هناك فرق بين مسلم ومسلم ، هناك مسلم يعمل بالفرائض والسنن والاركان كلها وهناك مسلم (بالاسم مسلم كما يقال بالعامية ) ..وعليه فالإمام الحسين عليه السلام حين خرج على يزيد بن معاوية الفاسد العقيدة وشارب الخمر والرامي للقرآن ومحرفه عن مواضعه ومبذر أموال المسلمين على ملذاته لم يخرج أشراً ولا بطراً ، إنما خرج للإصلاح في امة جده المصطفى (ص) وهو القائل حين خرج بثورته الى كربلاء (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين)..».
أولياء الجبت والطاغوت كيزيد وحاشيته كانوا يريدون اسلاماً دون معنى وفحوى وعمل، إسلاماً خاليا من الفرائض والأركان ، إسلام الغرائز والكفر الصراح . فلم يكن تحدي الامام الحسين عليه السلام له نابعاً من فراغ ولم يكن خروجه خروج العاصين بل كان خروج حق ودفاع عن حقيقة أراد يزيد بن معاوية طمس معالمها ألا وهو الاسلام الذي لو لم يحرك الإمام الحسين (ع) ساكناً لكان اليوم إسلاماً غير إسلام ولما أذَّن وخطب شيخ في جامع ولا رفعت الله أكبر من على المآذن ولكان دين فسق وفجور يعم الكرة الارضية اليوم باسم دين النبي محمد (ص) <كمايفعل أغلب="" العالم="" اليوم="" باسم="" الاسلام="">..فكان القائل (إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني) .ففدى دين النبي محمد (ص) بدمه وأهله وماله وكل ما يملك في سبيل إعلاء كلمة الحق و شهادة ( لا إله الا الله محمد رسول الله)….
راية (لا إله الا لله محمد رسول الله ) التي ترفع اليوم على أعلام داعش وأخواتها “أصحاب الرايات السود المشؤومة” من جبهات الارهاب باسم الاسلام والمسلمين شتان بينها وبين الراية التي رفعت في كربلاء ، فراية الحسين عليه السلام في كربلاء هي راية حق وثورة على الباطل كله ولكن اليوم وتحت هذه الراية المزيفة باسم الاسلام ايضاً يواجه أهل الشرك والضلال والكفر الحق كله..فخط الدفاع الحسيني الكربلائي المقاوم يتجسد اليوم في خط مقاومة هؤلاء المشركين الكفار الغزاة (الذين ما إن يطأوا أرض سورية حسب تقرير ال سي ان ان حتى يسجدون ويقبلونها على أنهم أتوا من أجل محاربة أهل الكفر ألا وهم السوريون) هؤلاء الذين يذبحون ويقطعون الرؤوس ويسبون النساء باسم الاسلام وينتهكون حرمة العرض والارض تماماً كما فعل يزيد وجنده من حزب الشيطان مع أهل البيت عليهم السلام حيث رفعوا الرؤوس على القنا وسبوا النساء وعلى رأسهم السيدة زينب عليها السلام ..واليوم كلنا يذكر كيف رفع ذلك المشرك رأس ذلك الضابط المقطوع الرأس الممثل بجثته على العصا الحديدية وهؤلاء الذين يذبحون وينحرون الرقاب ويقطعون الرؤوس ويشوونها على النار “متباهين ” بفتحهم العظيم وليس ببعيد جداً سبي النساء الحرائر وخطف الشيوخ والاطفال على يد نفس الارهاب اليزيدي الاموي..فالتاريخ يعيد نفسه ويزيد في كل عصر مستنسخة صورة عنه وطالما يوجد يزيد فكل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء ..فبجرائم أحفاده وجندهم يريدون محو (” دين النبي محمد (ص) وذكر زينب والحسين عليهما السلام وتركتهما في المقاومة ضد الظلم والجور والكفر والشرك “) باسم الاسلام ،ولم يكتفوا الى هذا الحد فدنسوا دور العبادة وفجروها برجال الدين واغتالوهم واغتالوا أولادهم ونبشوا القبور وتعدّوا على حرمة مقام السيدة زينب (ص) وكفّروا كل مسلمي سورية دون استثناء وأباحوا دماءهم الزكية فأعادوا بجرائمهم هذه المجد لكربلاء الأبية وأثبت المقاومون ضد الارهاب اليزيدي على ان كربلاء لم تمت بل هي حاضرة الى الابد… ،
“كربلاء ” انتصار الدم على السيف حيث كل من وقف مع الحسين في تلك الواقعة وقف مع الاسلام ضد الكفر، وقف مع ثورة الحق كله ضد الباطل كله وبدماء أصحاب راية لا إله إلا الله محمد رسول الله (الحقيقة برعاية الامام الحسين “ع”) استمرت راية الاسلام ترفرف نظيفة من كل شائبة تماماً كما يحصل اليوم في سورية وسينتصر الدم السوري “الحق” على باطل ينشر على أنه حق يراد به باطلاً ( ذكرت في مقال سابق على أن علماء سورية ظلموهم إذ عاملوهم على أنهم مع النظام إلا أن الحقيقة هم وقفوا مع الحق مع الشعب الظلوم والدفاع عن اسلامهم الذي يريدون سلبهم إياه في وقت انتظر منهم شيوخ الفتنة وسفك الدماء الوقوف معهم في جهة الباطل ،فوقف هؤلاء العلماء في وجه من يكفرهم كالقرضاوي وأمثاله فوجدوا أنفسهم في كربلاء أخرى (عليهم واجب الدفاع عن الاسلام والمسلمين في وجه من يريد صهينته وأمركته وتسييسه لصالح أهل الكفر والضلال)….
هي ثورة كربلاء المقاومة تعيد نفسها بنفسها لأنها أصلاً حية لا تموت في وجدان أصحاب الضمائر الحية المقاومة على مر التاريخ ..هي مقاومة نشأت من رحم الاسلام المحمدي العلوي الحسيني الكربلائي التي لو لم تقم حينها ضد مبيد معالم الاسلام (يزيد بن معاوية وزبانيته) لم يكن لتقوم ثورة بعدها ضد أي ظلم وعدوان على الانسانية والدين وضد الطغاة الحكام المستكبرين في الارض ومقاومتهم من أجل إعادة البوصلة الدينية الى مؤشرها الصحيح ألا وهو الاسلام .. هي مقاومة لاطائفة لها ولا مذهب بل طائفتها الاسلام لمن يريد التحدث عن الاسلام وهي طائفة مقاومة الانسان الحي الحر لا هدف لها سوى نشر العدالة والحرية الاجتماعية الانسانية لمن يريد ان يتحدث عن حقوق الانسان ..هي طائفة ثقافة مقاومة وثورة كربلائية اليوم تتجسد في ثورة الرئيس بشار الاسد ومن معه من حماة الارض والعرض من خط المقاومة الصامد ضد طغاة الارض الذين يريدون نشر دين الجاهلية بدل نشر دين التسامح والعدل والانسانية والعيش المشترك..
بشهادة عموم المسلمين بسيف علي (ع) قام الاسلام وبدم الحسين (ع) استقام دين محمد ولم يكونوا لمسلمين دون مسلمين بل لكل المسلمين بل لكل البشرية فكان أن شهد فارس الخوري بشهادة ان لا اله الا الله محمد رسول الله حين قال له الجنرال الفرنسي بأن أتى ليحمي الاقليات في سورية وشهد الشيخ صالح العلي بسنتية كل سورية حين سأله الجنرال ديغول : كم نسبة السنة في سورية فقال له الشيخ( 100 % مئة بالمئة إذا كان المستهدف هو المسلمين ” السنة ” فكلنا سنة في سورية )وكان سماحة السيد حسن نصر الله في كل خطاباته مُوجِّهها لكل جماهير العالم من كل الاديان والمذاهب والطوائف ،وكان سماحة مفتي الجمهورية السورية الشيخ بدر الدين حسون والشهيد الشيخ البوطي وغيرهم من رجال الدين مسلمين ومسيحيين ينشرون دين السماح والمحبة والوئام والعيش المشترك بين جميع السوريين، وكان الجيش العربي السوري العقائدي يدافع عن سورية لكل السوريين ..وبهذه الروح “الكربلائية ضمناً وعنواناً وشكلاً ” المقاومة لكل قوى الشر سينتصر السوريون وسورية الذين عاشوا خلال 3 سنوات ثورة كربلائية مقاومة ضد كل قوى الدين الوهابي التكفيري الجاهلي العالمي..
في كربلاء نقول إن كان السلام في سورية لم يرجع إلا بدماء السوريين فياسيوف خذينا وإن كان دين محمد سينشر على يد أهل جاهلية العصر بهذه الهمجية والوحشية والبربرية فياسيوف خذينا على دين محمد إن كنا مسلمين وعلى دين المسيح ان كنا مسيحيين وليبقى دين محمد كماهو. ودين المسيح كما هو في سورية لكل السوريين..
بقي حماس وقادتها الذين خانوا سورية المقاومة باسم الدين من بعدما كانت سورية مشرعة الابواب لهم بلا حدود لهم في وقت أوصد العالم كله الباب في وجوههم والاعراب الذين خانوا سورية العروبة باسم الديمقراطية وحقوق الانسان وهو أحط من عامل الانسان معاملة الحيوان أختم بكل مقاومة كربلائية بخطاب الامام الحسين عليه السلام كما خاطب خاذليه لأنهم لم يخذلوه هو إنما خذلوا الحق حيث لم يطلب شيئاً لنفسه إنما طلب الخروج من نصرة دين الله وانسانيته ونصرة المظلوم على الظالم .....
... (خطبة الامام الحسين) تبا لكم أيها الجماعة وترحاً، أحين استصرختمونا والهين، فأصرخناكم موجفين، سللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم، وحششتم علينا ناراً أوقدناها على عدونا وعدوكم، فأصبحتم إلباً على أوليائكم، ويداً عليهم لأعداتكم بغير عدل أفشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم، إلا الحرام من الدنيا أنالوكم، وخسيس عيش طمعتم فيه، من غير حدثٍ كان منا، ولا رأي تفيّل لنا فهلا ـ لكم الويلات ـ إذ كرهتمونا وتركتمونا، تجهتموها والسيف مشيم، والجأش طامن، والرأي لما يستحصف، ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدبا، وتداعيتم إليها كتداعي الفراش، فسحقاً لكم ياعبيد الامة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ونفئة الشيطان، وعصبة الآثام، ومحرفي الكتاب، ومطفئي السنن، وقتلة أولاد الانبياء، ومبيدي عترة الأوصياء، وملحقي العهار بالنسب، ومؤذي المؤمنين، وصراخ أئمة المستهزئين، الذين جعلوا القرآن عضين، ولبئس ما قدمت لهم أنفسهم وفي العذاب هم خالدون.
«وأنتم ابن حرب وأشياعه تعضدون، وعنا تخاذلون، أجل والله، الخذل فيكم معروف، وشجت عليه أصولكم، وتآزرت عليه فروعكم، وثبتت عليه قلوبكم غشيت صدوركم، فكنتم أخبث ثمرة:
شجى للناظر، وأكلةً للغاصب، ألا لعنة الله على الناكثين الذي ينقضون الأيمان بعد توكيدها ـ وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً ـ فأنتم والله هم (الامام الحسين عليه السلام في كربلاء)….
*عشتار بانوراما الشرق الاوسط
كمايفعل>