وهذه الزيارة اثبتت ان دولة الامارات كما الحال بالنسبة للدول الاخرى في الخليج الفارسي راغبة في فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع ايران وترك الخصام والخلاف والتأكيد على الشراكة الحقيقية في منطقة تحتاج الى التعاون بدل التناحر.
وحري بدول الخليج الفارسي الاخرى ان تحذو حذو الامارات في إبداء الرغبة في التعاون مع ايران لاقرار الامن والاستقرار في الخليج الفارسي وسحب الذرائع من القوى الاجنبية للتدخل في شؤون المنطقة.
ان دولة الامارات أدركت منذ فترة طويلة بان اقامة علاقات مع ايران ستعود عليها بالنفع الكثير، وها هي إمارة دبي تجني مليارات الدولارات من التجارة مع ايران، وتواصل ايران التجارة مع دبي منذ الحرب العراقية المفروضة على ايران وقبلها وحتى وقتنا الحاضر دون الاكتراث لبعض المواقف السلبية التي يتخذها بعض المسؤولين الاماراتيين تجاه التجارالايرانيين والمواطنين الايرانيين الذين يزورون دبي والامارات.
وقد اعلنت ايران على لسان وزير خارجيتها في اللقاء مع وزير الخارجية الاماراتي ان طهران تولي اهمية فائقة لعلاقاتها الثنائية مع دول الجوار خاصة دولة الامارات "الصديقة والشقيقة" مضيفا ان "السلام والتطور والازدهار في المنطقة ملك الجميع ولما ازدادت فرص التقدم والتطور والتنمية ازدادت الرفاهية والسلام والامن والهدوء في المنطقة".
كما اكد الرئيس الايراني في لقائه وزير الخارجية الاماراتي ان حكومته وضعت على جدول اعمالها توسيع وتعزيز العلاقات مع دول المنطقة وخاصة الامارات مشددا على ضرورة الاتحاد والتعاون بين دول المنطقة للوصول الى الاستقرار والامن في المنطقة.
اذا ، الجانب الايراني مستعد لتعزيز العلاقات مع جميع دول الخليج الفارسي سياسيا واقتصاديا ، ولكن يجب على الدول العربية في المنطقة ان تستجيب للرغبة الايرانية وان تعمل بجد على تنفيذ الرغبات وتحويلها الى اعمال، لان ذلك سيعزز التفاهم والتآزر بين دول المنطقة، وسيحبط مخططات "اسرائيل" التي لا تريد الاستقرار للمنطقة وتعمل على تشديد التوتر بافتعال الازمات تحت ذرائع مختلفة.
من المؤكد ان الاتفاق النووي الذي وقع بين ايران ومجموعة دول 5+1 هو في صالح ايران ودول المنطقة، ومن العجيب والمدهش أن تقف بعض دول الخليج الفارسي موقف العداء من هذا الاتفاق، تحت ذريعة، تعزيز نفوذ ايران في المنطقة والقيام بدور اكثر فعالية في حل الازمات التي تواجه دولها. والأعجب من كل ذلك ان نسمع ولانريد ان نصدق بان هناك محاولات جادة لاقامة اتصالات بين "اسرائيل" وإحدى دول المنطقة لمواجهة ايران والايحاء لشعوب المنطقة بان عدوها ايران وليس "اسرائيل" .
نأمل ان يتخذ قادة دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي في قمتهم القادمة في الشهر المقبل قرارا جماعيا بالتفاهم مع ايران وتأييد الاتفاق النووي، والسير على خطى دولة الامارات، لان ايران تريد الخير لجيرانها وتريد اقامة علاقات ممتازة معها، وما زيارة وزير الخارجية الايراني المقبلة لبعض دول الخليج الفارسي الا اثباتا لحسن نيتها تجاه جيرانها العرب.
*شاكر كسرائي