فمن دعم الارهاب التكفيري البشع لمحاصرة التحرك الاسلامي في المنطقة والذي ازكمت رائحته حتى اصدقاء السعودية في المنطقة والغرب، الی الاستراتیجیة الجدیدة في عسكرة بعض القوی الاقلیمیة من اجل خلق "توازن قوی" لا تقوی السعودیة التي تنفق عشرات ملیارات الدولارات في السنة ان تصنعه بنفسها مع ایران...
ولأنها دائماً تجيد سياسة الحرب بالوكالة، لشعورها بالضعف ولانها تضع دائما مخرجاً لنفسها عند اشتداد الامور وارتفاع حرارة المواجهة.. كما فعلت في دعم السلطة المتوكلية باليمن وصدام حسين في الحرب مع ايران واليوم في سوريا من خلال المتطرفين التكفيريين...
ومع ان السعودیة جاءت بالمرتبة الرابعة عالمیاً والاولی اقلیمیاً في الانفاق علی التسلح.. لكنها تری نفسها عاجزة عن ردع بضعة مسلحین علی حدودها الجنوبیة مع الیمن، حيث قامت ببناء جدار عازل بین البلدین، وهكذا مع العراق.. فكیف بمواجهة قوة اقلیمیة كالقوة الایرانیة...
ومن هذا المنطلق، والشعور بالدونية والضعف، وهذه الهواجس والمخاوف ورغم التحالف مع جمیع القوی الغربیة (امیركا، فرنسا، بریطانیا و...حتی لوكسبورغ!)، تسعی السعودیة الی ربط المؤسسات العسكریة في بعض البلدان الاسلامیة بها لتحقیق جملة من الاهداف:
1- عسكرة تلك البلدان وخنق الحالة الدیمقراطیة، خاصة بعد موجة الثورات العربیة في 2011.
2- اقامة علاقات خاصة مع رموز ورجال المؤسسات العسكریة وبعض السیاسیین.
3- ایجاد جبهة سیاسیة - عسكریة في مواجهة ایران وتركیا (احیاناً )..
4- محاصرة ایران امنیاً وتهدیدها عسكریاً...
5- اقامة منظومة اقلیمیة تؤمن لها اهدافها السیاسیة والامنیة...
6- رفع مستوی الجهوزیة والكفاءة لدی قواتها من خلال ربطها بقوات ذات كفاءة عالیة في بلدان اخری...
7- سهولة استخدام قوات البلدان الاسلامیة ضمن وحداتها لمواجهة الاضطرابات الداخلیة او الاشتباكات الحدودیة (كما حصل في القتال مع الحوثیین في شمال الیمن ضمن الحرب السادسة عام 2009).
8 ـ الأيحاء للراعي الأميركي بتعدد الخيارات لدى السلطة السعودية حتى وهي تتحرك ضمن الاطار العام للسياسة الأميركية في المنطقة.
ومن هذا المنطلق نری المملكة السعودیة تتحرك علی قوتین اقلیمیتین مهمتین وأخری بعیدة نسبیاً عن مشاكل الشرق الاوسط وتعقيداته، وهاتان القوتان الاقلیمیتان، هما: مصر وباكستان، والثالثة هي اندونیسیا (التي تعتبر اكبر بلد اسلامي من حیث السكان وفیها نفوذ وهابي قوي...).
فهذه البلدان الثلاثة یقارب عدد سكانها 400 ملیون نسمة وهي من اكبر البلدان الاسلامیة من حیث السكان، كما انها علی مستویات جیدة من التطور، یمكن للسعودیة المتخلفة تقنیاً وعلمیاً الاستفادة من طاقاتها من اجل المواجهة مع ایران!! ولیس بالطبع من اجل التطور المدني الداخلي والتنمیة الشاملة...
وعلی هذا الاساس جاء تمویل صفقة السلاح الروسیة لمصر، وعشرات الملیارات من الدولارات التي تنفقها علی تسلیح الجیش الباكستاني (حسب ما أوردته صحیفة الواشنطن بوست مؤخراً)، و وعدها من قبل باكستان، حسب العدید من المصادر الاعلامیة، بقنبلة نوویة لمواجهة القنبلة النوویة الایرانیة المزعومة!!
لكن هل ستكون تلك الاموال حسرة على السعودية...؟
التجربة مع "عراق صدام حسین" خیر دلیل علی نتائج مثل هذه السیاسات.. فهل من مدكر؟!
بقلم :علاء رضائي