله قاسم عن قرار مجلس النواب بإسقاط عضوية النائب أسامة مهنا، معتبراً أن "النائب المحترم دفع الثمن لكلمة حقٍ قالها في مجلس النواب، بشأن الإساءة في معاملة السجناء، أسقطت عضويته من المجلس النيابي، وكأن هذا المجلس ليس للانتصار للشعب وإنما هو للانتصار لظلم السلطة".
وتساءل : "أين الإرهاب ومن هو الإرهابي؟ الإرهاب في تشييع شهيد أو قتيل مسلم أو في القتل للمشارك في تشييعه وإمطار المودّعين له إلى مثواه برصاص الموت؟ أين الإرهاب؟ في ذاك الموقف أو في هذا الموقف؟.