وربما لم يكن يعلم الرئيس التركي عبدالله غول ان هكذا تقريرا سيرى النور ، حين تخوف من تحول سوريا الى افغانستان ثانية.
فالتقرير لم يأت من وسيلة اعلامية موالية للنظام في سوريا ولا حتى لحلفائه ، انما من قناة تعتبر راعية للسياسات الاميركية ومدافعة عن حلفاء واشنطن في المنطقة ، وهي قناة سي ان ان العربية.
وفي وقت ترفض انقرة كل الاتهامات بفتح حدودها للمسلحين نحو الداخل السوري ، اظهرت الكاميرا السرية لمراسل السي ان ان ، القادمين للقتال يخرجون من مطار "هاتاي" كأي مسافر آخر و بشكل طبيعي .
ولكن ما ان تطأ اقدامهم الارض خارج المطار تبدأ رحلة افكار قتالية يسمونها جهادية يؤمنون بها لحد رفض الاخر ، او ربما اهدار دم من يناقضها ، لانها حسب اعتقادهم اقصى ما يتمنون.
وقال احد مهربي المسلحين الى سوريا : عندما يصلون يسجدون على الارض ويجهشون بالبكاء الشديد جدا وكأنهم لقوا أعز من اهلهم.
وفي حين تنتهي حرية الفرد عندما تبدأ حرية الفرد الآخر يعتقد احد هؤلاء ان حريته بتخيل الدولة التي يقاتل لأجلها تتخطى كل الحدود واولها الحدود التركية.
فهو اتى ليساهم في انشاء الدولة التي وعده بها من ارسله وغرر به ، حتى تمنى الموت في سبيل هذه الدولة المزعومة.
ومن الواضح ان نشاط انقرة في تهريب المسلحين اسرع بكثير من نشاطها في المساهمة بايقاف الحرب على سوريا ، وربما حتى اسرع من بناء السور الفاصل مع الحدود السورية.
وبالوقت الذي يرتد فيه هؤلاء المقاتلون الى داخل معقل غول ورئيس حكومته، ربما يدرك الرئيس التركي انه تحول بلاده لباكستان ثانية هو الذي سيجعل من سوريا افغانستان ثانية .
MKH-6-22:34