وقد عقد المؤتمر لدراسة العلاقات المستجدة بين الولايات المتحدة والسعودية بعد أن تراجعت السعودية عن قبول العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي احتجاجا على الحوار الامريكي - الايراني. وكانت احدى القضايا التي طرحت في المؤتمر " البرنامج النووي الايراني وأمن منطقة الخليج الفارسي، علما بأن البرنامج النووي الايراني كان من أهم الموضوعات التي أراد المنظمون دراستها من جانب المؤتمرين وطرح التوصيات بشأنها .
وقد تحدث في المؤتمر عدد من الخبراء الامريكيين والاوروبيين والعرب وتناولوا العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الخليج الفارسي وكان من ابرزهم الدكتور انتوني كوردزمان الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بالولايات المتحدة الأمريكية الذي أكد على أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون وكل من الولايات المتحدة ودول الغرب كبريطانيا وفرنسا استنادا إلى المصالح المشتركة بين الجانبين.مشيرا الى إن تعزيز التعاون العسكري يعد أهم جوانب التعاون التي ينبغي تعزيزها بين الدول العربية في الخليج الفارسي والولايات المتحدة ودول الغرب بهدف بناء قدرات عسكرية خليجية قوية قادرة على الدفاع وإحداث الردع والتصدي للتهديدات الخارجية.
كما دعا انتوني كوردزمان الدول العربية في الخليج الفارسي الى التعاون مع ايران وعدم الخوف والقلق من اي تفاوض بين الولايات المتحدة وايران .
كما دعت احدى المشاركات الاوروبيات وهي المدير التنفيذي لمعهد أكرونيم لدبلوماسية نزع السلاح في المملكة المتحدة، ريبيكا جونسون دول مجلس التعاون الى وضع مبادرات وآليات جديدة لبناء الثقة مع إيران وفتح الباب امام التفاوض المباشر معها، وألا تترك مسألة المفاوضات على اجتماعات «5+1». مشيرة الى ان انتخاب حسن روحاني رئيسا جديدا للجمهورية الإسلامية الايرانية قد يوفر فرصاً جديدة لتطبيق حلول دبلوماسية وسياسية للملف النووي.
واتخذ الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج الفارسي الدكتور عبداللطيف الزياني في هذا المؤتمر موقفا ايجابيا تجاه ايران وقال في كلمة القاها في المؤتمر :" إن نهج دول مجلس التعاون في التعامل مع الجارة المسلمة إيران قائم دائما على الحوار وحماية الاستقرار والأمن بالمنطقة داعيا ايران الجارة المسلمة إلى تبني خطوات على أرض الواقع لتخفيف حدة التوترات وحل الخلافات بالطرق السلمية، مؤكدا أن دول مجلس التعاون تتطلع لمواقف إيرانية على أرض الواقع وخاصة بعد الانتخابات الإيرانية الأخيرة ".
ويبدو ان المشاركين في المؤتمر وخاصة الامريكيين والاوروبيين قد قدموا نصائح وتوصيات لدول مجلس التعاون بعدم اتخاذ مواقف معادية من ايران بل دعوا قادة دول مجلس التعاون الى أخذ زمام المبادرة ووضع مبادرات لبناء الثقة مع ايران وفتح باب التفاوض معها .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يتخذ زعماء دول مجلس التعاون توصيات الخبراء الامريكيين والاوروبيين في المؤتمر على محمل الجد ويبدون حسن نية تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية والرئيس الايراني حسن روحاني الذي أكد مرارا رغبة ايران في تعزيز علاقاتها مع الدول العربية المجاورة؟
شاكر كسرائي