وتقول المعلومات المتوافرة، وهي قليلة كون قادة التنظيمات الارهابية يفضلون اخفاء شخصياتهم، ان البغدادي يبلغ من العمر 42 عاما ومولود في بلدة سامراء العراقية وهو منذ العام 2010 يرأس تنظيم القاعدة في العراق وهو تنظيم مسلح يُوصف بالارهاب يتبنى الفكر السلفي الجهادي ويهدف المنظمون إليه الى اعادة مايسموه “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة”، ويتخذ من العراق وسوريا مسرحا لعملياته.
وذكرت وكالة انباء "اسيا" ان البعض يقول ان أبو بكر البغدادي مزارع اعتقل من قبل القوات الاميركية في العراق عام ٢٠٠٥ ثم أصبح متطرفاً في معسكر بوكا العراقي حيث تم احتجازه مع العديد من قادة تنظيم القاعدة فيما يقول البعض الآخر أنه كان رجلاً سلفيا متطرفاً منذ عهد الرئيس المعدوم صدام الذي كانت اجهزته الأمنية تراقب نشاطه وبرز كلاعب رئيسي في تنظيم القاعدة بعد وقت قصير من الاحتلال الأميركي للعراق عام ٢٠٠٣ ، الا ان معلومات استخباراتية تفيد بان إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري المولود عام 1971 في مدينة سامراء العراقية هو خريج الجامعة الإسلامية في بغداد، درس فيها البكالوريوس، الماجستير والدكتوراه، وعمل أستاذاً ومعلماً وداعية، ضليع بالثقافة الإسلامية، العلم والفقه الشرعي، ولديه إطلاع واسع على العلوم التاريخية والأنساب الشريفة، ولد بإسم إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري لعائلة تتبع العقيدة السلفية التكفيرية، ووالده الشيخ عواد من وجهاء عشيرة البوبدري العراقية، وأعمامه دعاة اسلاميون في العراق.
وتقول المعلومات ان البغدادي بدأ نشاطاته منطلقا من الجانب الدعوي والتربوي الا أنه ما لبث أن انتقل الى الجانب الجهادي، حيث ظهر كقطب من اقطاب السلفية الجهادية وأبرز منظريها في محافظتي ديالى وسامراء العراقيتين، أولى نشاطاته بدأت من جامع أحمد بن حنبل، مؤسساً خلايا جهادية صغيرة في المنطقة، قامت بعدد من العمليات الإرهابية وشاركت في حروب الشوارع التي شهدها العراق في السنوات الماضية، انشأ بعدها اول تنظيم اسماه “جيش اهل السنة والجماعة” بالتعاون مع بعض الشخصيات الأصولية التي تشاركه الفكر والنهج و الهدف، ونشّط عملياته في بغداد، سامراء وديالى، ثم ما لبث ان انضم مع تنظيمه الى مجلس شورى المجاهدين حيث عمل على تشكيل وتنظيم الهيئات الشرعية في المجلس وشغل منصب عضو في مجلس الشورى حتى إعلان دولة العراق الإسلامية.
وتقول إحدى وثائق وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون إن “أبو دعاء” كان يعمد إلى الترهيب والتعذيب وقتل المدنيين في مدينة القائم على الحدود الغربية للعراق مع سوريا وكان يخطف أفراد أو عائلات بأكملها يتهمهم ويحكم عليها بالاعدام ثم ينفذ الحكم علناً.
وأبوبكر البغدادي هو المسؤول عن جميع النشاطات العسكرية لتنظيم القاعدة في العراق ووجه وأدار مجموعة كبيرة من العمليات الإرهابية وبعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هدد البغدادي بالانتقام العنيف بسبب وفاته.
اما كيف وصل البغدادي الى رئاسة التنظيم فتفيد المعلومات انه في الشهر الرابع من العام 2010، و تحديداً 19 نيسان، قامت القوات الأمريكية بتنفيذ عملية عسكرية في منطقة الثرثار استهدفت منزلا كان فيه ابي عمر البغدادي الذي كان زعيم التنظيم حينها وابي حمزة المهاجر وبعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين واستدعاء الطائرات تم قصف المنزل ليقتلا معاً، وبعد اسبوع واحد اعترف التنظيم في بيان له على الانترنت بمقتل ابي عمر البغدادي ليختار بعد عشرة ايام ابو بكر البغدادي خليفة له اذ يقال ان ابي عمر أوصى قبل مقتله بأن يكون أبي بكر البغدادي خليفته في زعامة الدولة الإسلامية في العراق، و هذا ما حدث في السادس عشر من أيار 2010، حيث نصّب ابو بكر البغدادي اميراً للدولة الإسلامية في العراق.
ومنذ تولي أبي بكر البغدادي زعامة هذا التنظيم قام التنظيم بتنفيذ عدد كبير من العمليات والهجمات الإرهابية التي حصدت ارواح الآلاف من العراقيين، اشهرها كانت عملية مسجد أم القرى في بغداد التي أسفرت عن مقتل النائب العراقي خالد الفهداوي، وهجمات انتقامية لمقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن، حيث شن عدة عمليات ارهابية في العراق ادت الى استشهاد المئات من رجال الجيش والشرطة العراقية والمواطنين، وتبنى عبر الموقع الإلكتروني التابع لتنظيم القاعدة في العراق اكثر من 100 هجوم انتحاري انتقاما لمقتل بن لادن، تلاها عدًة عمليات في العراق كعملية البنك المركزي، ووزارة العدل، واقتحام سجني أبو غريب والحوت.
من كلمة “شام” أوجد الحرف الأخير من كلمة “داعش” ففي حين كان التنظيم يدعى الدولة الإسلامية في العراق، إستغل البغدادي الأزمة التي اندلعت في سورية والفوضى التي حصلت هناك ليعلن دخوله على خط المواجهات في سوريا حيث وجد وتنظيمه مساحة خصبة على الأراضي السورية مستغلا الفوضى لتحقيق المكاسب و توسيع النفوذ، ومن الحدود السورية الواسعة مع العراق، دخل تنظيم “الدولة” الى الأراضي السورية، الى شرق سوريا بالتحديد تحت شعار”نصرة أهل السنة في سوريا” معلنين الحرب على النظام السوري.
بدأ تواجد القاعدة في سوريا مع ظهور تنظيم “جبهة النصرة” بقيادة أبو محمد الجولاني، أواخر سنة 2011، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز قوى المقاتلة في سوريا، ومع إعلان النصرة مبايعتها لتنظيم القاعدة في أفغانستان بقيادة الظواهري، بدأت التقارير الإستخباراتية والإعلامية والصحفية تتحدث عن علاقة النصرة بالدولة الإسلامية في العراق، وبدأ إعتبارها إمتداد سوري لذاك التنظيم المنتشر في العراق.
وفي التاسع من نيسان عام 2013 وبرسالة صوتية بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلام، أعلن أبو بكر البغدادي دمج فرع التنظيم "جبهة النصرة" مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وهنا بدأت قصة داعش.