وعندما وقعت عقدي مع وكالة المخابرات المركزية (نص محذوف) كان علي أن أتحمل الحياة في واشنطن. ولكن لاحقا وجدت شقة في جورج تاون. حيث يمكنك الخروج بضع مرات في الأسبوع دون الحاجة لقضاء بقية أيام الأسبوع تأكل لحم الخنزير والفاصوليا. ولكن كل هذه الأمور تغيرت بحلول العام 1994. فالإيجارات في جورج تاون ارتفعت إلى سقف خيالي. وجميع الأماكن التي كنت قد تعلقت بها اختفت وحلت محلها المقاهي الفرنسية العصرية، ومحلات السيجار. فإذا كان لديك عائلة وأردت أن تعيش حياة الطبقة الوسطى، عليك البحث عن ذلك في ولاية فرجينيا، أي على بعد ساعة سفر.
كنت على وشك التخلي عن ذلك المشروع والتوجه إلى مكان ما خارج بيلتواي عندما وجدت منزلا في باليسيدز، وهو حي قريب من جورجتاون. وكان المنزل يؤجر من شهر إلى شهر، ولكن هذا لا يهم. كان حجمه مثالي: ثلاث غرف نوم وحمامان، وعشب، وذلك أكثر من كاف بالنسبة لي ولعائلتي. وكان يبعد خمس دقائق بالسيارة عن مقر لانغلي بولاية فرجينيا. في الواقع، كان قريبا بما فيه الكفاية بالنسبة لي لركوب دراجتي إلى العمل: مباشرة عبر الطريق 123 على جسر فوق نهر بوتوماك، وصولا إلى بوابات وكالة الاستخبارات المركزية الأمامية. مما وفر علي شراء سيارة ثانية.
في احدى الليالي كنت في طريقي إلى المنزل ولاحظت وجود قافلة خارج الطريق 123 من بوتوماك، بقيادة "تشيفي سوبربان 2500" بأضواء ساطعة. في البداية ظننت أن الرئيس كان المسؤول الوحيد في واشنطن الذي يحصل على هذا النوع من الحماية، ولكن قبل أن تصل القافلة إلي، توجهت إلى البوابات الحديدية الضخمة، وفي ثوان اختفت السيارات التي تصطف على جانبي الدرب. عندها فقط لاحظت أنني كنت أسير بجنب الأمير بندر، السفير السعودي في الولايات المتحدة، ورغم ضبابية نوافذ الليموزين أدركت أن بندر عاد إلى الوطن .
في اليوم التالي سألت عن وضع بندر فقيل لي انه وحده من بين جميع السفراء يحصل على حماية وزارة الخارجية الرسمية. "فساكن الضواحي" يجب أن يكون منتميا إلى الدولة. وحتى ذلك الوقت، بدا لي وكأن الحادث يغلف شيئا مهما حول بندر، وواشنطن، ووكالة المخابرات المركزية، والعلاقة الغريبة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.
وفي أحد الايام كنت على دراجتي، عندما مر رئيس وكالة المخابرات المركزية المسؤول عن حماية أمن أميركا القومي، والسفير السعودي في زيارة لعقار يطل على نهر بوتوماك – ويعتبر أفضل قطعة في ممتلكات واشنطن. ويشكل حجمه اكبر بعشر مرات من المنزل الذي اسكن فيه.
بندر يمكنه أن يتجول في البيت الأبيض ويدردش في أي وقت يريد. لقد احتجت لأسابيع للحصول على موعد مع موظف من ذوي الرتب الدنيا في مجلس الأمن القومي، وسأكون محظوظا اذا استطعت محادثته لبضع دقائق. كان بندر على اللائحة A في قائمة نزلاء و اشنطن، يمكنه تمرير اي رسالة حساسة إلى أي شخص في الحكومة أو للصحافة كلما احب ذلك – في ليلة افتتاح مركز كينيدي، وخلال حفل العشاء في بيت كاثرين غراهام، قالت صحيفة واشنطن بوست، ان بندر كان "لاعب" واشنطن، وليس وكالة المخابرات المركزية.
منزل بندر المترامي الأطراف، وأسلوب حياته اللامحدود، كانا تذكرة يسير فيها داخل واشنطن. وبغض النظر عن حماقة ما يعرف بالديمقراطية والعالم الحر، فواشنطن هي شركة، وبندر يتربع على مقعد مجلس الادارة. وإذا أردت الانتقال إلى المدار الخارجي تحل عليك اللعنة فالافضل اللعب ضمن قواعدها.
كل ترتيب قد يجمع الولايات المتحدة والسعودية يحتاج الى شخص يكون له قدم في كل معسكر: للتواصل بشكل جيد على طرفي الخط، ويكون قادرا على التحرك بشكل مريح في الثقافتين، والتوسع بما يكفي لجعل الناس يسعون إلى شراكته، منتبها إلى كل التفاصيل التي تحصل ونتائجها في نهاية اليوم. محور واشنطن-الرياض هو شخص يدعى بندر بن سلطان بن عبد العزيز. الأمير بندر يصنف في الصفوف المنخفضة على الرسم البياني للعائلة المالكة، على الرغم من أن والده هو وزير الدفاع السعودي، لان والدته كانت مجرد خادمة في المنزل- لكن واشنطن تهتم دائما بالمال وليس بالاصول.
في وقت مضى من العام 1983 تم تعيين بندر سفيرا للسعودية لدى الولايات المتحدة، اي في سن الرابعة والثلاثين، بندر كان يفوز بالأصدقاء ويؤثر على الناس، وكان طيارا متهورا ومقاتلا في سنوات شبابه، وهو مسلم بطعم اسكتلندي وسيجار كوبي، ومبعوث بمحفظة مفتوحة دائما، وقد أثبت نفسه كلاعب ممتاز، وعمل على حد سواء على الجانبين العام والخاص للدبلوماسية.
أولى ضربات بندر .. طائرات الأواكس
وكملحق عسكري سعودي للولايات المتحدة، سجل في العام 1981 انقلابا مذهلا حيث اقنع الكونغرس بالموافقة على بيع طائرات "أواكس" طائرات الإنذار المبكر إلى المملكة العربية السعودية، على الرغم من الاعتراضات شبه الهستيريا من ايباك، اللوبي الاقوى الاسرائيلي في واشنطن.
وفي وقت لاحق، عندما كان بندر سفيرا، دفع ديون المملكة من خلال وضع 10 ملايين دولار سرا في بنك الفاتيكان -كما ورد في العام 2002 من قبل صحيفة واشنطن بوست-. المال الذي أودع جاء بناء على طلب من وكالة المخابرات المركزية بمديرها وليام كيسي لاستخدامها من قبل المسيحيين الديمقراطيين في إيطاليا في حملة ضد الشيوعيين الإيطاليين. في يونيو 1984 قدم بندر اول 30 مليون دولار من العائلة المالكة لكي يتمكن أوليفر نورث من شراء الأسلحة لثوار "الكونترا" في نيكاراغوا.
على الصعيد الشخصي سطع نجمه. وعندما توجه جورج دبليو وباربرا بوش إلى المملكة العربية السعودية في أواخر نوفمبر تشرين الثاني العام 1990 لزيارة القوات التي تحتشد هناك لإستعادة الكويت مرة أخرى من العراق، دعت زوجة بندر، الأميرة هيفاء، ابنة بوش المطلقة حديثا، دوروثي، وأطفالها للاحتفال بعيد الشكر في ولاية فرجينيا في مزرعة بندر. عندما التقى الرئيس بندر في الرياض لعدة أيام بعد عيد الشكر، استقبل بوش الأمير والدموع في عينيه، قائلا: "أنتم أهل الخير" (الدموع هي الطريق لحساب بندر).
زيارة منزل بوش في "كينبنكبورت بولاية مين" خلال فترة الصيف جعلت العائلة تطلق عليه لقب "بندر بوش" وقد دعا بندر بوش للصيد في انكلترا، كما ساهم بندر بـ 1000000 دولار لبناء مكتبة بوش الرئاسية في كولج ستيشن، تكساس. وبناء على اقتراح بندر، أرسل الملك فهد 1000000 دولار لباربرا بوش في حملتها ضد الأمية، كما تبرع هو بمليون دولار لنانسي ريغان لحملتها ضد المخدرات .
ليس الأمير بندر السعودي الوحيد الذي لديه مصلحة في مكاتب الرئاسة وما شابه ذلك. مرة أخرى في أكتوبر 1983 عدنان خاشقجي - تاجر الأسلحة ووسيط إيران كونترا- قدم فاتورة بـ 50ألف دولار لمستودع جيمي كارتر الرئاسي في أتلانتا. وفي أواخر العام 2002، وضع الأمير الوليد نصف مليون دولار للمساعدة في إطلاق صندوق جورج هربرت ووكر بوش للمنح الدراسية في أكاديمية فيليبس، أندوفر - ألما ماتر إلى جورج دبليو بوش كذلك. وقبل ذلك بعام، كان رودي جولياني قد رفض 10 ملايين دولار هدية من الوليد بن طلال.
بندر وكلينتون
خلال ولاية بيل كلينتون كان بندر يقضي أسابيع في قصره الجبلي في "أسبن" (خمسون ألف قدم مربع، واثنين وثلاثين غرفة، ست عشرة حمامات، قيم بـ55 مليون دولار). وفي الحقيقة فأن الرجلين مختلفان في نمط حياتهما: بندر يبدو فخورا بماضيه العسكري، في كل مرة يبرز فيها مع كلينتون على ساحة الاستعراض.
وكان كلينتون لديه باب خلفي إلى الرياض وهو صداقته مع الأمير تركي، الرئيس السابق لجهاز المخابرات السعودي، ويعود تاريخ تلك الصداقة إلى الأيام الجامعية في جامعة جورج تاون. ولكن مساعدين في البيت الابيض عملوا جاهدين للحفاظ على الرئيس بعيدا عن بندر. فآخر ما كان بيل كلينتون يحتاج إليه هو إمضاء وقته مع امير عربي فاحش الثراء.
وذكرت مجلة نيوزويك أن بندر لعب دورا بارزا في إقناع الليبيين بتسليم اثنين من مواطنيهم الذين يشتبه بتورطهم بأحداث العام 1988 في تفجير طائرة بان آم الرحلة 103 فوق لوكربي باسكتلندا. وقالت المجلة أيضا إن بندر ساعد بتحطيم المقاومة السعودية للتحقيق في تفجير أبراج الخبر من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي في العام 1996، لأن التحقيق بقي لأكثر من نصف عقد من الزمان بعد وفاة تسعة عشر جنديا هناك.
على الجانب الشخصي، استخدم بندر نفوذه لإقناع الملك فهد بالتبرع بـ 23 مليون دولار لمركز جامعة أركنساس، في لفتة "لحاكم ولاية اركنسو الذي كان قد تم انتخابه رئيسا. كلينتون ضغط بقوة للحصول على المال خلال لقائه مع السفير السعودي في 1991، وفي نوفمبر 1992 خلال محادثة هاتفية مع الملك فهد بعد أسبوع من انتخابه رئيسا للبلاد.
الأموال جاءت بطريقتين: 3 ملايين دولار في البداية والباقي بعد أسبوعين: التوقيت هو كل شيء.
وكما يفعل في نهاية كل إدارة، يدعو بندر كل أعضاء مجلس وزراء كلينتون إلى العشاء في مطعم من اختياره، في غرفة خاصة أو عامة، اعتمادا على من هم على استعداد ليراهم الغير أو لا .
بندر بوش
مع إدارة بوش الثانية، استعاد بندر البيت الأبيض بشكل مذهل، كما هو الحال عندما أحرقه البريطانيون في العام 1814، وحول نفسه إلى زائر دائم لرئيس الدولة. خدمته الطويلة في واشنطن جعلته عميد السلك الدبلوماسي، لكن كل الأطراف تحب أن تتحدث عنه. في ديسمبر 1997 انضم جيمي وروزالين كارتر وبوش الأب إلى بندر في قصره في نهر بوتوماك للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لزواج الأمير إلى الأميرة هيفا. وبعد سنتين، عندما زار نيلسون مانديلا واشنطن، كرم بندر في حفلة في قصر ماكلين استمرت حتى الصباح ولحقها عشاء غنت فيه المطربة روبرتا فلاك.
وفي أبريل 2001 دعا ياسر عرفات ولي العهد السعودي الأمير عبد الله لرفع شكوى ضد الاحتلال بعد أن أطلق جنوده النار على قافلة تنقل مسؤولين في السلطة الفلسطينية. وبدوره عبد الله دعا بندر، الذي كان على علاقة مع ديك تشيني، وكولن باول، للقيام بذلك وقد تعرف باول على بندر في أواخر 1970 من خلال ديفيد جونز رئيس هيئة الأركان المشتركة ورفيق بندر بكرة المضرب وخلال المكالمة التي استمرت ساعة تقريبا بين عرفات والأمير عبد الله، كان باول يقرا قانون مكافحة الشغب لارييل شارون في تل أبيب.
وفي منتصف العام 2002، تسربت كلمة للصحافيين بأن سياسة الدفاع شبه الرسمية للمجلس، الذي يرأسه المحارب ريتشارد بيرل، تقول إن المملكة العربية السعودية ليست صديقتنا عندما يصل الموضوع إلى "الإرهاب". وعلى وجه الدقة، وصف التقرير المملكة العربية السعودية "بالمدمر الذاتي للعالم العربي وناقل الأزمات العربية". "السعوديون ينشطون على كل مستويات الإرهاب، وهم مخططون وممولون، ومشجعون للإيديولوجية".
مرة أخرى باول كان على الهاتف لساعات، ولكن هذه المرة ليؤكد لبندر ومديريه أن مثل هذه الردود ليست الموقف الرسمي لإدارة بوش. ولتعزيز الرسالة، دعا بوش بندر إلى مزرعة العائلة في كروفورد، تكساس، وهذه الدعوات عادة ما تكون مخصصة لرؤساء الدول.
سياسة الدفاع الأمنية يشتبه أن تكون العمل الرئيسي لهنري كيسنجر الذي صنعته السعودية، والذي تراس لاحقا ولفترة وجيزة لجنة الشريط الأزرق المكلفة التحقيق في الهفوات الاستخبارية التي سمحت بحدوث 11/9، وكان عليه أن يستقيل قبل تناول مهامه، لأنه كان هناك سعوديون على قائمة الموكل التحقيق معهم.
وقال بندر مرة لمراسل أميركي عبارة "لا تسأل، لا تخبر" قد يكون قد أخذها من آية من القرآن الكريم، وربما ينبغي نحتها على الباب الأمامي لوزارة الخارجية.
وعندما قيل أن زوجة بندر، الأميرة هيفاء، ساعدت -عن غير قصد- اثنين من الخاطفين للمكوث في سان دييغو، زار باول وكالة الأمن القومي يوم 28 نوفمبر 2002، للدفاع عن الأمير والأميرة.
وقال باول في مقابلة مع ميشيل كيلمان "لقد عرفت الأمير بندر والاميرة هيفاء لسنوات عديدة"، وأعتقد أنه من غير المرجح أنهما قد يفعلان أي شيء من شأنه أن يدعم أي منظمة إرهابية أو فردية، ولكن دعونا نرى ما هي الحقيقة". هل انكسرت الصفوف البندرية؟ هل كانت ادارة بوش ترسل رسالة مشفرة؟ ربما، ولكن باول كان يحاول أيضا وضع الغطاء على ما يحصل. في أوائل مارس 2001 استضافت الأميرة هيفاء على الغداء في ماكلين ثمانين سيدة من ابرز نساء واشنطن بما في ذلك زوجات دونالد رامسفيلد، زوجة رئيس الموظفين أندرو كارد، وزير الخزانة بول أونيل، وقضاة المحكمة العليا كلارنس توماس وأنطوني كينيدي. وضيوف الشرف: ألما باول، زوجة كولن.
زوجة بندر الأميرة هيفاء وتبرعات تصل للقاعدة
الامر كان عاديا في واشنطن، ولكن بالنسبة لي أعظم مفاجأة في القضية برمتها لم تكن التبرعات التي قدمتها الأميرة هيفاء والأموال التي وجدت طريقها إلى الإرهابيين، فالمساهمات الخيرية للمحتاجين هي التزام بالمسلمين، ومنصوص بالقرآن على ذلك، والأميرة هيفاء وزوجها تبرعا بالكثير الكثير من المال لهذا الهدف. ولكن كيف يمكن لأي شخص ان يعلم أن تلك الأموال قد تنتهي بيد الجهاديين؟ لنكن جديين: متى كانت آخر مرة طلبنا من المملكة العربية السعودية ان تحسب أي شيء؟ انها مجرد علامة أخرى على أن المملكة العربية السعودية تشعر بالقلق، فواشنطن توقفت عن رؤية الصورة الكبيرة، منذ فترة طويلة.
مهما كنت تفكر في الجمعيات الخيرية السعودية- سبق أن قلت لك أن ما تعتقده قد يكون مبالغا فيه- لقد كانوا يمارسون حقهم رغم أنوفنا لسنوات. مثل هجمات 11/9: لم يرهم أحد قادمين لأن أحدا لا يريد أن ينظر. في مارس 2002، اي بعد عام ونص على مساهمات الأميرة هيفاء داهم عناصر وزارة الخزانة -مقر ولاية فرجينيا الشمالية- أربع جمعيات خيرية مقرها السعودية: مؤسسة SAAR، والصفا الاستئماني، والمعهد الدولي للفكر الإسلامي IIIT، ومنظمة الإغاثة الإسلامية الدولية (هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ).
وشملت المداهمة المقر المحلي لرابطة العالم الإسلامي، وهي مجموعة ممولة من قبل الحكومة السعودية، و أرسلت المال والسلاح إلى بن لادن. وساعد بندر المؤسسات الخيرية الخمس لاسباب إنسانية ولفترة طويلة، ويمكن لمسؤولي وزارة الخزانة وغيرهم من الخبراء أيضا التحذير من خطر الجمعيات .
في شهادته أمام الكونغرس يوم 1 أغسطس 2002، ذكر ماثيو ليفيت، وهو زميل بارز بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن طارق حمدي، وهو موظف في IIIT قدم شخصيا لاسامة بن لادن بطاريات لهاتفه الستالايت، وساعدت SAAR و IIIT حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، موطن بعض الانتحاريين الابرع في الشرق الأوسط. من العام 1986 إلى العام 1994،
محمد جمال خليفة، صهر أسامة بن لادن، ادار هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية مكتب الفلبين، حيث قام بتوجيه الأموال لتنظيم القاعدة. ومن خلال العمل الممتاز للشرطة الهندية تم منع موظف من هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، السيد أبو ناصر، من تفجير القنصليات الأميركية في كلكتا.
وفي مقابلة مع "PBS " حول المشاكل التي تواجه السعودية مع تدفق المال الى جميع أنحاء العالم، قال الأمير بندر أن "المال يسمح للسعودية جزيرة العرب، بالذهاب إلى أوروبا، ونحن يمكننا متابعته للذهاب إلى الولايات المتحدة، وأميركا، إلى أن نفقد الاتصال به في الاخير. وبالنسبة للمساهمات التي قدمتها الأميرة هيفاء لاثنين من منفذي هجمات 11 ايلول (سبتمبر) فهي وصلت إلى 130ألف دولار .
وقد تبرع سعودي مجهول الهوية بـ 550 ألف دولار لمسجد سان دييغو الذي كان بمثابة قاعدة للخاطفين، وكمية المال تجاوزت ما يقرب من نصف مليون دولار وتشير تقديرات مكتب التحقيقات الفدرالي الى ان التكلفة الإجمالية لهجمات 9/11 تجاوزت الـ 500000$ وبعبارة أخرى، بندر - أو اي سعودي آخر - "يخسر" المال لدفعه لتسعة عشر جهاديا قاموا بمذبحة راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف شخص. ولن ندري أبدا ما إذا كان المال ذهب حيث كان من المفترض أن يذهب الى ان يقرر السعوديين مساعدتنا في التحقيق.
في أكتوبر 2002 توجه وفد من الولايات المتحدة على راسه آلان لارسون وكيل وزارة الدولة للشؤون الاقتصادية، إلى الرياض، ظاهريا للضغط على السعوديين لزيادة المراقبة على الجمعيات الخيرية والشبكات المالية لمواطنيهم. ولكن كما ذكر "جيف جيرث" و"جوديث ميلر" في صحيفة نيويورك تايمز، فإن القصة لا تنتهي عند هذا الحد: "توضيحا للمأزق المستمر الذي يواجه واشنطن وأميركا والنفط السعودي قال مسؤولون تنفيذيون ان السيد لارسون لديه بند آخر على جدول أعماله. انه يريد أن يضمن، ان السعودية ستضخ الملايين من براميل النفط الاضافية الى السوق العالمية، لانه سيكون هناك عجز ناجم عن هجوم قادته الولايات المتحدة على العراق "لاتسأل، لا تخبر، لا تعرف" وقبل كل شيء، لا تكلم الشر ... وحافظ على النفط المتدفق. وللسعوديين الحق طول الوقت.
الرياض تحمل حفنة من أموال النفط، وواشنطن يسيل لعابها. أكثر وأكثر من ذلك، نرى نتيجة مزدوجة لتكييف بافلوف: فهناك عدم رغبة من جانب الوكالات الحكومية الأميركية في التحديق في الواقع، إلى جانب الاستيلاء على المال من قبل أولئك الذين لا يرون أن قدمي بيت سعود تبدو متذبذبة.
ولكن التركيز فقط على المال، أو حتى على المال والنفط، هو ما يعقد القصة. زواج واشنطن وآل سعود هو أكثر بكثير من محكم. انها رياح اخذت طريقها من خلال الجغرافيا السياسية، والحرب العالمية الثانية، وقصر النظر أحيانا، ومن خلال النضال من أجل احتواء الشيوعية.
فرانكلين روزفلت لعب دورا بارزا، كما رئيس القبيلة محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب ورجل الدين ابن تيمية. وأخيرا، كل البذور الخبيثة زرعها ابن تيمية: "الإخوان المسلمين" .
لمعرفة المزيد عن هذا، أنا بحاجة إلى درس التاريخ وإلى تلقي دروس عن الجانب المظلم للاهوت الإسلامي. علي السفر إلى الأماكن التي لا يقصدها معظم الغربيين عن طيب خاطر .