كما تم اليوم رفع علم الجمهورية العربية السورية وسط مدينة يبرود.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر امني سوري قوله اليوم الاثنين: ان الجيش سيطلق عملياته في كل المناطق التي تتواجد فيها المجموعات الارهابية المسلحة بحسب الخطة الموضوعة.
واوضح، ان هذه العمليات ستتركز في رنكوس جنوب يبرود، وبلدتي فليطا ورأس المعرة الى الشمال الغربي منها، والتي فرّ اليها المسلحون الذين كانوا متحصنين في يبرود، حيث تعد هذه البلدات آخر المناطق التي يتواجد فيها المسلحون في منطقة القلمون الجبلية الاستراتيجية.
واكد المصدر الامني، ان الهدف النهائي لهذه العمليات هو تأمين المنطقة الحدودية بشكل كامل، واغلاق كل المعابر مع لبنان، والتي يستخدمها المسلحون كطرق امداد مع مق متناطعاطفة معهم في لبنان.
هذا ويواصل الجيش السوري تمشيط مدينة يبرود في ريف دمشق وتفكيك الالغام التي زرعها المسلحون في الاحياء السكنية. وكان الجيش قد تمكن من القضاء على المسلحين المتحصنين في المنطقة بعد سيطرته الكاملة عليها امس الاحد.
وشكل تحرير مدينة يبرود في القلمون بريف دمشق وانهيار المسلحين ضربة معنوية كبيرة للجماعات المسلحة على كامل الجغرافيا السورية، فيما تترقب الدول الراعية لهذه الجماعات الضربة المقبلة للجيش السوري.
وتحرير الجيش السوري ليبرود كبرى مدن القلمون شكل انتصارا استراتيجيا يتجاوز في أهميته تحرير القصير. فيبرود تشكل عسكريا بوابة دمشق وسورها الشمالي وعاصمة القلمون ومحورا يربط أقاليم سوريا بعضها ببعض بتلالها المشرفة على أهم عقد المواصلات في البلاد، إضافة لكونها أهم خط إمداد للجماعات المسلحة في دمشق وحمص وريفيهما حيث نصف سكان سوريا.
وعلى المستوى العسكري شكلت الطريقة التي تلاشت فيها الجماعات المسلحة وتبخرت وهي أهم معاقلهم التي كثيرا ما توعدوا الدولة بما أسموه أم معاركهم معتمدين على آلاف المسلحين المدربين والمجهزين وخطوط الإمداد الكثيرة ووعورة تضاريس المنطقة. والحال أن الجيش السوري بدا وكأنه حرر المدينة في نزهة امتدت ليومين لا أكثر بعد إسقاطها عسكريا بالسيطرة على أهم التلال المحيطة بها.
وقد اعتمد الجيش السوري على عملياته المباغتة النوعية واستهداف مراكز القيادة والسيطرة للمسلحين وتفكيك أوصالهم والحركة الليلية، التي أدخلت الرعب في قلوب هذه الجماعات على امتداد الجغرافيا السورية ،الأمر الذي سرع في فرار الكثير من المسلحين واستسلام بعضهم الآخر دون قتال، فيما تجري جهود حثيثة لتسوية أوضاع آلاف المسلحين لتسليم أسلحتهم.
إقليميا، أجبر المشهد الميداني في يبرود، غرف العمليات التي تقود الحرب على سوريا على دق ناقوس الخطر بعد تبدد مخططاتها وفشل استثماراتها التسليحية لإسقاط دمشق ما حدا في أمراء الحرب الإقليميين إلى إعادة التموضع ولملمة ما يمكن لملمته ترقبا للضربة المقبلة للجيش السوري التي تذهب الآراء مذاهبها حول مكانها وتوقيتها والثمن الذي سيتعين على الجماعات المسلحة والدول الراعية لها دفعه.
هذا وقد حققت الحكومة السورية مكاسب مُطردة على طول الطريق البري وكذلك في المناطق المحيطة بدمشق وحلب خلال الشهور الماضية لتستعيد زمام المبادرة في الصراع الذي دخل عامه الرابع.